أثار مسن تونسي في الـ83 من عمره ومصاب بفيروس كورونا المستجد، سجالا واسعا في بلاده وحالة رعب بين الكثيرين بعد أن تعمد مخالفة أوامر الأطباء الذين وضعوه في حالة حجر صحي بمنزله، واتجه من مقر سكنه بمدينة بنزرت (شمال) إلى العاصمة، حيث انتقل إلى مطار قرطاج الدولي، ليستقل رحلة الخطوط الجوية إلى مدينة ستراسبورغ، حيث إنه يحمل الجنسية الفرنسية أيضاً.
وقال وزير الصحّة التونسي عبد اللطيف المكي إنّه أمام حالة الاستهتار التي أظهرها عدد من المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، سيقع تطبيق القانون على من يرفض الالتزام بالحجر الصحّي وفق الفصل 312 من المجلة الجزائية. وينصّ هذا الفصل على عقوبة بالسجن مدة ستة أشهر وغرامة قدرها 120 دينارا لكل من يخالف التحجيرات وتدابير الوقاية والمراقبة المأمور بها حال وجود مرض وبائي.
وقالت السلطات التونسية إنه لم يتم التفطن إلى مغادرة مريض الكورونا نحو فرنسا إلا بعد 45 دقيقة من مغادرة الطائرة لأرضية المطار.
وأكد الرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية إلياس المنكبي، أن المصاب بفيروس كورونا سافر أمس في رحلة تابعة للخطوط التونسية في اتجاه ستراسبورغ، مشددا على أن المسافر لم يعلم موظفي المطار بإصابته، وأن السلطات التونسية أعلمت نظيرتها الفرنسية بوضعيته حال تبينها من إصابته.
وأوضح المنكبي أن هذا المصاب سافر بمعية ابنته دون الإعلام بمرضه ودون أن يكون هناك تنسيق مع الجهات الصحية أو الأمنية (وزارة الداخلية)، وأنه تم إعلام السلطات الفرنسية والتي تكفّلت بحالته، وقد تم وضعه هو وابنته تحت المراقبة، لافتاً إلى أن السلطات الفرنسية تولت أيضا التثبت من بقية المسافرين والاحتفاظ بعناوينهم قبل إخلاء سبيلهم.
وأشار الى أن الطائرة عادت من ستراسبورغ فارغة منذ البارحة وأنها تخضع إلى عملية التعقيم كاشفا أنه تم وضع كل الطاقم تحت المراقبة، مؤكدا أن الشركة اتخذت الاحتياطات الصحية اللازمة.
وأثارت قصة المسن رعبا بين العاملين في المطار وركاب الطائرة، حيث يخشون أن يكون قد نقل لهم عدوى الفيروس المستجد، كما أثار غضب التونسيين، خصوصا وأن ابنته هي التي ساعدته وسافرت معه إلى فرنسا ليتبين لاحقاً أنها أصيبت بالعدوى.