|  آخر تحديث أغسطس 8, 2020 , 0:39 ص

ما زلت في ذهول!


ما زلت في ذهول!



نعم! ما زلت في ذهول لما حدث!

لم يستطع عقلي ولا قلبي استيعاب الموقف! كيف؟! لماذ؟! من؟!
أسئلة تداخلت في عقلي؛ كلٌّ منها تزاحم أختها من أجل الإجابة عليها.
حتى اللحظة -وبعد مرور ثلاثة أيام- ما زلت حائرة أُدِير الفكر، وأتسقّط الأخبار والتحليلات المختلفة، والروايات التي تُقال وتُكتَب حولك يا بيروت.

نعم! بيروت العشق لكلّ الكُتَّاب والفنانين، لكل المحبين الرومانسيين، الذين تغنّوا في جمال عاصمه الجمال والذوق الرفيع، عاصمة الأزياء والفن الجميل، بلدُ صوتِ الشحرورة وسيدة الغناء فيروز وفريد الأطرش وأسمهان وغيرهم الكثير..!
ماذا حدث لك! ومن الذي اغتال الجمال وبعثر الأشلاء في كل مكان، وأفزع الأطفال وقتلهم بدم بارد دون إحساس أو مشاعر!
من فعل بك يا بيروت ذلك مَن! ولماذا أسقط غضبه عليك ودمرك؛ حتى تم الإعلان أنك أصبحت منكوبة وفي عداد الأموات، ولم تعد فيك الحياة مزهرة..!

 

مَن يا بيروت فعل بك ذلك من؟!
وماذا فعلت به حتى لا يخاف اللهَ ولا يتقيه؛ في منظر تقطّع الأشلاء وتبعثرها في كل جزء منك! لماذا فعل ذلك، لماذا دمرك!
بيروت أصبحت خرابًا يبابًا! لم تعد تلك العروس التى تتهادي على أنغام “فيروز” وهي تبحث عن “شادي”، ضاع “شادي” يا فيروز، وتمزقت أوصاله مع من تبعثر وتمزق.

 

كيف..! كيف امتدت يد الغدر والخيانه في غفلة من عيون أبنائك الساهرة، كيف تسلل ذلك الشبح، وتمكّن من خلط الأوراق على بعضها؛ فلم تعد بيروت هي بيروت، ولا المعالم تبينت! كلُّ ما فيها لحقه الدمار، صرخات الأطفال في الشرفات وصلت لعنان السماء تستغيث وتستجير بالرحمن منكم أنتم يا من مزقتم بيروت، وجعلتموها تتوشح بالسواد من الدماء في كل مكان!

 

لله درّك يا بيروت!

عجز القلب والقلم عن استكمال النطق والتعبير، ولا أقول: إلا لك الله يا بيروت.. لك الله يا بيروت..!

 

 

 

 

بقلم: صالحة نصيب – (الإمارات)

اخصائية اجتماعية 


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com