خرج حشد كبير من الجزائريين إلى الشارع في اليوم الجمعة العشرين للتظاهرات رغم ارتفاع الحرارة والانتشار الكبير للشرطة، رافضين اقتراح تقدّم به الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح لإخراج البلاد من أزمتها.
وكان بن صالح دعا مساء الأربعاء إلى حوار “تقوده شخصيات وطنية مستقلة” ولا تشارك فيه السلطة أو الجيش، وذلك بهدف “أوحد” هو تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، غير إنّ شوارع الجزائر العاصمة ضاقت بالمحتجين منذ انتهاء صلاة الجمعة.
ومنذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2 أبريل تحت ضغط الشارع وقيادة الجيش، ترفض حركة الاحتجاج أن يتولى “النظام” القائم تنظيم الانتخابات الرئاسية وتطالب مسبقاً برحيل كل داعمي بوتفليقة الذي بقي في السلطة نحو عشرين عاماً.
وكان بن صالح أطلق دعوة أولى إلى حوار محصور بالطبقة السياسية في بداية يونيو، ولكن رفضها المحتجون أيضاً.
وكانت الانتخابات الرئاسية مقررة مبدئياً في الرابع من يوليو، لكنها ألغيت بسبب عدم وجود مرشحين. وبينما تنتهي مهلة التسعين يوماً التي حددها الدستور للفترة الانتقالية في 9 يوليو، أكد بن صالح أنه سيبقى في منصبه حتى انتخاب رئيس جديد.
وستعقد أحزاب سياسية وممثلون للمجتمع المدني السبت اجتماعاً بعنوان “منتدى الحوار الوطني”، فيما قال عبد العزيز رحابي لوكالة الأنباء الجزائرية إنه يهدف إلى “وضع آليات للخروج من الأزمة والذهاب في مهل معقولة باتجاه تنظيم” انتخابات رئاسية ديموقراطية.
وشهدت العاصمة الجزائرية صدامات في ختام التظاهرات حين حاول عناصر شرطة سحب أعلام أمازيغية من متظاهرين أو إنزال تلك المعلّقة على أعمدة الإنارة قرب مركز البريد.
ولجأ عناصر الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع، فيما رد المحتجون برشق عبوات مياه فارغة، قبل أن يتفرق الحشد كما حصل في التظاهرات الأخرى التي شهدتها 21 ولاية من أصل 48 بحسب وكالة الأنباء الجزائرية.
ومن المرتقب تنظيم تظاهرات مساءً في جنوب البلاد.