بقلم: سعيد يوسف آل علي
كاتب وباحث إعلامي
قد يعتقد البعض أن آلية التعامل مع إدارة الأزمات والكوارث
هي عملية آنية وبسيطة ومن الممكن أن يتم تنفيذها من خلال تشكيل لجان غير متخصصة، للتعامل مع الأزمة حالة وقوعها ، والجدير بالذكر ووفقاً للأبحاث والدراسات في علم إدارة الأزمات المختلفة ، فتُعد من العمليات المستمرة والمتواصلة للقضاء على الأزمة في مهدها قبل وقوعها ، هنا تكمن أوجه الإختلاف والتباين ما بين دولة ودولة أخرى.
لذا نقول: “من خلال أشواك الخطر، نحصل على زهور السلام”.
فلا يختلف إثنان ما إذا قلنا أن دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول الأبرز على مستوى العالم في التعامل مع إدارة التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد ، نعم نقول: “مستجد” كما يبدو للعالم وكما أطلق عليه صانعوه على حد وصفهم ، وأعتقادهم الأوهن من بيت العنكبوت ، بأنه التحدي الأكبر الذي ستنهار له سلاطين ومماليك بل ودوّل عالمية ، كانت وقد رسمت العالم مسرحاً ، ولكن توزيع الأدوار فيه سيئ للغاية وها قد خابت أمانيهم.
لربما يجهل البعض أن من سماتِ الإمارات اللا مستحيل وهيهات هيهات لعنصر المفاجأة الذي أسقط عظمى الدول ، وضيق الوقت لمتخذ القرار الذي أربك وأخفق وسحق من يدعون بأنهم صنّاع القرار في العالم ، قطعاً بعد هذا الإختبار ( المستجد ) الذي فشلت الكثير من الدول في التعامل الأمثل مع هكذا أزمة ، نستخلص حقيقة دامغة لا ثانِ لها : إذا قال لك أحدهم : إنه يعتزم اتخاذ قرار حقيقي ، فإنك تفهم للفور أنه قرّرَ اتخاذ قرارٍ رديء كما هو واضح للعيان.
لمواجهة أزمة ما أو موقف بدى صعباً للبعض ، نحتاج إلى شخصيات قوية تتصدى لمختلف الأزمات الأكثر صعوبةً وتعقيداً ، ويتخذوا بشأنها قرارات واضحة يعود نفعها للصالح العام ، لا لتحقيق مصالح خاصة وخلافه ، لكم يا عالم في دولةِ الإمارات أسوةً حسنة في صناعةِ القرارات وإدارة الأزمات لا سيما ( المستجدة منها ) وتفاديها قبل وقوعها ، ثم إلى مرحلة التعامل الأنسب معها من خلال مراحل تطورها ، وصولاً إلى إزالة آثارها بعد إنحسارها وإنتهائها بشكل جذري ، فبفضل الحكومة الرشيدة أنشأت الدولة كيان أزموي متخصص لمواجهة الأزمات ، فضلاً عن أن الإرادة الحثيثة التي لا تنثنِ ، تعلو على كل شيء ، فإيماناً منا أن قرارات ولاة أمرنا حازمة ولا تأتِ عفوية، وهذا نتاج عملاً دؤوب للوصول إلى بر الأمان .
وأخيراً وليس آخراً نقول : ( الأمة الشجاعة ، والقلوب الكريمة تصبر على القلة والجوع ، أكثر من صبرها على الهوان والخضوع ).