|  آخر تحديث أغسطس 9, 2020 , 23:25 م

لا تعبد الكرسي .. للشيخ محمد


"الوصايا العشر" للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

لا تعبد الكرسي .. للشيخ محمد



 

أضع بين أيديكم بأن الوظيفة والمنصب والمسؤولية كلها مؤقتة ستذهب عنك،ويبقى عملك وإنجازك.إذا أحببت الكرسي، لن تملك الشجاعة لاتخاذ قرارات ترفعك وتوصلك للكرسي الذي يليه. إذا أحببت الكرسي قدَّمته على قيمك ومبادئك والغاية التي جئت من أجلها، وهي خدمة الناس.اجعله آخرهمك، وستملك عندها طاقة كبيرة لتغييرمحيط حياتك،أن عبادة الكرسي أحد أكبرالآفات التي تدمرأي عمل مؤسسي،وتقف عائقاً أمام فرص النجاح والتميز.

 

الغاية الأساسية والهدف الأسمى الذي يجب أن يسعى إليه كل مسؤول أيًا كان موقعه هو خدمة الناس، والعمل على قضاء حوائجهم.لا تعبد الكرسي فإن فعلت صرت عبداً للكرسي لا تتصورنفسك بعيداً عنه، ولا تصدق أنك سوف تتركه يوماً،وصاركل همّك هو الحفاظ على هذا الكرسي،هنا تكون قد انزلقت إلى هاوية السقوط. وأولى مصائب هذا السقوط في الانشغال عن المهام المنوطة بمن يجلس على هذا الكرسي، فلا خدمة جيدة للعملاء، ولا مساعدة لهم في إنجاز مصالحهم، فتبوء بغضبهم ولعناتهم، ودعائهم عليك بالخزي عند رب العالمين.

 

 

ولن يقف مسلسل المصائب عند هذا الحد، فمع تشبثك بالكرسي سوف تبدأ رحلة التنازلات، وهي رحلة لا نهاية لها. سوف تكون على استعداد للتنازل عن أي شيء لأي إنسان تتصورأنه سيساعدك على البقاء جالساً فوق هذا الكرسي. وأمام التنازلات تتراجع القيم والأخلاق والمبادئ.

 

أما إذا كنت ممن لا يعبدون الكرسي، ولديك يقين لا يتزعزع أن علاقتك به علاقة مؤقتة وأنه لو دام لغيرك ما وصل إليك، وأنك مسؤول عن خدمة الناس بمقتضى وجودك على هذا الكرسي، وأن هذه المسؤولية أمانة سوف يسألك الله عنها، انصرف اهتمامك إلى أداء الأمانة على النحو الأمثل، إبراء لذمتك أمام الله، ووفاء لمسؤوليتك أمام من ولّاك إياها، وولاء لهذا الوطن الذي أعطاك الكثير، وسوف تفوز بحب الناس ودعاء إلى الله لك بالتوفيق،فضلاً عن تقدير وتكريم كل من له حق عليك، وسوف يجزيك الله عن كل هؤلاء خير الجزاء.

 

 

بقلم د. فاطمة الدربي
رئيس مجلس ادارة جمعية الدراسات الانسانية وخبير تسامح


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com