بدأت الولايات المتحدة صباح الإثنين سحب قواتها من مناطق الشريط الحدودي مع تركيا في شمال سوريا، ما يفتح الطريق أمام تنفيذ أنقرة تهديدها بشنّ هجوم ضد المقاتلين الأكراد.
وقبل ساعات عدة، أعطى البيت الأبيض الضوء الأخضر لأنقرة، ما يشكل وفق مراقبين تحولاً بارزاً في السياسة الأمريكية وتخلياً ملحوظاً عن المقاتلين الأكراد الذين شكلوا حليفاً رئيسياً لها في المعارك ضد داعش.
ودافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه، معتبراً أنه على الأطراف الضالعة في النزاع السوري أن “تحل الوضع”. وقال إنّه آن الآوان للخروج من “هذه الحروب السخيفة التي لا تنتهي”.
وأثار هذا الإعلان موجة إدانة في الولايات المتحدة، حتى ضمن فريق ترامب.
وبعد قليل من إعلان ترامب، أعلن البنتاغون أنه لا يؤيد العملية التركية. وقال في بيان ان “وزارة الدفاع قالت بشكل واضح لتركيا- كما فعل الرئيس- أننا لا نؤيد عملية تركية في شمال سوريا”، وحذر من “العواقب المزعزعة للاستقرار” لمثل هذه العملية “بالنسبة لتركيا والمنطقة وخارجها”.
ودعا السناتور ليندسي غراهام، الجمهوري المقرب من ترامب، الأخير إلى “العودة عن قراره”، الذي “ينطوي على كارثة”.
وكان الرئيس الأميركي أعلن في نهاية 2018 انسحاب القوات الأميركية المتواجدة في سوريا، قبل أن يوضح بعد أشهر قليلة أنّ نحو 400 من هذه القوات سيبقون “لبعض الوقت”.
وبعدما أعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الإثنين أنّ الهجوم قد يبدأ “من دون سابق انذار”، عبّرت الأمم المتحدة عن خشيتها من أزمة إنسانية وقالت إنها “تستعد للأسوأ”.
بدوره، نبّه الاتحاد الأوروبي من أن “أي استئناف للمعارك سيزيد من معاناة الشعب السوري”.
كذلك، نبّهت باريس تركيا من تداعيات أي “مبادرة” من شأنها أن تقوض جهود قتال داعش. وشددت الخارجية الفرنسية على ضرورة ابقاء مقاتلي داعش الموقوفين في “أماكن احتجاز مع حراسة مشددة” في شمال شرق سوريا.
وكان “المرصد السوري” قال إنّ القوات الأمريكية بدأت انسحابها من المناطق الواقعة بين تل أبيض ورأس العين باتجاه قاعدة تقع بين هاتين المنطقتين.
وبحسب مصور في فرانس برس، فإنّ قاعدة في تل أرقم بدت خالية بعد بدء الانسحاب الأمريكي.
إلى ذلك قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بسحب القوات الأمريكية من سوريا “مقلق للغاية”.
وأضافت في بيان لها “على ترامب العدول عن قراره الخطير بشأن سحب القوات من شمال سوريا”.