أعلنت المؤسسة الاتحادية للشباب نتائج دراسة استطلاعية لمعرفة رأي الشباب في المحاضرة الرمضانية الرابعة بعنوان “التعلم والبحث مدى الحياة: مفتاح إمكاناتنا وطاقاتنا المستقبلية “التي شارك فيها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي.
استهدفت الدراسة معرفة رأي الشباب الإماراتي بشأن مفهوم التعلم مدى الحياة، إذ فضل اثنان من كل خمسة شباب ( 39 بالمئة) معرفة المعلومات الجديدة من خلال حديثهم مع الآخرين، سواء كانوا من أفراد أسرهم الأكبر منهم سناً ، أو كبار المواطنين، أو الموجهين وغيرهم من الشباب، وهو ما يعكس قيم التكاتف في المجتمع الإماراتي، كما كشفت الدراسة أن التعلم من خلال الحوار هو طريقة التي يفضلها الشباب عن أي وسيلة أخرى مثل وسائل التواصل الاجتماعي أو القراءة.
وفي الوقت ذاته، توقع حوالي ثلاثة أرباع المشاركين في الدراسة الاستطلاعية ، تحسن جودة عملهم من خلال التعلم مدى الحياة، كما توقعوا أيضاً أن يكون للتعليم المستمر مردود إيجابي على قدراتهم الإبداعية والابتكارية.
واشتملت عينة الدراسة الاستطلاعية على 200 شابٍ إماراتي من المنتسبين إلى مبادرات المؤسسة الاتحادية للشباب وبرامجها، وبهامش خطأ لا يتجاوز 7 في المئة من الإجمالي، حيث شكلت الفئة العمرية بين 15 إلى 35 عاماً غالبية عينة الدراسة، بنسبة وصلت إلى 83.25 بالمئة من المشاركين فيها، بينما شكلت الفئة العمرية بين 35 إلى 50 عاماً ما نسبته 15.71 بالمئة من العينة التي اشتملت على مشاركين اثنين فقط ممن تجاوزت أعمارهم الـ 50 عاماً.
وشهدت المحاضرة الرمضانية الرابعة لمجلس محمد بن زايد 2021 .. مشاركة العديد من الضيوف، بمن فيهم معالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيسة مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء ، ورئيسة مجلس علماء الإمارات، ونائبة مدير وقائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، والدكتور جون سيكستون، الرئيس الفخري السابق لجامعة نيويورك أبوظبي، وذلك إلى جانب ساكو تومينن، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة «هندريد»، وهي مؤسسة تعليمية عالمية غير ربحية معنية بالأطفال.
وأكدت معالي شما المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب أهمية مخرجات حوار هذه الجلسة عبرت عن رؤية شاملة جمعت مختلف أطياف المجتمع الإماراتي، وهي ترجمه لتطلعات قيادتنا التي كرست مبدأ الاستثمار في الإنسان كأولوية مطلقة، والذي وضع ركيزته الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وصار نهجاً وطنياً وفكراً تبنته مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات.
وأضافت معاليها: “ترتبط مقومات الاستثمار في الإنسان برهان دائم ورابح في طاقات الشباب عبر نموذج إماراتي عصري ومرن يعتمد على الإشراك والتمكين وبناء القدرات، ويعتمد على البحث العملي والتعلم مدى الحياة لاكتساب المهارات. نحن نؤمن بأن التعليم اليوم قد اتخذ شكلاً مختلفاً وسيتخذ قوالب متجددة خلال السنوات القليلة المقبلة، ولا بد أن نواصل العمل لتصميم بيئة حاضنة قادرة على توفير ممكنات التعلم المستمر من ناحية سهولة الوصول وجودة المحتوى بما يخدم رؤية الإمارات 2071، ومن أجل أن يسلم هذا الجيل راية البناء للأجيال القادمة. كما سنحرص في المؤسسة الاتحادية للشباب على مواصلة الاستماع للشباب باستخدام مختلف الأدوات المتاحة سواء من خلال اللقاءات المباشرة والمنصات الحوارية والتفاعلية إلى جانب الاستطلاعات والدراسات الدورية”.
ويرى حوالي نصف المشاركين في الدراسة (44 بالمئة) أن التعلم مدى الحياة سيضمن لهم حياة سعيدة، مُبدين استعدادهم للمشاركة في أنشطة مماثلة تسهم على التطور والتقدم المستمر، بينما أشار أكثر من ثلث المشاركين (35.5 بالمئة) إلى أنهم يتعلمون مهارات ترتبط بوظائفهم، فيما توقع أكثر من الثلثين (68.5 بالمئة) أن يشكل التعلم مدى الحياة داعماً لإبداعاتهم.
ويعتقد ثلثا المشاركين في الدارسة أن تعزيز الثقة بالنفس هي أهم مزايا التعلم مدى الحياة، في حين يرى (63.5 بالمئة) منهم أنه يسهم في خلق حافز ذاتي متجدد، ومزيد من الفرص الوظيفية.
ويرى الشباب أن العمل على اكتساب مهارات مهنية جديدةأفضل من المهارات الشخصية الجديدة، إذ أبدى (36 بالمئة) من المشاركين اهتماماً أكبر بتطوير المهارات المهنية، فيما يهتم (32 بالمئة) في المقابل بالمهارات الشخصية.
ورأى أكثر من نصف المشاركين في الدراسة (53 بالمئة) أن التعلم في مجموعات هو الوسيلة المفضلة لديهم، بينما فضّل (25 بالمئة) منهم التعلم بالقراءة ، في حين اختار (21 بالمئة) منهم وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للتعلم، فيما فضل حوالي (22 بالمئة) منهم التعلم ذاتياً وبمفرده، في حين أبدى (25 بالمئة) منهم رغبة في التعلم من الآخرين.
وأجمع المشاركون في الدراسة تقريباً على أنه ما يزال من الممكن القيام بجهد أكبر لتشجيع ونشر ثقافة التعلم مدى الحياة في المجتمع، حيث رأى أكثر من نصفهم أن تداعيات انتشار (كوفيد-19) كان لها كبير الأثر في دفعهم على الاستمرار في رحلة التعلم مدى الحياة، وأكد (95 بالمئة) منهم أن الجائحة جعلت التعلم مدى الحياة أكثر أهمية.
وتعد محاضرة “التعلم والبحث مدى الحياة: مفتاح إمكاناتنا وطاقاتنا المستقبلية ” آخر محاضرات مجلس محمد بن زايد بدروته هذا العام التي ركزت على 3 موضوعات رئيسية أخرى تمحورت حول الأخوة الإنسانية والتسامح كرسالة للأديان، وتعزيز الصحة والسلامة عالمياً، وتعزيز قوة المجتمعات وصمودها ومرونتها لمواجهة التحديات المختلفة، وجرى اختيار الموضوعات لتحفيزالحوار حول الجوانب الاجتماعية المهمة خلال شهر رمضان المبارك.