لا وقت للراحة، ولن نستسلم لكائن مجهري، سنحارب على جبهتين، صحية واقتصادية، وسننتصر، لأن الروح التي تسكننا روح عمل وإنتاج، روح تحد وابتكار، هكذا تعلمنا ونشأنا في دبي، وهكذا نعيش فيها.
اليوم ينهض اقتصاد دبي من جديد، بعد أن انشغلت بكل قوتها على الجبهة الصحية لضمان سلامة المجتمع أولاً، والحفاظ على استمرارية الأعمال التي لم تتوقف لحظة منذ بدء الجائحة الفيروسية، حيث نجحت دبي بفضل بنيتها التحتية وأذرعها اللوجستية في أداء الخدمات الحكومية عن بعد بالكامل بنسبة 100%، وحافظت على كفاءة سلاسل الإمداد رغم الظروف العالمية الصعبة.
دبي تبدع في مواجهة التحديات، ومحمد بن راشد قالها منذ سنوات بأن لا طعم ولا معنى للحياة من غير تحديات، والمعنى أن التحديات طاقة تحفيز، وغيابها كسل وخمول، فبسببها يبدع العقل البشري في إنتاج الحلول، وهكذا دبي، علاقتها مع التحديات علاقة إبداع وابتكار، وهما متلازمان مع البشرية خلال الأزمات الكبرى وبعدها، وتعرف دبي كيف توظفهما وتخضعهما لمعادلة الانتصار على التحديات.
وقد شهدنا سابقاً، كيف أبدعت دبي في إدارة تداعيات أزمات إقليمية وعالمية، واقتنصت الفرص وتكيّفت بمرونة مع المتغيرات من دون الإخلال بالثوابت، صحيح أنها تتوفر على كل الإمكانات التي تتيح لها تسجيل نجاح ساحق ومبهر، لكن ذلك لم يكن ليتوفر لولا حكمة الحاكم، الذي سخّر كل الإمكانات لبناء مدينة عالمية، وجسّد برؤيته إنجازات جعلت دبي علامة فارقة في التاريخ الحديث. لذلك ليس مصادفة أن تكون المدينة من بين أول خمس مدن في العالم كفاءة في إدارة اقتصادها وشبكة علاقتها التجارية الدولية، وتوفير الرعاية الصحية لمجتمعها بالعلامة الكاملة.
في الأزمة الصحية العالمية، نجني ثمار ما زرعه محمد بن راشد في شباب الوطن من قيم العمل والعطاء والخير، لذلك مع عودة الأعمال في دبي إلى طبيعتها وعودة موظفي الحكومة إلى مقراتهم، بعد نجاح مبهر في العمل عن بعد، ندرك أن دبي تعرف ما تريد، ووجهت البوصلة على أهدافها مبكراً، لذلك لن يعطلها أو يعيقها زائر ثقيل مثل «كورونا»، قالت سننتصر عليه، ونمضي في طريق المستقبل، وهي واثقة من ذلك لأنها تمتلك أهم رأسمال، وهو فكر الإبداع والابتكار، وفرق عمل قوية بعقول تخطط، وسواعد تنفّذ، وقلوب يسكنها حب الوطن ورفعته.
بالأمس أطلّ علينا ولي عهد دبي، بعزيمة لا تلين، تشرّبها من قائده، معلناً العودة التدريجية المرنة للعمل في دوائر حكومة دبي، وصولاً إلى العمل بالطاقة الكاملة بعد أسبوعين مع الالتزام بالإجراءات الوقائية والاحترازية من الفيروس، وفي ذلك رسالة أمل واطمئنان بأن الأمور تحت السيطرة، وأن مؤشرات القضاء على الجائحة تلوح في الأفق، خاصة إذا علمنا أن حمدان بن محمد أشرف وتابع شخصياً وميدانياً على إدارة الأزمة الصحية، لذلك حين يأتي الإعلان عن عودة الأعمال إلى طبيعتها والفتح التدريجي للاقتصاد، إنما يأتي من عارف بالأمور وتفاصيلها، مطمئن للإجراءات والمتابعة.
أنتم في دبي، دار الأمن والأمان، الأمان الصحي والاقتصادي والاجتماعي والأسري والوظيفي، لأن فيها حاكماً عاهد الشعب وكل من يقيم بيننا، على رغد العيش وجودة الحياة، ولأن فيها عزيمة ولي عهد، تنهض بالمدينة من جديد.
بقلم: مني بوسمرة