الدرعية التي وضع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حجر الأساس لمشروع بوابتها الهادف إلى ترميم المنطقة التاريخية بقيمة 64 مليار ريال، هي نواة الدولة السعودية الأولى، التي أسست لمرحلة جديدة في تاريخ شبه الجزيرة العربية بأسرها، كما أنها تمثل منارة للإرث المستمر للأسرة السعودية المالكة، ورمزاً للوحدة التي يعيشها السعوديون، إلى جانب دورها التاريخي في تأسيس الاستقرار وجلب الازدهار.
ويعكس الحفل الأسطوري، الذي أقيم مؤخراً في المكان الذي انطلقت منه الدولة السعودية الأولى في القرن الثامن عشر، اهتمام الملك المؤرخ الذي يعد مرجعاً في تاريخ السعودية سلمان بن عبد العزيز بإعادة الحياة والجاذبية السياحية للدرعية، لتتحول إلى وجهة سياحية وثقافية عالمية يستدعى به «الزمان» التاريخ وأمجاده، والدرعية «المكان» الذي وضع أول حجر لها الأجداد الأوائل سنة 1446 ميلادية، ومنها حجر أساس الدولة السعودية قبل ثلاثة قرون.
وقال رئيس مجلس إدارة هيئة السياحة والتراث الوطني، أمين مجلس إدارة هيئة تطوير بوابة الدرعية أحمد بن عقيل الخطيب لـ«البيان»: إن السعودية في انطلاقتها المتجددة برؤية تستبق الزمن، ما كان لها إلا أن تضع الدرعية كمنصة للإعلان، وشعلة للانطلاق لحقبة تاريخية جديدة، مشيراً إلى أن الدرعية ظلت منذ أكثر من ثلاثة قرون صانعة للتاريخ، وما زالت، وستظل عنواناً للمجد والفخر والبطولة لكل السعوديين، ورمزاً للتوحيد والتجديد للبلاد، ومنبراً يعتليه قادتها الكرام ليبسطوا الأمن والسلام.
وأوضح أن الدرعية التي تبعد عن وسط الرياض بنحو 20 كلم كانت موطن أسرة آل سعود وظلت عاصمة للدولة لمدة 76 عاماً، وانطلقت منها دعائم بناء المملكة وملحمة الوحدة الوطنية، ووجدت اهتماماً منقطع النظير من الملك سلمان بن عبدالعزيز، منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض، إيماناً منه بأن عراقة الماضي طريق إلى المستقبل المضيء.
واستطاعت الدرعية بتاريخها العريق الحصول على اعتراف «اليونيسكو» بإضافتها إلى قائمة التراث العمراني العالمي في عام 2010، من خلال حي الطريف التاريخي، الذي اعتمد مخططاته ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويحتضن مباني أثرية وقصوراً ومعالم تاريخية، وتضم مشاريعه متاحف مختلفة، مثل متحف الحياة الاجتماعية، والمتحف الحربي، ومتحف التجارة والمال، ومتحف الخيل العربي الشهير، الثاني من نوعه عالمياً بعد معرض الحصان العربي في متحف الخيل في مدينة ليكسنجتون، في ولاية كنتاكي الأمريكية، ويعرض تاريخ الخيول وأنسابها، ومستلزمات الفروسية، ومشغولات فنية، ومعروضات تفاعلية عن دور الحصان في التاريخ السعودي، وسيقدم عروضاً حية للخيول الأصيلة.
ومن جهته قال أمين عام دارة الملك عبد العزيز د. فهد السماري: إن الدرعية تعكس نهضة ثقافية وتاريخية وجغرافية، فهي ليست مجرد مكان، وإنما هي تاريخ المملكة العربية السعودية، وبوابة تربط الماضي بالحاضر والمستقبل.