|  آخر تحديث مايو 31, 2020 , 14:54 م

كيف تجعل كل من يعرفك يحبك (8)


كيف تجعل كل من يعرفك يحبك (8)



قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }.

( الإسراء 23 و 24 ).

 

 

للإمام الشافعي رضي الله عنه :

 

يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ                 

      فأكرهُ أن أكونَ له مجيبا

 

يزيدُ سفاهة فأزيدُ حلماً                        

   كعودٍ زادهُ الإحراقُ طيبا

 

 

 

 

 

 

 

 

كيف تجعل المخطئ يحبك

 

(ليست من تأليفي جزى الله خيرا من ألفهاومن أرسلهالي )

 

الخطأ سلوك بشري لا بد أن نقع فيه حكماء كنا أو جهلاء ..و ليس من المعقول أن يكون الخطأ صغيراً فنكبره .. ونضخمه.. ولابد من معالجة الخطأ بحكمة وروية و أياً كان الأمر فإننا نحتاج بين وقت و آخر إلى مراجعة أساليبنا في معالجة الأخطاء .. ولمعالجة الأخطاء فن خاص بذاته .. يقوم على عدة قواعد

 

.. أرجو منكم أن تقرأوها معي بتمعن ..

 

 

القاعدة الأولــى

 

اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالباً ..

تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب فحاول أن تتجنبه ..وقد وضح لنا أنس رضي الله عنه أنه خدم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عشر سنوات ما لامه على شيء قط ..

 

فاللوم مثل السهم القاتل ما أن ينطلق حتى ترده الريح على صاحبه فيؤذيه ، ذلك أن اللوم يحطم كبرياء النفس و يكفيك أنه ليس في الدنيا أحد يحب اللوم ..

 

 

القاعدة الثانية

 

أبعد الحاجز الضبابي عن عين المخطئ

المخطئ أحيانا لا يشعر أنه مخطئ فكيف نوجه له لوما مباشرا و عتابا قاسيا وهو يرى أنه مصيب .. إذاً لا بد أن نزيل الغشاوة عن عينيه ليعلم أنه على خطأ وفي قصة الشاب مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم درس في ذلك حيث جاءه يستسمحه بكل جرأة و صراحة في الزنا فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أترضاه لأمك ؟؟) قال: لا

فقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم : ( فإن الناس لا يرضونه لأمهاتهم )

ثم قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( أترضاه لأختك؟؟ )

قال : لا

 فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( فإن الناس لا يرضونه لأخواتهم )

 فأبغض الشاب الزنا

 

 

القاعدة الثالثة

 

استخدام العبارات اللطيفة في إصلاح الخطأ

إنا كلنا ندرك أن من البيان سحراً فلماذا لا نستخدم هذا السحر الحلال في معالجة الأخطاء ..

فمثلاً حينما نقول للمخطئ ( لو فعلت كذا لكان أفضل..)

( ما رأيك لو تفعل كذا..)

( أنا اقترح أن تفعل كذا.. ما وجهة نظرك)

أليست أفضل من قولنا ..

يا قليل التهذيب و الأدب..

 

ألا تسمع..

ألا تعقل..

أمجنون انت ..

كم مرة قلت لك ..

فرق شاسع بين الأسلوبين .. إشعارنا بتقديرنا و احترامنا للآخر يجعله يعترف بالخطأ و يصلحه

 

 

القاعدة الرابعة:

 

ترك الجدال أكثر إقناعاً ..

 

تجنب الجدال في معالجة الأخطاء فهي أكثر و أعمق أثراً من الخطأ نفسه وتذكر .. أنك بالجدال قد تخسر ..لأن المخطئ قد يربط الخطأ بكرامته فيدافع عن الخطأ بكرامته فيجد في الجدال متسعاً و يصعب عليه الرجوع عن الخطأ فلا نغلق عليه الأبواب ولنجعلها مفتوحة ليسهل عليه الرجوع .

 

 

 

القاعدة الخامسة:

 

ضع نفسك موضع المخطئ ثم ابحث عن الحل

 

حاول أن تضع نفسك موضع المخطئ و فكر من وجهة نظره و فكر في الخيارات الممكنة التي يمكن أن يتقبلها واختر منها ما يناسبه.

 

 

 

يتبع في سلسة مقالات “كيف تجعل كل من يعرفك يحبك”

بقلم: د. أحمد طقش


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com