أعلن معالي عبدالرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، أن الإمارات تجاوزت 6 ملايين فحص مخبري لفيروس كورونا المستجد كجزء مهم من الاستراتيجية التي تبنتها الدولة لمواجهة الفيروس وحماية المجتمع من تداعياته السلبية.
جاء ذلك خلال الإحاطة الإعلامية التي عقدتها حكومة الإمارات في أبوظبي، اليوم والتي أكد العويس خلالها أنه بالإضافة إلى اتخاذ التدابير الاستباقية لمواجهة الوباء على الصعد الصحية والاجتماعية والاقتصادية.. تواصل حكومة الإمارات دعم البحث العلمي لاسيما في المجالات الطبية انطلاقاً من أهمية تطوير المنظومة البحثية وتعزيز أثرها الإيجابي كركيزة تنموية ووسيلة فعالة في توفير الحلول اللازمة للتصدي للفيروس.
وأضاف العويس أن الإمارات أطلقت خلال الفترة الأخيرة مركز محمد بن راشد للأبحاث الطبية الذي يُشكل إضافة نوعية من شأنها الإسهام في تطوير قطاع البحث العلمي حيث سيركز ضمن اختصاصاته على أبحاث الأمراض السارية في الدولة بالإضافة إلى الأبحاث حول “كوفيد 19″، لافتاً إلى أن هذه المبادرات النوعية تعزز دور الإمارات ومساهمتها الفاعلة لدعم الجهود المبذولة عالمياً لدعم قطاعات الصحة والمجتمع.
وشدد العويس على أنه قد لوحظ خلال الأسبوعيين الماضيين زيادة ملحوظة في معدلات الإصابة اليومية، والتي قد تعد مؤشرا لارتفاع عدد الحالات خلال الفترة المقبلة بشكل مقلق، مؤكداً على أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتي يأتي على رأسها تجنب التجمعات والزيارات خلال الفترة الحالية، والتقيد بالتباعد الجسدي.
وفيما يخص المرحلة الثالثة للتجارب السريرية التي تجري في الدولة على لقاح واعد لمرض “كوفيد 19″، أكد العويس أن هناك تطوراً ملموساً وأن النتائج مطمئنة للغاية ولم تسجل أي آثار جانبية على المتطوعين، وتقدم معاليه بالشكر للمشاركين والمتطوعين في التجارب.
وجدد العويس دعوته لأفراد المجتمع كافة للمشاركة في هذا العمل الإنساني النبيل، والذي سيعود بكل الخير والنفع ليس فقط على مجتمع دولة الإمارات، بل على ملايين البشر حول العالم، معرباً عن ثقته الكبيرة في مجتمع الإمارات من مواطنين ومقيمين، وحرصهم الدائم على دعم المبادرات الإيجابية في جميع الأوقات والظروف.
وفي نهاية المداخلة، شدد العويس على أن استراتيجية التعامل مع الوباء والحد من انتشاره لن تكتمل دون الالتزام التام بالإرشادات والإجراءات الاحترازية.
وعن مستجدات الحالات، أعلن الدكتور عمر الحمادي، المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات أن عدد الفحوص اليومية الجديدة بلغ 59,759 فحصا، كشفت عن تسجيل 365 إصابة، تتلقى جميعها الرعاية اللازمة في مؤسسات الرعاية الصحية، ليصل بذلك إجمالي الحالات المسجلة إلى 64,906 حالات.
كما أعلن الحمادي عن تسجيل 115 حالة شفاء جديدة ترفع العدد الإجمالي لحالات الشفاء في الدولة إلى 57,909 حالات، فيما تم تسجيل حالتي وفاة ليصل الإجمالي إلى 366 حالة، لافتاً إلى أن عدد المرضى الذين يتلقون العلاج في الوقت الراهن يبلغ 6,631 مريضا.
ونوه الدكتور عمر الحمادي إلى الزيادة المقلقة في عدد الإصابات اليومية بين المواطنين والمقيمين بواقع 136 حالة مقارنة بالفترة السابقة، عازياً السبب في ذلك إلى التجمعات والزيارات دون التقييد بالإجراءات الاحترازية والوقائية الأساسية مثل التباعد الجسدي وارتداء الكمامات.
وأجاب الدكتور عمر الحمادي عن مجموعة من الأسئلة يتم تناقلها حول الفيروس المستجد، حيث حذر في البداية من بعض المنتجات التي يتم الترويج لقدرتها على التصدي لفيروس كورونا المستجد دون أسس علمية، وضرب مثالا بمنتج يروج له على أنه يطلق غاز ثاني أكسيد الكلور الذي يقضي بدوره على الفيروس قبل دخوله جسم الإنسان.
وشدد الحمادي على أن هذه المنتجات لا توفر حماية من فيروس كورونا المستجد، مؤكداً أن الادعاء بقدرة غاز ثاني أكسيد الكلور على قتل الفيروس بمجرد دخوله لمنطقة محيطة بالجسم لا يوجد عليه أي دليل علمي موثوق.
ولفت الحمادي إلى أن تواجد عبارة “آمن” على أي منتج لا يعني أن المنتج فعال لعلاج أمراض معينة، بل يعني فقط أن المنتج غير ضار بجسم الإنسان وقد لا يكون مفيدا للصحة إلا إذا ذكرت جهة علمية موثوقة أن هذا المنتج صالح لعلاج أمراض معينة بجرعات معينة، لمدة معينة، وفي ظروف محددة ومراقبة دقيقة.
وحذر الحمادي من أن خطر هذه المنتجات لا يكمن في الآثار الجانبية المحتملة لها فقط بل في ركون البعض على قدرتها على توفير الحماية بدلاً من اتباع الإجراءات الاحترازية المثبتة مثل لبس الكمامة والتباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية، والتي اثبتت قدرتها على مكافحة انتشار العدوى، مشدداً على أن استخدام البعض لغاز ثاني أكسيد الكلور قد يتسبب في حدوث مشاكل في الرئة والكلية والقلب.
وعن أفضل الممارسات التي يمكن اتباعها عن ارتياد الصالات الرياضية، نوه الحمادي بضرورة الامتناع عن الذهاب للنوادي والصالات الرياضية في حالة الشعور بالمرض، وعند الذهاب يجب تطبيق معايير التباعد الجسدي بترك مسافة لا تقل عن مترين مع الآخرين، وارتداء الكمامات، وتعقيم اليدين قبل وبعد استخدام الأجهزة المشتركة، والحرص على استخدام الأدوات الشخصية دون مشاركتها مع الآخرين.
وأوضح الحمادي أن إمكانية حدوث العدوى ترتفع عند تقارب المتواجدين في الصالة الرياضية، مشيراً إلى أن الرياضات الجماعية أكثر عرضة لنشر العدوى من الرياضات الفردية كما أن الأنشطة الخارجية أقل خطورة من الأنشطة الداخلية، لذا يتوجب تنظيم رواد الصالات الرياضية بشكل منضبط لمنع الازدحام والحرص على تعقيم المرافق الرياضية بشكل مستمر.
ونصح الحمادي من يعانون من مشاكل في التنفس بسبب ارتداء الكمامة عند ممارسة رياضات مثل الجري السريع بضرورة ممارسة هذا النوع من الرياضات في الأماكم المفتوحة جيدة التهوية والتي لا يتطلب التواجد بها تطبيق التباعد الجسدي.
وفي نهاية الإحاطة شدد الدكتور عمر الحمادي على أن التراجع في عدد الحالات لا يعني القضاء على الفيروس، مستشهداً بالزيادة المقلقة في عدد الإصابات كونها مؤشرا لا يمكن التغاضي عنه مؤكدا ضرورة الالتزام التام بالإجراءات الوقائية وفي مقدمتها التباعد الجسدي وتجنب الزيارات والتجمعات.