منذ نعومة اظفاري وانا اقيم على ارض دولة الإمارات العربية المتحدة وصلت إلى ما لم يصل إليه غيري وكأنما سافرت إلى دول العالم وتغربت ودرست وتعلمت وتدربت على كل ما يتوقعه وما لا يتوقعه أي إنسان ..
ففي كل يوم وكل ساعة وكل لحظة اتعلم فيها شيئا جديدا واقعيا ملموسا يحسدني عليه الكثيرون في بلدان أخرى…
صدقا وفعلا خلال تواجدي في دولة الإمارات على مدار اعوام واعوام نشأت فيها ومن خلالها على حب الوطن وقادة الوطن ..
أنفاسي اماراتية ملامحي اماراتية .. تفاصيل حياتي اماراتية .. تعابير كتاباتي اماراتية.. شهادات تقديري اماراتية بامتياز .. وبصماتي في كل ما انجزه واقدمه اماراتية .. كل ما عندي وما لدي اماراتي حتى وإن لم املك الورقة الاماراتية.. فالقدس وفلسطين هويتي ونبض قلبي ونسمات الهواء العليل..
يكفيني فخرا وعزا اني ولدت ونشأت وترعرعت وتعلمت ونقشت حروف الإمارات في انجازاتي وتوسمت بخريطة فلسطينية واماراتية وتوشحت بعلم فلسطيني واماراتي ممزوج بالفخر والعزة والكرامة ..
تغريدة استوقفتني من سمو الشيخ محمد بن راشد “ان الوطن العربي لا توجد به أزمة طاقة ولا أزمة تعليم ولا أزمة موارد بل انها أزمة إدارة”.
ولكنى أرى انها أزمة إرادة فى المقام الاول لأنه كما قال سابقا “من يريد خلق إنجاز لشعبه فالوطن هو الميدان، فالوطن العربي لديه فائض من السياسيين ونقص في الإداريين”.
كما استطاعت الامارات ان تخلق نموذجا ملهما ويمكن التعلم منه، ليس للدول العربية فقط وإنما للعالم اجمع من خلال إراده قادتها الصادقة فى بناء دولة ذات مسار تنموي تتطلع إلى أن تصبح عاصمة للاقتصاد والسياحة والتجارة فى مسار زمنى محدد من خلال التحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة ودعم الابتكار والبحث والتطوير. تستطيع اى دولة عربية أخرى ان تتبع هذا المسار الواضح فى إدارة مؤسساتها.
وهنا اتساءل كثيرا لماذا لاأرى باقى الدول العربية لديها مثل هذا الحرص الشديد على تطوير قدرتها الإدارية والمؤسسية والتفاني فى رفع مستوى تنافسيتها بين الدول الأخرى. لماذا ترضى العديد من الدول العربية على المكوث فى قاع القائمة التى ترتب الدول حسب استعدادها لتقديم مستقبل مشرق لأجيالها القادمة.
أرى ان صناعة الأمل هى المهمة الأهم للحكومات وأهم حتى من الخدمات التى تقدمها لمواطنيها فى الوقت الحالي. فالأمل هو السلعة الأهم فى معادلة الاستثمار لانه وبشكل ساحر قادر على مضاعفة الإنتاج وتحويل كل المصاعب والتحديات إلى فرص للابتكار .
دولة الامارات العربية المتحدة أثبتت جدارة وفعالية وبصيرة نافذة وحكمة وسرعة في اتخاذ القرارات وبراعة في التعامل مع الازمات والكوارث مثل وباء كورونا19 Covid19 الذي حول العالم بأسره الى سجن كبير شلل اصاب ما أصاب من اقتصاد وتطور وعمران ونفوس بشرية هلكت ..
وهنا رأينا اروع استجابة واقدر أدارة وارادة في الاستجابة للطواريء والازمات حيث قدم الجميع الغالي والنفيس لإنقاذ الافراد والمجتمع من هذا الفيروس الخبيث وتقدموا للتطوع في الصفوف الأمامية مع علمهم المسبق انهم يضعون ارواحهم على راحة كفوفهم ولم يتاخروا في تلبية الواجب .. حيث كانت الطواقم الطبية وأفراد الشرطة والمتطوعين ومختلف افراد المجتمع في الصفوف الاولى والثانية والثالثة والعاشرة لخدمة الجميع دون كلا او ملل..
تجسدت اروع لوحة وملحمة إنسانية في دولة الامارات العربية المتحدة كواحدة من مصاف الدول واهمهم في التصدي لازمة وباء كورونا والتعامل معها بقوانين صارمة وحازمة حفاظا على سلامة المجتمع. والافراد ..
أسعد شعب نعم هنا تجد اسعد الشعوب.. وأحمد الله واشكر فضله على كوني جزء لا يتجزا من هذا الشعب فهو فعلا أسعد شعب .. إنجازات وتطورات وقيادات ومنظومة قيادية تعمل بامتياز وبكل فخر .. الصمت عنوان لهم وبعد الصمت يأتي الإنجاز..
نسمع بكل ما نفخر به من مستويات محلية وعالمية تحققها دولة الإمارات بين نظيراتها من الدول الاخرى..
حين نقول المركز الأول فنحن نعني الإمارات ونرمز لها ونخصها لأنها كانت ومازالت وستظل المركز الأول.. نطمح نعم .. نعمل اكيد … ننجز ونترك البصمات بلا شك وبكل فخر ..
نحن نصنع الأبطال والرجال والقادة والمبدعين والمبتكرين والمنجزين والشهداء المحاربين عن أرض الوطن وشعبه وقادته وممتلكاته..
نحن شعب لا يهزم ولايقهر يقف الصغير قبل الكبير في وجه كل حاسد وظالم وعدو غاشم يحاول الوصول إلى احلام مجرد احلام ستبقى في خياله ..
إمارات الغلا يا وطنا لكل مواطن ولد وترعرع ونشأ على حبك وحب من يحبك ..
هديك بعضا من حروفي وقليلا من انجازاتي وكثيرا من محبتي وصدقي ووفاءي لك يا درة الأوطان ..
دامت الإمارات قيادة وشعبا ووطنا يحتضن كل من على أرضه…
بقلم: المستشارة تهاني التري