أدت الحرب الدائرة في اليمن وفقاً لتقارير المنظمات الإغاثية العالمية إلى تدمير جزء كبير من منشآت القطاع الصحي وما صاحب ذلك من تفاقم الأمراض بسبب الأزمة الإنسانية الملحة من خلال حرمان الملايين من الناس من الرعاية الطبية العاجلة الأمر الذي يهدد بتفشي أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة وما صاحب ذلك من انخفاض في المستلزمات الطبية مثل الأدوية واللقاحات الطبية الأساسية ما أدى ببعض المستشفيات إلى إغلاق أبوابها.
وأدركت الإمارات بتوجيهات القيادة الرشيدة أهمية هذا الموضوع وكانت وما زالت من أوائل الدول التي سارعت إلى تفادي هذه المشكلة بالعمل على إجراء الصيانة وإعادة تأهيل المستوصفات والمستشفيات القائمة ومدها بالأدوية واللقاحات والمعدات الطبية. وبلغت قيمة تكاليف إعادة تأهيل وإعمار المستشفيات في اليمن التي تنفدها الهلال الأحمر الإماراتي بنحو 48.5 مليون درهم إماراتي تشمل إعادة تأهيل وإعمار مستشفيات عدن وتحضير وتشغيل مركز غسيل الكلى بالمستشفيات وإعادة تأهيل مستشفى الشيخ خليفة والجمهورية ومستشفى باصهيب بتكلفة تصل إلى 35 مليون درهم وسيتم صيانة المستشفيات وتجهيزها بالأثاث والمعدات الطبية.
كما يجري تأهيل 3 مراكز للصحة الإنجابية بتكلفة 4 ملايين درهم وسيتم تجهيزها بالأثاث والمعدات الطبية اللازمة، وإعادة تأهيل 9 مراكز للرعاية الصحية وصيانتها بتكلفة 7 ملايين درهم وتجهيزها بالأثاث والمعدات الصحية.
ويعمل الهلال الأحمر الإماراتي أيضاً على إعادة تأهيل المستودعات الطبية والمراكز الطبية في خور مكسر بتكلفة تصل إلى أكثر من مليوني درهم، وتصل التكلفة الإجمالية لمشاريع الصحة في عدن إلى 48 مليوناً و500 ألف درهم.
كما رصدت الهيئة مبلغ 4 ملايين درهم كدفعة أولى لشراء الأدوية العلاجية لمرضى السرطان وغسيل الكلى بالإضافة لمستلزمات طبية أخرى، ومبلغ 5 ملايين درهم لشراء سيارات إسعاف وسيارات نقل الأدوية وسيارات نقل، وتصل التكلفة الإجمالية لمشاريع المساعدات الصحية في عدن إلى 9 ملايين درهم.
وافتتح مؤخراً مشروع إعادة تأهيل وتشغيل مستشفى إعادة الأمل بمديرية رماه والذي أعيد تأهيله من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، وسيقدم المشروع الحيوي خدمات صحية متميزة والعلاج المجاني ومعالجة حالات الطوارئ لمديرية رماه والمناطق المجاورة للها.
ويكتسب هذا المشروع الحيوي أهمية كبرى كونه يقع في متوسط مديريات الشريط الصحراوي وعلى الطريق الدولي الرابط بين اليمن ودول الخليج وهو يأتي ضمن مشاريع كثيرة يعمل الهلال الأحمر على تنفيذها على أرض الواقع وضمن مشاريع تأهيل البنية التحتية بمحافظتي حضرموت والمهرة التي يتبناها الهلال الأحمر الإماراتي.
وأكد الهلال الأحمر الإماراتي أنه تمكن خلال فترة عمله في عدن من توفير أدوية أمراض السكري والسرطان والكلى وتطعيمات الأطفال التي ساهمت في الحد ومنع انتشار الأوبئة وبشكل خاص عند الأطفال.
ويساند فرق المتطوعين في الهلال الأحمر الإماراتي التي يزيد عدد أفرادها على 170 شخصاً عدد من أبناء عدن الذين شكلوا لجاناً تطوعية لمساعدة فرق الهلال الأحمر الإماراتي في إيصال المساعدات الغذائية والطبية للأسر المحتاجة والمناطق المتضررة، وأشاد بدورهم في هذا الإطار.
وأكدت الهيئة أن المساعدات الإماراتية في اليمن تدعم 6 مسارات خاصة بالتنمية والإعمار تشمل الصحة والتعليم والكهرباء والماء والصرف الصحي.
وأشارت الهيئة إلى أن فرق الهلال المتواجدة في اليمن منذ بداية الأزمة نفذت العديد من المشاريع الإغاثية والتنموية بالتعاون مع عدد من المؤسسات الخيرية والإنسانية بالدولة لإعادة الحياة إلى ما كانت عليه في المناطق التي تم تحريرها حيث تصب الجهود في تنفيذ مشاريع إعمارية وتنموية تتركز في التعليم والصحة والمياه والبنية التحتية.