بدأت حكومة الوفاق الليبية، برئاسة فايز السراج، جني ثمار تبعيتها المعلنة للنظام التركي وتعديها على سيادة وطنها، بظهور بوادر الانشقاق عنها من قِبل بعثاتها الدبلوماسية في الخارج.
وفي هذا السياق، أعلنت البعثة الدبلوماسية الليبية العاملة في مصر وكل الملحقيات الدبلوماسية التابعة لها انشقاقها عن حكومة الوفاق الليبية التي يقودها السراج، وانحيازها التام للشعب الليبي وجيشه الوطني ومجلس النواب المنتخب.
وأصدرت البعثة بياناً، الليلة قبل الماضية، أكدت فيه أن طاقمها بدءاً من السفير والقائم بالأعمال والقنصل والملحقيات العاملة بالسفارة لا يعترف بحكومة الوفاق بعد توقيعها اتفاقات غير معترف بها مع الجانب التركي، داعيةً البعثات الدبلوماسية الليبية في العالم إلى الانشقاق عن حكومة السراج وفك ارتباطها بها، بسبب دعمها للإرهاب وتفريطها في حقوق الشعب الليبي. كما أعلنت البعثة انحيازها التام للجيش ومجلس النواب، مؤكدةً ضرورة الوقوف صفاً واحداً مع القوات المسلحة التي تخوض المعارك لتخليص ليبيا من العصابات الإجرامية والإرهابية.
وكان القائم بأعمال السفارة الليبية في أفريقيا الوسطى حسين محمود بدر أعلن، في أغسطس الماضي، انشقاقه أيضاً، وانحيازه بكامل البعثة الدبلوماسية إلى ما تقوم به القوات المسلحة بتطهير البلاد من الإرهاب والميليشيات.
وطالب بدر، عبر تسجيل مرئي من مقر السفارة بالعاصمة بانغي، كل البعثات الدبلوماسية الليبية بالخارج بالانحياز إلى شرعية الدولة، ودعم القوات المسلحة، متهماً حكومة الصخيرات بالتحالف مع الجمعات الإرهابية والغرق في الفساد المالي والإداري. وقال مصدر ليبي مطلع في العاصمة طرابلس لـ«البيان» إن هناك ترجيحات بأن تشهد الأيام المقبلة انشقاق عدد آخر من البعثات الدبلوماسية عن حكومة السراج، والتحاقها بالحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب. وتابع المصدر أن حسابات سياسية واجتماعية قبلية ستدفع نحو هذا الاتجاه في ظل العزلة التي بات يواجهها السراج وحكومته داخلياً وخارجياً، مؤكداً أن الليبيين يرفضون بشدة اتفاق التبعية لتركيا، ويدعمون جيشهم الوطني في معركته الأخيرة ضد الميليشيات.
وتابع المصدر أن نذر الانشقاقات عن حكومته من قِبل السفارات الليبية في الخارج باتت ترعب السراج وحلفاءه، وأن ما حدث أمس في مصر يمكن أن يتكرر خلال الأيام المقبلة في عدد من الدول الأخرى، في ظل مؤشرات عن فقدان حكومة الوفاق شرعيتها، خصوصاً مع اقتراب الجيش الوطني من العاصمة طرابلس.