كيف تجعل كل من يعرفك يحبك كمدرب :
التعليم نظري ، التدريب عملي
التعليم جسد ، التدريب روح
التعليم بابا ، التدريب ماما
ليحبك المتدربون عليك أن تسحرهم بلطافتك و خفة دمك و ثقل عقلك و رجاحة حلمك .
يا لها من معادلة سهلة ! كيف ستكون عالما غير جاف ، جادا غير ممل ؟ .
ليحبك المتدربون يجب أن تخلص في تدريبهمةعلى ما ينفعهم ، معظم المدربون يتقنون هذا، لكن قليلا منهم يمتلك الأسلوب العظيم الحنون الذي امتلكه المؤسس الفعلي للتنمية البشرية صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم.
يجب أن تترجم المعارف إلى مهارات ، يجب أن تحرك المعلومة من جموديتها الصفراء ، إلى مرونتها الخضراء .
يجب أن تنزل العلم الجاف من عليائه العاجية إلى أرض الجماهير المتلهفة لكل جديد بل لكل جميل .
التوازن التوازن التوازن هو من سيعطيك ( كنز الوسط )، لا تكن لينا فتعصر و لا تكن قاسيا فتكسر ، علم و لا تعنف، يسر و لا تعسر.
أجب عن أسئلة المتدربين دون أن تحتقر جهلهم بالمعلومة.
درب المتدربين دون أن تتعالى عليهم ، و دون أن تتذلل لهم.
إن احترامك لنفسك و للمتدربين سيجعلهم يحبونك و يحبون المادة التدريبية.
المتدربون أمامك ليسوا ملائكة ، فيهم اللطيف كما فيهم الغليظ ، فاحتمل و احتسب أجرك عند الله .
إن شعرت أو أشعرت بفضلك عليهم خسرتهم و خسروك.
المدرب الناجح يكثر من الأمثلة الفصيحة و العامية ، و القصص ومن الأمثال الشعبية ومن القصائد الهادفة .
لم أعثر على كلمة واحدة في التدريب الإداري للموظفين وللمديرين لم يقلها سيد الخلق ، قال النبي العربي الأمي صلى الله عليه وسلم ، كل ما يحتويه علم الإدارة الآن، منذ 1431سنة، (ولكن أكثر الناس لا يعلمون) يوسف21.
إن استعانتك بكتاب العربية الأول ( القرآن الكريم ) و ببلاغة سيد البلاغة صلى الله عليه و سلم ، سيرفع من قيمة تدريبك إلى سماء البيان.
ليحبك المتدربون ، أحببهم و اظهر لهم أن يتقنون علوما أنت لا تتقنها، و هذا صحيح و حقيقة.
أقصر طريق لفشل الدورة التدريبية يبدأ من الغرور و يمر بالفوقية ثم يهوي بصاحبه إلى مهالك العنجهية و الصلف .
ابدأ دورتك بالتعريف بنفسك و بالتعرف على ( حضرات ) المتدربين .
لا تتضجر من كثرة أسئلتهم بل طالبهم بأن يسألوا مرارا و تكرارا كي تتأكد من استيعابهم.
استمع إليهم جيدا } و شاورهم في الأمر { آل عمران159، بصفتك مدربا ديمقراطيا محبوبا.
لا تكثر الاستراحات و لا تقلل منها ، وتذكر أن القلوب إذا كلت عميت.
إن عاملت المتدربين كأصدقاء سيعاملونك كصديق ، و إن عاملتهم كتلاميذ سيعاملونك كعدو .
لا تنس مفتاحك العظيم ( الابتسامة ) فله أثر سحري في فتح مغاليق العقول و القلوب و الأفهام .
المؤسس الفعلي للتنمية البشرية
إذا كان تعريف التنمية البشرية أنها زيادة خبرات وطاقات البشر، وتحفيزهم لاستخدام هذه المهارات في رفد مجتمع الأسرة والعمل، فإن سيدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، يعد المؤسس الفعلي للتنمية البشرية… لأن هذا النبي العربي الأمي قد استطاع بوحي من الله العظيم، أن يحرر طاقات العرب بل العالم من براثن الكسل والخمول واللهو واللغو والسهو، فخلال حوالي عقدين فقط من الزمن انهارت على يديه الكريمتين أعتى إمبراطوريات الظلم والظلام والاستبداد (الفرس والروم) وهكذا فيجب أن يطلق المصطلح الشهير (محرر العبيد) على سيد البشر صلى الله عليه وسلم الذي حرر الناس من عبادة بعضهم، إلى ساحات عبادة ربهم الذي خلقهم ليرحمهم، ثم حررهم من الدنايا والسفاسف إلى المعالي والسؤدد والفخار..
لقد استطاع النبي الكريم أن ينمي البشر من رعاة الغنم ليصبحوا بعد هديه قادة الأمم، عبر نبعين فوارين غزيرين هما كتاب الله الكريم، وسنته، حيث غدت بفضله مكارم الأفعال والأخلاق والنوايا عقيدة مجزية تمنح صاحبها سعادة الدنيا وجنة الآخرة… وما كل هذه الأفكار والكتب والإصدارات التي تتحدث عن علم التنمية البشرية، إلا هوامش على دفتر السنة الشريفة.
حيث نستطيع بكل سهولة ويسر، رد كل مواعظ مدربي التنمية البشرية العرب والغربيين إلى أي كريمة أو حديث شريف، مع فارق ضخم جدا، وهو أن وحي السماء مختصر مفيد محكم متناسق لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه، أما أفكار التنمويين فهي مقلدة ينقصها نور الوحي المبهر الذي يهدف إلى:
إعادة أبناء آدم إلى الجنة، وقبل إن ندلل على كلامنا، لا يسعنا إلا أن نصلي ونسلم على النبي الأعظم محمد حبيب الحق وسيد الخلق، وأن ندعو منظري التنمية البشرية إلى الذهاب إلى النبع مباشرة.
مع أن محاولاتهم التنموية تستحق منا كل احترام وحب وإعجاب وتقدير، إلا أن كنز القرآن فيه الكثير من قواعد السلوك الاجتماعي والإداري والوظيفي، ويكفي هنا مثال سورة لقمان ومواعظ هذا البيان الرباني الكريم التي سبقت ستيفن ومارك وأنطونيو وماري والفقي، في رسم معالم الإنسان الفالح المتميز المحبوب } ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور، واقصد في مشيك واغضض من صوتك. {لقمان18 و19}.
ويكفي أن نتذكر كلام نبينا المعصوم عليه الصلاة والسلام: (لا ضرر ولا ضرار)، (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، (أطعموا الطعام وافشوا السلام وألينوا الكلام تدخلوا الجنة بسلام)، (ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويعطف على صغيرنا)، (إن أعظم الصدقة لقمة يضعها الرجل في فم زوجته)، (إخوانكم خولكم)، (من صنع لكم معروفا فكافئوه)، (استوصوا بالنساء خيرا)، (بشروا ولا تنفروا)، (يسروا ولا تعسروا) فبسبب من انطباق أفعال النبي الكريمة مع أقواله الحكيمة، استطاع أن يؤثر في الآخرين ناقلا إياهم إلى الصدق والأمانة والعدل والإحسان والكرم والشجاعة والتواضع، ثم إلى الإحسان والإتقان والإنجاز والإبداع والاكتشاف.
يتبع في سلسة مقالات “كيف تجعل كل من يعرفك يحبك”
بقلم: د. أحمد طقش