أعلنت “بيئة”، الشركة الرائدة في مجال الاستدامة في منطقة الشرق الأوسط، أنها ستحوّل 47 هكتاراً من مكب الصجعة للنفايات إلى منشأة حديثة للطاقة الشمسية في الشارقة بمجرد تغطية المكب. ويعد هذا المشروع هو الأول من نوعه في المنطقة، وستبلغ قدرة مزرعة الطاقة الشمسية أكثر من 42 ميغاواط سنوياً.
وانطلاقاً من أهدافها بتعزيز الاستدامة البيئية والاقتصاد الدائري، اتبعت “بيئة” نهجاً متكاملاً لإدارة النفايات، من خلال استراتيجية تحويل النفايات بعيداً عن المكبات بنسبة 100%، فبعد جمع النفايات ونقلها إلى مركز إدارة النفايات في “بيئة”، تعمل مرافق إعادة التدوير المتقدمة على استعادة الموارد ذات القيمة والقابلة لإعادة التدوير. وتتضمن مرفق استعادة المواد، مرفق إعادة تدوير الإطارات، مرفق تدوير مخلفات البناء والهدم، مرفق تمزيق وإعادة تدوير السيارات والمعادن، محطة معالجة مياه النفايات الصناعية، ومحطة معالجة الكتل الحيوية ومرفق المواد الخام البديلة.
كما أسهمت “بيئة” في وصول معدل تحويل النفايات بعيداً عن المكبات في إمارة الشارقة إلى 76%، وتقترب بوتيرة سريعة من تحويل النفايات بنسبة 100% مع إطلاق محطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة في عام 2021، من خلال شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة، المشروع المشترك بين بيئة ومصدر. وتبلغ الطاقة السنوية لمحطة الشارقة لتحويل النفايات إلى طاقة 300 ألف طن من النفايات غير القابلة لإعادة التدوير لتوليد 30 ميغاواط من الكهرباء. وعند تحقيقها هدف التخلص تماماً من النفايات بعيداً عن المكبات، ستتمكن “بيئة” بعد ذلك من إعادة استخدام مكب النفايات في الصجعة وتحويله إلى مزرعة للطاقة الشمسية.
ومنذ عام 2007، قامت شركة “بيئة” بتحويل مكبات النفايات إلى خلايا مكبات هندسية بالكامل، واستخدام الطائرات المسيرة المتطورة لمراقبة مكبات النفايات ومضخات الراشح والغاز، وآبار السحب للتحكم في جودة الهواء. كما تستخدم المساحات الخضراء المقاومة للجفاف لتجميل المكب، ومعالجة مشاكل استقرار التربة وتلوث المياه الجوفية وانبعاثات غازات الدفيئة، بينما تستخدم المياه الرمادية المعاد تدويرها فقط للري.
وعن المشروع الجديد، قال سعادة سالم بن محمد العويس، رئيس مجلس إدارة شركة “بيئة”: “قطعت دولة الإمارات شوطاً كبيراً في تطوير مشاريع الطاقة المتجددة، وتحرص “بيئة” على مواكبة هذا التطور وتعزيز التقدم الذي أحرزته. ويعد هذا المشروع إنجازاً رائعاً يضاف لسجل “بيئة” الحافل، حيث نواصل دفع حدود إدارة النفايات والطاقة النظيفة في إطار رؤيتنا الشاملة لتعزيز مفاهيم الاستدامة”.
وخلال المرحلة الأولى من المشروع، سيتم تحويل مكب النفايات إلى مزرعة شمسية على مساحة 270،565 متر مربع وبقدرة 24 ميغاواط، فيما ستقام المرحلة الثانية على مساحة 200،099 متر مربع إضافية بقدرة 16 ميجاواط.
وبالإضافة إلى ذلك، ستعمل “بيئة” على تطوير مركزاً للابتكار والتعلّم، بالقرب من مزرعة الطاقة الشمسية الجديدة، لتعزيز وعي الزائرين حول أهمية حماية البيئة ومشاريع الطاقة المتجددة، في إطار أجندة أهداف التنمية المستدامة 2030 في دولة الإمارات.
وحول استراتيجية تحويل مكبات النفايات إلى مصدر للطاقة المتجددة، قال سعادة خالد الحريمل، الرئيس التنفيذي للمجموعة في شركة “بيئة”: “تنطوي أهداف “بيئة” على تحقيق مفهوم الاستدامة البيئية واقعاً ملموساً، ومن شأن هذا الاستثمار في تجديد مكب النفايات في الصجعة كبنية تحتية للطاقة الشمسية طويلة الأجل، أن يسهم في تمكين إمارة الشارقة من تحقيق أهدافها في مجال الطاقة المتجددة، ومن ثمّ تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وستسهم مزرعة الطاقة الشمسية الجديدة في تزويد الإمارة باحتياجاتها من الطاقة، وستشكل مثالاً حول كيفية تسخير الابتكار لتعزيز جودة حياة المجتمعات”.
يشار إلى أن مكبات النفايات المغلقة هي المناطق لم تعد قيد الاستخدام النشط للتخلص من النفايات الصلبة، إلا أنها لا تزال تحتوي على نفايات مترسبة. ويشكل إيجاد استخدامات منتجة لمكبات النفايات المغلقة تحدياً كبيراً حيث تتطلب عادةً معالجة ورصداً بيئياً واسع النطاق على مدى فترات تصل إلى 30 عاماً قبل إعادة التطوير. ومن شأن تحويل مكبات النفايات المغلقة إلى مزارع للطاقة الشمسية أن يكون مفيداً للبيئة من خلال توليد الطاقة المستدامة مع متطلبات محدودة لأعمال الإصلاحات، ما يجعل هذا النهج ذو فائدة اقتصادية وبيئية.