أطلقت دبي العطاء، جزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ووزارة التربية والتعليم في الإمارات العربية المتحدة، اليوم حملة “التعليم دون انقطاع”، وهي حملة وطنية لجمع التبرعات تهدف إلى معالجة آثار تفشي وباء كوفيد-19 على تعليم الأطفال والشباب في الإمارات. وتدعو الحملة، التي تأتي تماشياً مع قرار حكومة الإمارات بتمديد التعلم عن بعد حتى نهاية العام الدراسي، المجتمع الإماراتي إلى تقديم تبرعات مالية وعينية لدعم الأطفال والشباب من العائلات المتعففة التي لا تستطيع شراء جهاز كمبيوتر أو كمبيوتر محمول أو جهاز لوحي، والانضمام إلى أقرانهم في التعلم عن بعد بشكل آمن من منازلهم.
وأكدت معالي جميلة بنت سالم المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام أن حملة ” التعليم دون انقطاع” التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم و مؤسسة دبي العطاء تحمل في ثناياها رسالة حضارية سامية و تعكس مدى ترابط المجتمع بكافة مكوناته سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات وتتيح الفرصة للجميع ليكونوا عونا لأبنائنا الطلبة لاستدامة مسيرتهم التعليمية في ظل ما تعايشه الدولة حاليا أسوة ببقية دول العالم من تفشي لفيروس كورونا المستجد.
وأوضحت معاليها أن الإمارات تجسد ثمرة لجهد كبير بذله الآباء المؤسسين إذ رسخوا بنيان الدولة على قيم خالدة تعيش فينا ونعيش لها فكرا وممارسة في كل الظروف، وأصبحت بفضل رؤيا القيادة الرشيدة وطنا للعطاء والعيش المشترك وهو ما يستحق منا في ظل ما نعايشه حاليا تقديم ما بوسعنا من عون ودعم لطلبتنا كي يتمكنوا من إتمام عامهم الدراسي دون عوائق عبر تلبية احتياجاتهم من أدوات التعلم الذكي من حواسيب وغيرها من المستلزمات.
وأثنت معاليها على جهود مؤسسة دبي للعطاء و مبادرات كافة المؤسسات التي قدمت دعما لتوفير أجهزة حواسيب للطلبة وهو الأمر الذي يتجلى من خلاله قيمة مؤسساتنا الوطنية على اختلافها ومدى استشعار ها لمفهوم المسؤولية الاجتماعية بأبهى صورها.
وتقبل هذه الحملة التي تسعى إلى ضمان استمرارية تعليم الأطفال والشباب في الإمارات، حالياً تبرعات من مؤسسات القطاعين العام والخاص إلى جانب الأفراد في الإمارات، وذلك إما عبر الإنترنت من خلال موقع دبي العطاء dubaicares.ae/donate أو من خلال الرسائل القصيرة عبر اتصالات ودو – شريكا الاتصالات للحملة – عن طريق إرسال كلمة “تبرع” إلى 9030 للتبرع بـ 30 درهماً، و 9090 للتبرع بـ 90 درهماً، و 9300 للتبرع بـ 300 درهم، و 9900 للتبرع بـ 900 درهم؛ أو من خلال الشيكات أو التحويل المصرفي إلى:
اسم البنك: مصرف الإمارات الإسلامي
الحساب المصرفي: 3707297730205
إسم الحساب: Dubai Cares – Zakat
رقم الحساب البنك الدولي: AE110340003707297730205
وبدوره قال الدكتور طارق محمد القرق، الرئيس التنفيذي لدبي العطاء وعضو مجلس إدارتها: “لقد اتخذت حكومة الإمارات العربية المتحدة العديد من الاجراءات الجديرة بالثناء لمكافحة وباء كوفيد- 19 وأبرزها الإسراع في غلق المؤسسات التعليمية في جميع أنحاء البلاد وتحويل جميع الطلاب إلى نموذج التعلم عن بعد. وكمؤسسة إنسانية عالمية تتخذ من الإمارات مقراً لها وتعمل على توفير التعليم السليم، لاسيما في حالات الطوارئ والأزمات، فنحن نؤمن بأنه لدينا دوراً حيوياً نؤديه لتعزيز حصول جميع الأطفال والشباب في الإمارات العربية المتحدة على فرص التعلم عن بعد بشكل متساوٍ. لهذا السبب، أقمنا شراكة مع وزارة التربية والتعليم لتقديم فرصة للمجتمع الإماراتي لدعم الطلاب غير القادرين حالياً على الانضمام إلى أقرانهم في التعلم عن بعد. وفي الوقت الذي ندخل فيه الأسبوع الثالث من التعلم عن بعد أدعو الجميع للانضمام إلى جهودنا، وذلك لضمان استفادة جميع الطلاب.”
ويمكن لمؤسسات القطاعين العام والخاص وكذلك الأفراد التبرع بأجهزة جديدة أو مستعملة مثل أجهزة الكمبيوتر المكتبية، أجهزة الكمبيوتر المحمولة أو الأجهزة اللوحية من خلال ملء إستمارة التبرع على www.dubaicares.ae
علاوة على ذلك، يمكن للمؤسسات التي لديها مخزون غير مستخدم من أجهزة وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تقديم تبرعات بكميات كثيرة للحملة من خلال ملء نفس الاستمارة.
وتهدف هذه الحملة التي تتوافق مع أحكام الزكاة والتي تمتد لأسبوعين إلى تزويد 40,000 طالب وطالبة في الإمارات كمرحلة أولى بالأجهزة التي يحتاجونها للانضمام إلى أقرانهم في التعلم عن بعد. وستقوم شركة “توزيع” للتوزيع والخدمات اللوجستية، شريك الخدمات اللوجستية للحملة، والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها بنقل الشحنة من نقطة الاستلام المحددة وتعقيم الأجهزة قبل تسليمها إلى وزارة التربية والتعليم التي ستتولى مهمة تهيئة وتجديد وتركيب نظام التشغيل والبرمجيات اللازمة قبل تسليمها لشركة “توزيع” للتوزيع والخدمات اللوجستية التي ستقوم بتسليم الأجهزة للطلاب في الإمارات لمواصلة تعليمهم عن بعد.”
وتعليقاً على هذه المساهمة، أضاف الدكتور القرق: “كلنا قد نعرف شخصاً في حياتنا لديه فرداً واحداً على الأقل لا يستطيع أطفاله متابعة تعليمهم من خلال التعلم عن بعد، وذلك بسبب الكلفة المرتبطة بالحصول على أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الضرورية للتعلم. وخلال هذه الأوقات الصعبة التي ألقى فيها وباء كوفيد-19 بظلاله على التعلم، يمنح التضامن مع الأطفال والشباب بصيص أمل لهم ولأسرهم وللمجتمع كافة. وكدليل على الوحدة التي تربطنا جميعاً، التزمت دبي العطاء بتقديم 5 ملايين درهم إماراتي لتوفير أجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لدعم استمرارية التعليم لهؤلاء الأطفال في الإمارات من خلال حملة التعليم دون إنقطاع. آمل أن تصبح هذه الحملة حجر الأساس لصندوق وطني يلبي احتياجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأطفال من الأسر المتعففة، ويقدم للجهات المانحة من مختلف أطياف المجتمع فرصة للمساهمة فيه.”
هذا وقد كانت مؤسستي دبي العطاء وعيسى صالح القرق الخيرية أولى المؤسسات التي تعهدت بتقديم الدعم لـ”صندوق التضامن المجتمعي ضد Covid-19″، وهي مبادرة أطلقتها دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، وذلك من خلال تخصيص مبلغ 5 ملايين درهم إماراتي و3 ملايين درهم إماراتي على التوالي بهدف توفير أجهزة وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للطلاب في الإمارات لمساعدتهم على مواصلة التعلم عن بعد. وسيتم توجيه المساهمة الإجمالية لكلتا المؤسستين والبالغة 8 مليون درهم إماراتي لدعم حملة “التعليم دون إنقطاع”.
وأثنت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي، الوكيل المساعد لقطاع الرعاية والأنشطة على جهود مؤسسة دبي العطاء ودعمها لقطاع التعليم ليس على المستوى الوطني فحسب بل على المستوى العالمي، مؤكدة أن “المجتمع الإماراتي مجتمع متكاتف ومتعاضد بطبعه ولا يتوانى عن تقديم العون والمساعدة متى ما استدعى الأمر ذلك، وتأتي هذه الحملة وغيرها من المبادرات التي قدمتها مؤسسات وطنية متعددة لتترجم مدى وعي أبناء المجتمع الإماراتي والتزامه الأخلاقي الراسخ تجاه كافة مكوناته لتجاوز الأزمة الراهنة عبر تحويلها لمناسبة تظهر مدى التزام الجميع بموروثنا الحضاري الذي نباهي به العالم.”
وأوضحت الشامسي”أن الشدائد تكشف عن جوهر المجتمعات، وقد ترجم المجتمع الإماراتي إلى جانب كافة من يقيمون على هذه الأرض الطيبة مدى حرصهم المتناهي على دعم قطاع التعليم عبر تقديم مساعدات للطلبة الذين يحتاجون لأجهزة الحاسب الآلي أو اللوحي لضمان استمرارية التعليم عن بعد في ظل تفشي هذا الوباء وهو ما يجعلنا فخورين بمدى وعي مجتمعنا لأهمية التعليم في كافة الظروف.”
تلتزم الحملة، من خلال شركائها، بإتباع إجراءات السلامة والتعقيم المعتمدة من قبل الحكومة الإمارات في مكافحة وباء كوفيد-19 عند التعامل مع الأجهزة المتبرع بها.