يمثل العمل الإنساني نهجاً راسخاً في سياسة دولة الإمارات التي تعد من أكبر المانحين الدوليين في مجال المساعدات الإنسانية، وقد تجلى ذلك النهج خلال الظروف الاستثنائية، التي شهدها العالم نتيجة انتشار جائحة فيروس «كوفيد 19»، حيث قدمت دولة الإمارات نموذجاً متفرداً في العمل الخيري والإنساني غير المحدود لمواجهة التحديات ومد يد العون للمحتاجين في أي مكان، على الرغم من التحديات الميدانية واللوجستية التي فرضتها جائحة «كوفيد 19» عالمياً.
إن مساعدة الشعوب العربية أولوية في سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي التزام ثابت لا يتأثر بأي معايير، وإنما ينطلق من منطلقات إنسانية وقومية وأخلاقية، أسس لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فدولة الإمارات العربية المتحدة تولي اهتماماً كبيراً بقضايا الشعوب العربية، وهناك حرص دائم على دعم هذه الشعوب والمساعدة في التخفيف من معاناتها». وأضاف المدير العام لمؤسسة خليفة الإنسانية: «إن الدولة أصبحت بفضل المبادرات الإنسانية الخلاقة من خلال المؤسسات الخيرية والإنسانية العاملة في الدولة، مركزاً مهماً لإطلاق المبادرات في المجال الإغاثي والتنموي».
وتولي الدولة اهتماما كبيرا بتعزيز جهودها الإنسانية حول العالم، والمضي قدماً في ذات النهج الذي رسمته قيادتنا الرشيدة في صون الكرامة الإنسانية بغض النظر عن الجنس أو الدين أو اللون، وتجلى هذا الإرث الإنساني الذي حققته الإمارات في هذا الصدد، تفرض عليها التزاماً أكبر تجاه القضايا الإنسانية، وتضع على عاتقها دوراً محورياً في تحسين الحياة، وتكثيف جهود الدولة الدائمة لتقليل حدة الجهل والفقر والجوع وسوء التغذية، والحد من وطأة المعاناة في الدول الأقل نمواً من خلال توفير متطلبات الحياة الأساسية، ومعيارها الوحيد هو حاجة المجتمعات الفعلية المستحقة للدعم والمساعدة.
بل وخصصت دولة الإمارات يوماً لتحتفل به بيوم العمل الانساني وهو يوم 19 رمضان من كل عام تحت شعار “حب ووفاء لزايد العطاء”، الموافق لذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن دولة الإمارات بدعم ورعاية قيادتها الرشيدة تمضي قدما في مسيرة الخير والعطاء وتقدم للعالم خلال الفترة الحالية نموذجا ملهما للعطاء الإنساني العالمي في مواجهة الأزمات. ودولة الإمارات تعتبر نموذجاً يحتذى به في العمل الإنساني ونشر قيم المحبة والتسامح والسلام، مشيرة إلى أن اليوم العالمي للعمل الإنساني هو مناسبة مهمة لتسليط الضوء على أهمية التسامح والقيم الإنسانية في الارتقاء بالثقافة والفنون، التي بدورها تعتبر وسيلة لتوثيق التواصل بين الشعوب والثقافات على اختلافها، مؤكدة أن القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة، ممثلة بكل مقومـات الدولـة الاقتصاديـة والثقافيـة والفنيـة والسـياحية والإنسـانية والمجتمعيـة، مـع التركيـز علـى الثقـل الإنسـاني والحضـاري، من شأنه أن يبرز الصـورة الحضاريـة للدولة، وإرثها وهويتها وثقافتها المميزة.
بقلم: محمد عبدالمجيد علي
الرئيس التنفيذي