سمعنا وقرأنا العشرات من قصص الحب المختلفة، ولكن اليوم سأتحدث عن قصة حب شخصية، قصة واقعية مررت بها وعايشتها بحذافيرها.
منذ الصغر وأنا أعشق السفر والقراءة، كنت متيم بالسفر، وكنت أحلم أن أتجول حول العالم، كنت أشاهد جمال الدول الغربية والأوروبية من خلال التلفاز وقراءة المقالات المختلفة، كنت متيم بالتطور وفي النظام و النظافة في تلك الدول، أعتبرها نماذج لأوطان ناجحة وجميلة.
ترعرعت وكبرت في وطن الجمال ، وكانت لمراحل تطور دولتي العزيزة الامارات أثراً كبيرا في قلبي، فنشأت قصة حب أقوى وأجمل من كافة الروايات التي قرأتها، نشأت علاقة أكاد أجزم أنها موجودة في قلب كل مواطن اماراتي، ألا وهي حب وعشق الامارات.
بدأت بالسفر في بدايات عقدي الثاني، كنت أتابع بعض المغامرين والمغتربين، كنت أراهم يتغزلوا بجمال الدول الاوروبية، بحجم النظام والحرية والاحترام التي يحصل عليها المواطن هناك، فكانت جولاتي ورحلاتي لاكتشاف العالم هي أولى خطوات قصة الحب التي سأرويها لكم، كنت أعتقد أن عادات بعض الدول و جمالها ستنسيني حب وطني، ولكن ما حدث العكس، فالنظام والأمان في بريطانيا وألمانيا كان مميزا، ولكن ليس بقوة الأمان والنظام في وطني، سحرتني باريس بأنورارها ، ولكن لم يكن نورها بجمال أنوار برج خليفة وأبراج دبي وأبو ظبي، سمعت عن فينيسيا المدينة العائمة فزرتها فلم أجدها بجمال جزر النخيل ورونقها، سمعت عن الطبيعة في هولندا واهتمامهم بالطبيعة، فتذكرت جمال ام القيوين والعين وطبيعتهم الخلابة الربانية دون تدخل أيدي البشر فيها، ذهبت لأشاهد التكنولوجيا في برلين، ولكن تطور دبي كان أجمل وأروع.
في الامارات تشاهد كل الحضارات والأجناس، تجد الأبيض والأسمر والأشقر والأحمر، وكلهم سواء بنفس المكان، تجد المسلم والمسيحي والهندوسي وكلهم إنسان بنفس المركب، تشاهد الاختلاف والإندماج فتعجب وتتعجب من ذلك، كيف هناك هذا التجانس والتعايش في بلدٍ واحد، لم نسمع يوما بالإعتداء على شخص للونه أو دينه أو عرقه..، في الامارات تشاهد التطور، الحداثة والأصالة بنفس المكان، دولة تجمع الإختلاف وتوحده، تجمع التضاد وتعرفه، تجمع الفرقاء وتوَلفهم، فكيف لا أحب وأعشق هذا الوطن.
أعشق الامارات لأنها وطن للأمن والامان لأنها دوله متميزة، لأنها الوطن الوحيد الذي لا يعرف المستحيل، أحبها لأنها حاضنة الحضارات، لأن حكامها يحبون شعبها، وشعبها يحب حكامه، من عاش على أرضها أحبها وعشقها لأنها وطنٍ عريق وبلد السلام والحب، وطن تعاهد مع المجتهدين بأن لهم من المستقبل نصيب.
إن حب الوطن هو أمر فطري، ينشأ ويترعرع الشخص عليه دون تلقين، من يعيش بها يشعر بأنّ بينه وبينه رابط متين، هناك علاقة تربط بينه وبين هذه الأرض الّتي ينمو وينشأ ويدفأ في حضنها.
وطني أرجو العذر إن خانتني حروفي وأرجوُ العفوَ، إن أنقصتك قدراً، فما أنا إلّا عاشقاً حاول أن يعبر عن حبه ولم يستطع أن يصفها بما تستحق. حب الوطن يجري في عروقي .. فمهما كتبت وقلت عنك لن أوفيك حقك .. ومِن حقّك علينا أن نعمل أجلك بكل صدق وأمانه، وأن نحافظ على مكتسباتك، ثرواتك ومقدساتك.
الوطن هو شبيه ببيتك الذي لا ترتاح إلّا فيه، وتجد فيه سعادتك ..
حفظ الله لنا وطننا آمناً مستقراً. اللهم احفظ لنا هذا الوطن واجعله بلداً أمناً وحضناً دافئاً لكل مواطنيه.
بقلم : راشد خلف النايلي
rashadwalid1@gmail.com