|  آخر تحديث نوفمبر 16, 2019 , 22:21 م

عزاءٌ حُمِّل أوزار البشر


عزاءٌ حُمِّل أوزار البشر



 

إن اللاجدوى من شق الطريق المتشعب المتعرج المتأرجح رغم المنظور العام الذي يشير إلى استواء قاعدته وثبات معالمه، كفيل بالرجوع إلى الوراء لأميال طويلة المدى مستهلكة للجهد والوقت الثمين، وإن النظر إلى ما بعد الحواجز والبحث بين الممرات الضيقة يفتح آفاقاً من الوعي والإدراك والدقة في الملاحظة، وفهم مجريات الأمور وفقاً للثوابت والقواعد ومايدور في العقل من عمليات تفكير، تحليل، قياس، بحث، وصولاً إلى الموازنة ما بين ما في الكف من ثِقلٍ يوازي مقاييس المنطق والوعي والفكر السديد. 

 

 

على شاكلته، استوحى من وحي الغربة حيلة يخاطب بها سلالات البشر التي لم تسعفها مجريات التمدن وصراعات البقاء، بأن تتخذ استراحة لبضع دقائق وتعطي مجالاً للاستماع للآخر، لكن الآخر نسي بأن علاقةً أزلية تجمع الغربة والطبيعة في ذات المشهد من آلاف السنين، وأن الطبيعة خانها البشر، فأي اكتراث يرجوه من أناس ظلموا الطبيعة وخانوا الغربة؟، ماذا إن لم تغفر الطبيعة هجرانها، أتعفو الحياة ظلم الموت المفتَعَل؟، وجهات النظر وإن تشابهت لا تتناسب وفق القواعد الإنسانية البحتة، فقد تجردت المعالم من طبيعتها، وحين كان من الممكن الاستمرار في الإنصات أصبح الشعور الجامح يتقلص مع تراكم المسببات، جاؤوا من الغربة في وضح النهار ونهار الطبيعة لا يرحم أحياناً .. ظنوا بأن بعد النهار ليل وأن الطبيعة عقيمة ولا تستثني ساعة من التغيير، بل وظنوا أنها تُحتضر.. وأن العزاء لابد قائم ذات ليل، ذنب الإنسانية تُرجم على أنه نتاج أثر الغربة، غُفِر ذنب البشر وحُمّلت الغربة أوزار من كانوا.

 

 

إيماننا بأن العمر يتوسط سنوات القناعة والعلم بالشيء وسمو التفكير، ومرونة الموازنة بين الأمور وفق المنطق العام، يسموا برغبتنا في تحقيق السلام النفسي مع الغير، والغربة عن وطن الروح ومأوى الشرود ماهو إلا انتقاص من مسرات العمر.

إلى ما وراء المتعارف، والبعد عن تحميل الأوزار غير أصحابها، والتفكير في جعل مجريات الأمور الحياتية أكثر يسراً… يقلل مشقة عناء السفر والتخبط في اللاشيء.

 

 

بقلم: فريال عبدالله – (الإمارات)


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com