|  آخر تحديث يوليو 20, 2020 , 19:03 م

أحمد الفلاسي: مسبار الأمل إنجاز للعرب ولدينا مشاريع مستقبلية


أحمد الفلاسي: مسبار الأمل إنجاز للعرب ولدينا مشاريع مستقبلية



أكد معالي أحمد بالهول الفلاسي، وزير دولة لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، أن الهدف من مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تطوير كوادر بشرية متمكنة من علوم الفضاء في دولة الإمارات، وأن إنجاز إطلاق مسبار الأمل بنجاح تم بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة وكل الجهات المعنية بقطاع الفضاء في الدولة، وبمشاركة أكثر من 200 مهندس إماراتي معنيين بقطاع الفضاء.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد في مركز محمد بن راشد للفضاء، بحضور معاليه وحمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، والمهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، حول تفاصيل إطلاق المسبار من كوكب الأرض نحو الفضاء الخارجي بنجاح في 20 يوليو 2020.

وقال معالي الفلاسي: “نهنئ قيادة الدولة بإطلاق مسبار الأمل بنجاح، فاليوم لدينا خمسة مراكز بحثية في قطاع الفضاء، وأربعة برامج في تخصص الفضاء، وبرنامجان إضافيان قيد الإعداد.

كما تم إلهام وإشراك 60 ألف طالب وطالبة بمخرجات المشروع، وإنجاز 51 ورقة علمية بحثية وتطوير 66 قطعة من المسبار داخل الدولة، وتطوير 200 تقنية جديدة خلال العمل على المسبار”.

وأضاف بالهول: “نجاح المسبار هو إنجاز للعرب، ورغم أن تركيزنا في المرحلة الحالية هو على إنجاز المشروع الحالي، فإن قطاع الفضاء قطاع مليء بالفرص، وقد أعلنت دولة الإمارات عن مشاريع جديدة وخطط مستقبلية لقطاع الفضاء.”

وقال معاليه: “جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عن برنامج نوابغ الفضاء العرب، ليؤكد رسالة الأمل التي يجسدها المسبار للشباب العربي والأجيال الصاعدة في المنطقة، بهدف إعداد نخبة من المواهب العربية الشابة في قطاع الفضاء”.

وختم بالهول بأن دولة الإمارات، التي دخلت منذ فترة وجيرة قطاع الفضاء، تمكنت من تحقيق إنجازات نوعية، لعل أبرزها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى محطة الفضاء الدولية وإطلاق مسبار الأمل، مؤكداً أن مثل هذه المشاريع العملاقة في هذا القطاع الحيوي ستتواصل بتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة وطموح أهلها.

بدوره، هنّأ حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء، قيادة دولة الإمارات وجميع من عمل على المشروع، منوهاً بالدعم الكامل الذي قدمته وكالة الإمارات للفضاء، ومشيداً بدعم وزارة الخارجية في كل مراحل المشروع وخاصة في مرحلة وصول الفريق إلى موقع الإطلاق في اليابان.

وقال المنصوري: “سعداء في مركز محمد بن راشد للفضاء بإنجاز توّج 14 عاماً من قصص النجاح في قطاع الفضاء، ومن خلال برامج نوعية مثل الأقمار الاصطناعية دبي سات1 ودبي سات2، ونتمنى أن تتكلل كامل مراحل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بالنجاح بعد نجاح المرحلة الأولى منه”.

من جانبه، سلط المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”، الضوء على التفاصيل العلمية لمشروع المسبار وأهدافه، والمراحل اللاحقة لمساره.

وقال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل”: “كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تمت بنجاح مرحلة الإطلاق وانفصال المسبار وإجراء الاتصال الأول وتشغيل الأنظمة الفرعية في المسبار، بما في ذلك التحكم والطاقة والاتصال، وتلقينا أول إشارة الساعة 3:10 صباح 20 يوليو 2020، والمسبار بحالة جيدة على مساره إلى مدار الكوكب الأحمر في فبراير 2021.”

وأضاف عمران: “تعتبر مرحلة ما بعد الإطلاق من أهم المراحل، وسيعمل الفريق في المحطة الأرضية بالمركز على مدار الساعة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ليتم بعدها التواصل مع المسبار مرتين أسبوعين لمدة ست ساعات في كل مرة.”

وقال عمران: “المسبار الآن في حالة جيدة ويتم العمل على إجراء اختبارات عملية بعد اختبارات المحاكاة، وذلك للتأكد من سلامة عمليات المسبار أثناء رحلته، ولتكون مهمة مسبار الأمل أساساً لمرحلة مهمة في تاريخ وصول الإنسان إلى كوكب المريخ.”

وعن البيانات التي يوفرها المسبار، قال عمران: “لأول مرة في تاريخ العلوم يحصل المجتمع العلمي على معلومات كاملة على مدار الساعة عن أجواء المريخ وفصوله، والخطة العلمية يتم إنجازها على مدى سنة مريخية تعادل سنتين أرضيتين، وقد يتبعها تمديد للعمليات العلمية بحسب المعطيات اللوجستية لرحلة المسبار”.

وعن التحديات التي واجهها الفريق، قال عمران: “الذهاب إلى المريخ تحدٍ كبير بحد ذاته، لكن توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لفريق عمل المشروع بإنجاز بناء المسبار خلال ست سنوات بإيدٍ إماراتية شكل حافزاً لنا للعمل بكل طاقتنا، وقد تكللت المهمة بنجاح ووفق الميزانية التي حددتها حكومة دولة الإمارات”.

وأضاف: “جائحة كورونا كانت أيضاً تحدياً كبيراً طارئاً هدد بتأجيل المهمة، لكن بجهود فرق العمل وبفضل الخطط التنفيذية السريعة التي تم وضعها في ذروة الجائحة تم الإطلاق بنجاح ضمن نافذة الإطلاق المخططة للمسبار خلال شهر يوليو 2020.”

وعن أسباب نجاح المهمة حتى الآن، قال عمران: “نهج عمل المسبار قام على التعاون الدولي بدل التنافس الدولي. وأساس النجاح كان الابتكار والتطوير والبناء على المعرفة الإنسانية ومتابعة المسيرة العلمية بدل البدء من الصفر، إلى جانب الإنفاق المدروس والاستفادة من البنى التحتية الجاهزة في المجتمع العلمي في القطاع حول العالم.”

وعن المراحل اللاحقة قال عمران: “مع اقتراب المسبار من كوكب المريخ، سيتم إنزال سرعة المسبار من 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة، ويجب أن تتم هذه العملية بصورة ذاتية، وقد عملنا على تصميم وتطوير نظام ذكي لهذا الغرض يؤهل المسبار لاتخاذ المسار ذاتياً”.

وختم مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ بالقول: “توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كانت منذ البداية أن تتم مشاركة البيانات العلمية مع المجتمع العلمي العالمي لتطوير المعرفة الإنسانية ومسبار الأمل كما سماه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم هو إنجاز للمجتمع العلمي العالمي ورسالة أمل للإنسانية، لأنه لا يقتصر على الأهداف العلمية بل يلهم الجميع ويؤكد على دور العلوم والتكنولوجيا في ازدهار المجتمعات.”

وكانت لحظة إرسال أول إشارة للمسبار بعد نحو 70 دقيقة من مغادرة منصة الإطلاق إحدى أهم اللحظات التي كان يترقبها فريق عمل المحطة الأرضية بمركز محمد بن راشد للفضاء كونها تتوج سنوات من البحث والتطوير والاختبارات المختلفة، لتشكل برنامجاً معرفياً علمياً شاملاً أصبح بمنزلة خريطة لابتكار حلول وتطوير نظم وعمليات لوجستية وهندسية وعلمية لمشاريع الفضاء الوطنية المستقبلية.

تقنية مختلفة

يشار إلى أن تقنيات الفضاء العميق والتعامل مع المسافات الفضائية بعيدة جداً مختلفة وتجعل من عمليات الاتصال مع المسبار وتلقي البيانات والإحداثيات منه عملية دقيقة تحتاج إلى برمجيات ومنظومات اتصال مختلفة عن تلك الموجودة ضمن الأقمار الصناعية العادية التي تتواجد في مدار كوكب الأرض.

وكان فريق عمل المسبار في المحطة الأرضية داخل الدولة طوّر وسيلة اتصال بموجات الراديو بالاتجاهين مع المسبار لتخطي تحدي المسافات متناهية البعد التي سيقطعها في رحلته نحو المريخ.

ومن المتوقع أن يصل مسبار الأمل بعد إطلاقه بنجاح في 20 يوليو 2020 إلى مدار كوكب المريخ في شهر فبراير 2021، وذلك بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي ومرور 50 عاماً على إعلان الاتحاد عام 1971.

ويمثل “مسبار الأمل” مشروعاً وطنياً يترجم رؤية قيادة دولة الإمارات لبناء برنامج فضائي إماراتي يعكس التزام الدولة بتعزيز أطر التعاون والشراكة الدولية، وإيجاد حلول للتحديات في قطاع الفضاء من أجل خير البشرية.

ويحمل “مسبار الأمل” وهو أول مشروع عربي لاستكشاف الكواكب، رسالة أمل لكل شعوب المنطقة لإحياء التاريخ الزاخر بالإنجازات في العلوم، ويجسد طموح دولة الإمارات وسعي قيادتها المستمر إلى جعل المستحيل ممكناً كقيمة راسخة في هوية الدولة وثقافة أبنائها، كما يعد مساهمة إماراتية في تشكيل وصناعة مستقبل واعد للإنسانية.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com