أكد محمد فضل، مدير بطولة كأس الأمم الأفريقية، نجاح تنظيم كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في مصر واختتمت أمس، خصوصاً وأنها تضم 24 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ المسابقة، معتبراً أنها تجربة رائعة ومؤكداً أن المستوى يجعل مصر قادرة على تنظيم كأس العالم بعد 10 سنوات.
وأضاف فضل في تصريح صحفي، إن مصر حصدت مكاسب عديدة، من تنظيم البطولة على أرضها، وقال إن عودة الجماهير إلى الملاعب المصرية أهم هذه المكتسبات، بعد نحو 7 سنوات من المعاناة، وذلك تمهيداً لعودتها في المسابقات المحلية، إضافة إلى وجود ملاعب بمواصفات قياسية دولية، وبنية تحتية رائعة للكرة المصرية، ما يجعلها قادرة على استقبال أي حدث كروي عالمي.
وأوضح نجم النادي الأهلي السابق أيضاً، أن البطولة ساهمت في الترويج للمعالم السياحية المصرية، فقد حرصت اللجنة المنظمة على تنظيم رحلات لبعثات المنتخبات المشاركة إلى الأماكن السياحية والمعالم الأثرية، منها الأهرامات والمتحف المصري ومنطقتا الأزهر والحسين التاريخية، في العاصمة القاهرة، ولفت إلى أن نجوم المنتخبات المشاركة حرصوا على التقاط الصور التذكارية في هذه الأماكن، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولم ينكر فضل وجود بعض السلبيات، خصوصاً في منظومة التذاكر، حيث تعطّل نظام الحجز الإلكتروني أكثر من مرة، وحال دون حضور الآلاف من الجماهير إلى الملاعب، لكنه اعتبر أن إدخال هذا النظام للمرة الأولى في مصر هو نجاح في حد ذاته، وكان المهم كشف تلك السلبيات للعمل على إصلاحها في مباريات الدوري، كما أن هذا النظام قضى بصورة كبيرة على السوق السوداء، ويسهّل كشف هذا التلاعب بسهولة.
أما عن تعطيل إجراءات الدخول بسبب التفتيش والنظام الإلكتروني، قال فضل إن هذا بسبب تطبيق النظام للمرة الأولى، لكن ذلك يقضي تماماً على شغب الملاعب، ويمكن الكشف عن مثيري الشغب والوصول إليهم بسهولة، وهو ما حدث في مباراة نيجيريا والجزائر، عندما احتد بعض الجماهير على بعضهم، وتم التعامل مع الأمر، كما أن نظام المراقبة الإلكتروني الحديث يمكّن بسهولة من اكتشاف الشخص المتسبب في الشغب.
ولفت فضل إلى أن نجاح بلاده في تنظيم كأس الأمم الأفريقية، هو رسالة إلى العالم أجمع بأن مصر تشهد تغييرات كثيرة نحو التقدم، وقادرة على تنظيم هذا الحدث واستقبال وفود 24 دولة إفريقية، خصوصاً وأن كرة القدم هي واحدة من الأذرع المهمة في توصيل الرسائل، حتى إن البعض قارن التنظيم مع تنظيم روسيا لكأس العالم في صيف العام الماضي.
وكان البعض هاجم اللجنة المنظمة، بعد اختيار فضل لمنصب مدير البطولة، على اعتبار عدم وجود خبرات سابقة، لكنه أكد أن الطموح أهم من الخبرات، لذا فقد كانت المهمة بمثابة تحد كبير بالنسبة له، خصوصاً وأنه يحب العمل الذي يتطلب الابتكار ووضع الرؤى، وأشار إلى أن الخبرات تكتسب من العمل مع قيادات رياضية كبيرة مثل، هاني أبوريدة رئيس اللجنة المنظمة وأحمد مجاهد ومصطفى عزام ومحمد كامل، ونفى ما تردد عن وجود صلة قرابة بينه وبين أبوريدة، أو علاقة اجتماعية قديمة، كانت سبب اختياره.
وأوضح أن عمله كمحلل في قناة «أون سبورت»، وسفره لحضور قرعة كأس العالم في روسيا، في صيف العام الماضي، أكسبته خبرات كثيرة، وكذلك عمله مديراً للتعاقدات في النادي الأهلي، كما أنه تعلم الكثير من فريق عمل البطولة، أما إذا كان الشخص صاحب خبرة دون طموح لا يمكن أن يحقق أي نجاح.
وكشف أن أول قرار اتخذه بعد تكليفه بالمنصب هو الاستعانة بالعناصر الشابة، واختار فريق عمل متجانس وبدأوا في وضع الرؤى والتصورات وبحث كيفية تنفيذها، والأهم من ذلك مساندة الدولة وعلى رأسها الرئيس السيسي، وقد تم توفير كل عناصر إنجاح البطولة، وبات المصريون فخورين ببلدهم، وقد أثبتت التجربة ضرورة ضخ دماء جديدة في كافة المجالات.
وأكد فضل أن بعد نجاح تنظيم أمم أفريقيا، تستطيع مصر تنظيم كأس العالم بعد 10 سنوات، فالهدف ليس مجرد تنظيم البطولة فقط، بل التنظيم بصورة مشرفة، ويكون أفضل من النسخ السابقة.