أفاد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم، بأن الوزارة ستطبق نموذج “التعليم الهجين” خلال العام الدراسي المقبل، وذلك للمحافظة على مكتسبات ومهارات هذا النوع من التعليم، وتعكف على إنشاء منظومة داعمة لإعادة وتأهيل الطلبة للعودة للمدارس من خلال فرق التوجيه والإرشاد، وتعتبر في مراحلها النهائية وسيتم الكشف عنها قريباً.
وأوضح معاليه خلال مشاركته في برنامج “لا تشلون هم” على قناه الإمارات، بأن العديد من الدراسات والبحوث في المجال التعليمي تؤكد إن كلمة “لا تشلون هم” خالدة وسوف يذكرها التاريخ ولن ينساها العالم، وهي عبارة عن فكر قيادي فذ .
ففي لحظة مهمة في تاريخ دولة الإمارات، شهدت جائحة “كوفيد 19″، وأثارت الخوف لدى الجميع، ولم يكن العالم بأجمعه يعي ما يحدث، ولم يكن أحد يعرف هذا الوباء وآثاره والتعامل معه، وفي هذه الظروف الصعبة وجه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسالته الخالدة للجميع “لا تشلون هم”، كان لها انعكاساتها وآثارها الطيبة على نفوس الجميع، حيث بثت فيهم الطمأنينة، وأكدت أن دولة الإمارات دار أمان وخير، مضيفاً أن كلمة سموه منهج يدرس وفكر في القيادة يمكن أن تدمج في المناهج الدراسية حتى يظل هذا الفكر القيادي الفذ مع الأجيال المتلاحقة.
وتفصيلا قال معاليه، إن التعليم في المستقبل، سيكون بنظام التعليم الهجين الممزوج بين التعليم الذكي عن طريق المنصات التعليمية، والتعليم الواقعي للاستفادة من تعليم مواد محددة، موضحا بأن الطالب يمكن ان يستسقي المعلومات عن طريق التعلم عن بعد، ولكنه يحتاج إلى الذهاب الي المدرسة لتنمية العديد من المهارات لديه تحت إشراف تربوي، منها المهارات الناعمة والسلوكية، والعمل كفريق واحد، والاستفادة من تجارب أقرانه في التعليم، والاستفادة من المختبرات العلمية، وممارسة الرياضة .
وحول نظرة التعليم في الدولة للخمسين عاماً المقبلة، قال الحمادي، إنه حسب خطة دولة الإمارات 2071، توجد أولويات لتحقيق هدف أن التعليم في الإمارات هو الأفضل في العالم، موضحا أنه بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عقدت خلوة وزارية ضمت الوزراء والخبراء والمختصين، وشهدت مناقشات حول الخطط المستقبلية للدولة في القطاعات كافة، ومنها التعليم، لافتاً إلى أن خطة التعليم للخمسين لها محاور عدة، والهدف الوصول إلى الرقم “واحد” في التعليم عالمياً.
وقال معاليه، إن الفكر الاستشرافي للقيادة مهد الطريق لسلوك أفضل مسارات التعلم وتحقيق نقلة نوعية بالتعلم الذكي وتطبيقه على أرض الواقع بنجاح ما شكل ضمانه لاستمرار التعلم افتراضيا للطلبة، وشكل أحد ركائز العمل الحكومي في دولة الإمارات، حتى أضحت مرجعية يعتد بها عالمياً في وضع السياسات والخطط والتشريعات التطويرية، وشكل عنصر الاستدامة الأساس الذي بنيت عليه تلك الخطط، ولتحقيق الاستدامة في التعليم على سبيل المثال تم اطلاق برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي في عام 2016 وهو عبارة عن برنامج تربوي سابق عصره، و في عام 2017 تم تعميم المشروع على كافة مدارس الدولة، وكان يستفاد من عملية “التعلم عن بعد” الطلبة الذين كانوا يتلقون العلاج في الخارج او كانت لديهم ظروف قاهرة تمنعهم من الحضور، ولكن بعد أن جاءت جائحة كوفيد 19 وجهت القيادة الرشيدة باتباع هذا النهج التعليمي، حفاظا على استمرارية التعليم لطلبة الدولة.
وأضاف أن الوزارة عملت على تقديم أجازه الربيع أسبوعين للاستفادة منهما واستغلالهما في تطوير البنية التحية وتدريب المعلمين وفتح منظومة التعلم الذكي للمدارس الخاصة أيضاً للاستفادة منها، وبعد ذلك أصبحت كافة مدارس الدولة جاهزة لتطبيق نموذج التعلم عن بعد، وبتوجيهات من القيادة الرشيدة تم تزويد كافة الطلبة بتوفير أجهزة الكترونية للطلبة الذين لا يمتلكون أجهزة حاسوب في منازلهم.
وقال معاليه إن الامارات تجني ثمار الاستثمار في العنصر المؤسس، موضحاً أن القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد، كان استثماره في التعليم يتمثل في بناء الانسان سواء الإماراتي أو المقيم، وتراكم السنوات خلق لدينا جيلاً مسؤولاً، وجميعهم عيال زايد، ودليل على ذلك عدد المتطوعين الذي بلغ أكثر من 600 ألف متطوع وأبهر العالم، وكذلك المعلم حيث مثلوا خط الدفاع الأول للتعليم ويعتبرون جزءاً من كيان هذا المجتمع، لذلك أبدعوا في تقديم أساليب تدريس حديثة في عملية التعلم عن بعد.
وأثنى على الدور الذي قدمه العديد من المعلمين والإداريين في تطوعهم خارج ساعات العمل لمساعده أولياء الأمور وحل المشاكل التقنية، خلال عملية التحول للتعليم عن بعد، التي كانت تحتاج إلى عدد كبير من التقنين لدعم هذه المنظومة الافتراضية.
وأوضح أن أولياء الأمور كان لهم دور كبير في إنجاح عملية “التعلم عن بعد” و كانوا يحرصون على مشاركة الوزارة في الندوات التثقيفية التى كانت تنفذها الوزارة في بداية الجائحة خلال الفترات المسائية، في كيفية دعم أبنائهم في العملية التعليمية، مفيداً بأن الحضور كان يصل إلى 20 ألف ولي أمر، بالإضافة إلى مشاركة أولياء أمور من خارج دولة الامارات، مفيداً بأن الوزارة فتحت المنصات والمحاضرات التثقيفية لكافة المهتمين من داخل الدولة و خارجها، وذلك بالتعاون مع الجامعات الوطنية للاستفادة من تجربة الإمارات وبالفعل استفادت منها العديد من الجهات.
وأفاد معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم بأن منظومة التعلم الذكي، والمنصات الرقمية، سوف تشهد نقلة نوعية جديدة، وتطويراً مستمراً وصولاً إلى مرحلة تكون الإمارات فيها من أصحاب الريادة وأنموذج متميزاً وناجح عالمياً، حيث أن المشهد يحتم علينا ذلك في ظل هذه المرحلة والتجارب التي تؤكد أهمية وضرورة تلك الخطوة.