|  آخر تحديث مارس 17, 2020 , 14:01 م

إمارات الحبّ والعطاء بقانون الّلاكراهية الّلاعِدائية الّلاطائفية.!


إمارات الحبّ والعطاء بقانون الّلاكراهية الّلاعِدائية الّلاطائفية.!



المرسوم الأخير لرئيس الدولة حفظه الله بعدم إزدراء الأديان والأعراق والأجناس، يؤكد على أن الإماراتيين لايتقدمون بالعمر فحسب، .. بل وأيضا بالعقل والحكمة والنزاهة والحب والعطاء .. وليس هذا رأييي الشخصي كمواطن إماراتي، ولا هو رأي المواطنين الإماراتيين دون غيرهم من المقيمين من الضيوف الكرام، بل إنه رأي جماعي متفقٌ عليه بالمكتظّين في تلك الخيمة الواحدة الآمنة لإمارات زايد الخير، والتي لم تعد بأوتادها السبعة خيمة واحدة للوطن الواحد، وإنما تعدّت بأغصانها الثامرة اليانعة، العشرات والمئات من الجنسيات والعرقيات وشعوب وقبائل .. وأغصانها كانت ولازالت وستبقى ترحب بكل الطيور المهاجرة منها وإليها.

 

إن كنت جميلاً وتحمل معالم الجمال في عقلك قبل بدنك وروحك قبل جسدك، فستدرك ان الجلوس في الخيمة الواحدة يزدادا جمالاً وإناقةً وعلماً وفضلاً وذكاءً وعبقريةً وخفةَ دمٍ وبُعد نظر بالروح الجماعي التضامني الذي يلمسه من عاش في الإمارات منذ نشأتها بتلك الخمية السُباعية الوحدوية التي رحّبت بكل الجنسيات والعرقيات من كل الأقاليم والقارات.!

وما تداركه صاحب السمو رئيس الدولة في هذا الوقت بالذات، من تلك الخيمة المؤازرة لمن دخلها، والمتآزرة بمن فيها، والمرحّبة بالمقبلين عليها، والمكرّمة لمن دخلها بسلام أو ودّعها بأمان، كانت رسالة العصر وبلغة العصر لمن حولها عن بُعد وقُرب في آنٍ واحد، أنه إيّاك ان تخرج من هذه الخيمة فلن تفقدك الخيمة، وإنما انت الذي ستفقد جمالك، وسوف تتبهدل ملابسك وسيخبو ذكاؤك، وتظهر تفاهتك ويثقل دمك، وسيرى الناس انك عبيطا لايفهم، يعيش خريفا يوهمه ربيع.!

المرسوم الجديد يريد منك السواسية بمن حواليك كأسنان المشط، حتى العامل والخدامة تحت رحمتك وانت مواطن أو وافد، قبل ان تصنّفه أجيرك بالراتب، إعتبره شريكك في الخليقة ومهندسك في الحياة، شعب اليابان يعطون عمّال النظامة لقب (مهنّدسوا البيئة) ولهم درجات ومقامات وإمتيازات في المجتمع، ونحن كذلك لا غنىً لنا عن هؤلاء المهندسين والمهندسات، الشغالة تهندس لك الحوش والحمام، والطباخ يهندس لك المطبخ، والمزارع المزرعة والسائق السيارة، والفنيون المصنع والأجراء الدكان والبقالة .. ولولا هؤلاء المهندسين والمهندسات لما تهندست حياتك لنفسك ولأسرتك.!

 

 

الخيمة الإماراتية لاتريد منك الكثير من الخارج إن ألغيت أنت القليل من الداخل، لاتتهم الناس بالنفاق قبل أن تلغي النفاق من داخلك، ولا تذمّ الكبرياء دون أن تلغيها منك، ولا تتهم الآخرين بالعنصرية، قبل أن تزيلها ممن حواليك .. فإن فعلته لهاجر النفاق  والكبرياء والعنصرية تلك الأغصان وأخلت لك الأشجار أغصانها وأثمارها.

على من عاش الخيمة الإماراتية من الجنسيات المتعددة، أن يستفتي ضميره، ألا تشهدون على روح التواضع الإماراتي قيادةً وشعباً، من رأى شيوخ الإمارات منذ تأسيسيها إلى يومنا عن كثب .. -وما أكثرهم الذين شاهدوا ولمسوا الكرم والطيب والتواضع في القائد قبل المواطن العادي- .. عليه ان يضع المرآة العاكسة امام إستفتائه الداخلي، ليعكس ما رأته الأعين وشهدته الأبصار منذ أربعة عقود، أن شيوخنا الكرام كانوا دائما بمكرمة سيد القوم خادمهم مع الشعب والرعية، قاموا ترحيبا وتواضعا لمن دخل عليهم، دون تمييز بين الرؤساء والوزراء والفقراء، إنه الطبع البدوي الأصيل والطبع يتغلّب التطبّع مهما دار به الزمن بالماديات والتقنيات والتطورات.

 

 

 

في الإمارات موسى بدينه وعيسى بدينه، والإمارات لاتريد منهما التبادل والإستبدال، ولايريد إحلال الأديان ولا إستحداث الأديان .. كلما تريد منا الإمارات هو إحترام الأديان والمقدسات، وتمنع الإساءة للأديان والمقدسات.

وعندما نضع الذات الإلهى والأنبياء والرسل وزوجات الأنبياء والرسل ودور العبادة خط أحمر، فلا أعتقد ان ذلك يخالف خطوط عيسى بدينه ولاموسى بدينه، وإنما ذاك الذي يخالف الخط الإستواء، لاهو موسى بدين موسى ولاهو عيسى بدين عيسى، بل هو لاخطوط له ولادين ولامنهج .. إنه على كرسي النفاق ويذمّ النفاق، وفي جبّة الكاهن ويقتل الكهنة وفي عبائة ناسك وينحر بالنُسّاك والعُبّاد، فإن إقتربت منه ستراه يذمّ القصير وهو قصير، ويُجمّل القبيح وهو قبيح، ويصور لك الحمار أفلاطوناً والبغل سقراطاً والقرد غزالاً.!

 

 

 

هذا الذي يريك المهابة والوقار والعظمة والجلال بجلباب الدين، إنتظره لينفرد بنفسه ويبعد عنه الحواشي والمريدين، ثم تعمّق النظر فيه، ستراه يصغر حجماً بمفرده ويصفر لوناً بفطرته، ينطفئ لمعان عينيه، تذبُل إبتسامته التي لم تفارق ثغره على الشاشات، وتتوه أفكاره، والرأي الفلسفي الذي كان يستعرض به بين المحراب والمنابر، تراه يتحول الى نكتة سخيفة هو يضحك عليها قبلك عندما ينفرد به هو والغريزة والشيطان ثالثهما..!

 

 

 

بقلم الكاتب: أحمد إبراهيم


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com