في ظل انتشار كوفيد-19 شعرنا -أكثر من ذي قبل- بأهمية التكنلوجيا ووسائل التواصل الحديثة.
حيث ان التباعد الاجتماعي بين الأصدقاء والعائلات وحتى بين زملاء المنشاة الواحدة لم يكن تباعدا تاما حيث من الممكن التواصل بين كل الفئات بقصد الاطمئنان او لغاية عقد الاجتماعات او حتى مزاولة التجارة ناهيك عن التقاضي والترافع في المحاكم.
في الحقيقة ان دولة الامارات العربية المتحدة هي من الدول السباقة في استعمال التقنيات الحديثة في المجال القانوني والقضائي.
الا ان هذه الازمة التي نعيشها على مستوى عالمي قد ارغمتنا أكثر على استعمال التقنيات الحديثة ولها الأولوية عن مراجعة المحكمة والجهات الحكومية.
ان هذه التجربة “الالزامية” للترافع عن بعد ومراجعة المحاكم للضرورة القصوى، اقتضت منا شهادة حية من محامي اماراتي يواكب هذ التغييرات فقد افادنا الأستاذ سعيد عبد الله السويدي المحامي لدى الاستئناف افادنا بان هذه التجربة قد اثبتت نجاعة الترافع عن بعد وتحقيقه لأريحية المحامي والمتقاضين إضافة الى ما يهدف اليه من حماية الصالح العام من انتشار العدوى.
وقد أكد الأستاذ سعيد عبد الله السويدي ان الترافع عن بعد نستفيد من خلاله بإيجابيات عدة منها ربح الوقت وتجنب ازدحام الطرق والتقليل من الضغط على المحامي والمحكمة والمتقاضين.
وبسؤالنا عن مدى ضمان الترافع عن بعد لحقوق المتقاضين وحق الدفاع أكد الأستاذ السويدي ان الإجراءات عن بعد تتم أولا من مكانين لا ثالث لهما: المحكمة ومكتب المحاماة حيث يتم الاستظهار بوكالة الموكل وبطاقة المحامي المعتمدة من دائرة الشؤون القانونية إضافة الى حفظ حق المحامي والمتقاضي في ابداء ما يرونه من ملاحظات ودفوع دون مقاطعة لاي سبب من الأسباب كما أكد الأستاذ سعيد السويدي ان هيبة المحكمة واللجنة الثلاثية مضمونة حيث انه للقاضي سلطة فرض احترام إجراءات التقاضي وإدارة المرافعة.
قد تكون هذه الازمة موجعة ومؤلمة جدا لما أدخلته على الافراد والمجتمعات من مشاعر خوف إضافة الى اخلالها بالتوازن الى حد ما، ولكن نرى ان المجتمعات والدول التي كرست استثماراتها في بناء الانسان وجعلت منه غايتها الأولى في زمن الهدوء هي الاقدر على مواجهة التغيرات المفاجئة والطارئة والامارات العربية المتحدة خير دليل.
بقلم: جيهان العرفاوي