تبلغ الفترة الزمنية للتدريبات المتقدمة المستقبلية التي يقوم بها رواد الفضاء الإماراتيون في مركز جونسون للفضاء التابع لوكالة «ناسا» نحو 18 ــ 24 شهراً تقريباً، تؤهلهم ليصبحوا مشغلين لمحطة الفضاء الدولية، والقيام بمهمات طويلة تتعدى 6 أشهر، فيما يواصل رائدا الفضاء هزاع المنصوري وسلطان النيادي حالياً هذه التدريبات، بانتظار الإعلان قريباً عن هوية الرائدين الآخرين اللذين سينضمان لهما في تدريباتهما ليواصلا مرحلة التأهيل لهما، وذلك سعياً للوصول بمستوياتهم إلى مستويات احترافية تضاهي رواد الفضاء ذوي الخبرات الكبيرة.
وأنهى المنصوري والنيادي حتى الآن ما يقرب من 6 أشهر قضاها في تدريبات متقدمة ومستمرة في برنامج التدريبات في مركز جونسون، والتي تتضمن 5 مراحل تشمل تدريبات خاصة، وطيران، ونجاة، وتدريبات للبعثة، ومناهج دراسية، تساعدهم على القيام بمهمات طويلة في محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن إجراء كافة مهمات رواد الفضاء المحترفين، والتي تشمل الصيانة وتركيب المعدات وإصلاحها على متن المحطة الدولية، وصولاً إلى التدريبات الروتينية التي تشمل تشغيل والتعامل مع أنظمة الحواسيب، وتخزين المعدات وتحديد مواقعها، والتواصل مع المحطات الأرضية.
وتلقى الرائدان المنصوري والنيادي تدريبات مهمة تساعدهما على المشي في بيئة تشابه بيئة الفضاء، حيث يتطلب منهما الخروج خارج المحطة الدولية لحل أي تحديات للمحطة، سواء كانت تقنية أو هندسية، وشملت التدريب في حوض سباحة ضخم، يبلغ طوله 202 قدم، وعرضه 102 قدم، وعمقه 40 قدماً، فيما يعد هذا التدريب إحدى التجارب المهمة لرواد الفضاء، قبل أي رحلة فضائية، حيث يتم ارتداء بدلة الفضاء تحت سطح الماء، داخل أحواض ضخمة معدة للتدريب، مع الاستعانة بأثقال تحافظ على مستوى الرواد، بتجنب الهبوط تحت القاع، أو أن يطفوا إلى السطح، ويأتي ذلك لوضع رواد الفضاء في حالة شبيهة إلى انعدام الوزن والجاذبية، حيث يمضون 6 ساعات تحت الماء، والتي تعادل ساعة سير بالفضاء.
وسينضم رائدا الدفعة الثانية من برنامج الإمارات لرواد الفضاء اللذان سيتم اختيارهما والإعلان عنهما خلال الفترة القصيرة المقبلة، إلى البرنامج التدريبي مع المنصوري والنيادي في وقت لاحق، حيث سيخضع الرائدان الجديدان إلى البرامج التدريبية نفسها التي يخضع لها رواد «ناسا»، بناء على الاتفاقية التي وقعها مركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» لتدريب 4 رواد فضاء إماراتيين في أمريكا، حيث ستؤهل هذه التدريبات رواد الفضاء الإماراتيين على المستويين الجسدي والنفسي، لخوض مهمات استكشاف الفضاء في المستقبل.
ويدرس الرواد الإماراتيون خلال فترة تدريبهم في «ناسا»، علوم الديناميكا الهوائية والفيزياء ووظائف الأعضاء، وأساليب متابعة سفن الفضاء، وكيفية الاتصال بالرواد في الفضاء، وأهمية الأجهزة في محطة الفضاء الدولية، فضلاً عن دراسة كيفية عمل محركات الصواريخ وميكانيكا الطيران، والاطلاع على علوم مختلفة أخرى مثل الجيولوجيا التي تساعدهم في التعرف على طبيعة سطح القمر وغيرها من الأمور ذات الصلة المعرفية.
وتشمل المعارف التي يتلقاها رواد الفضاء الإماراتيون أيضاً، طرق العيش في الغابات والصحراء، وذلك بهدف تجهيزهم لحالات الهبوط الاضطراري في المناطق النائية، بالإضافة إلى تدريبات يحصلون عليها داخل معامل الفضاء تساعدهم على تشغيل معدات خاصة وأجهزة لازمة لإجراء تجارب علمية وهندسية، فضلاً عن تدريبات النجاة على كيفية إجراء هبوط اضطراري في المياه، مثل هبوط مكوك الفضاء في المحيط أو هبوطه على ممر جوي، وغيرها من التدريبات.