|  آخر تحديث مايو 27, 2019 , 19:10 م

#سمر_الديب | تكتب: “أزمة كتابة!!”


#سمر_الديب | تكتب: “أزمة كتابة!!”



 

منذ سنوات طويلة مضت، كنت كلما مررت بموقف حزين أكتب…فقط أكتب علي أي شئ.. ورقة، منديل، وربما حائط غرفتي وكنت أتعب كثيرا لإزالة ما كتبته علي الحائط،لكني كنت مستمتعة بكتابة ما يحزنني،ظنا منّي أنني أُفرغ ما في جوف قلبي من شجن، إن أخرجته وألقيته بعيدا عنّي.

وكنتُ كلّما كتبت، أنتظر هناء البال بعد بعثرة ما يُنغّص عليه راحته،ولكن شئٌ غريبٌ في كلّ مرّة أجده، هو ببساطة أنّ لا شئٌ يحدث مما توقّعت.. فلا بال يهنأ،ولا حزن يكُفّ، ولا أحلام تتوقف!!

قيل عن الكتابة.. أنّها حيلة من يحاكي الأنين في ظلّ القمر ليلة تمامه،وهي أيضا ذلك الحضن الدافئ الذي ينتشلك من برد الحياة،فالكتابة لا تظهر وسط الحشد، فقط تنتظر وحدتك، ثم تنقضّ عليك وتملأ كل فراغاتك،فهي من أطمع الأصدقاء فلن تتركك لغيرها أبدا، وإن تركتْك، تظلُّ تسكنك أيْنما ذهبت لحين عودتك إليها بحنين تحترق له ألوان الحياة في البُعد.

فهي الملجأ الوحيد للمتفردين في رؤاهم..هؤلاء مساكين العصر!!

 

اعتقد أن ممارسة هذا النوع الدقيق من الفن، يتطلّب أجواء خاصة جدا لينفرد بها العقل و يُحرّره القلم.. حيثُ أن القلب ينبض بها دوما..ولكن ليس كل ما يجول داخل القلب يمكن أن يراه،فمن الممكن أن يتعرض الكاتب لأزمة كتابة مفاجئة، ليس لنضوب ثروته الفكرية، ولكن لما تتجدّد به الحياة علي ندوب عُشّاق الكلمة يوما بعد يوم، من أحداث وأشخاص وظروف تجعل من محبرته زجاجة عطر حزينة منسيّة!!

أحيانا تُبعدنا الحياة عن ممارسة أحبّ الأشياء، أو حتي عن وصال أشخاص محبّبون إلينا، ولكن يبقي مُقدّرُ علي كاهلنا أن نخلق المناسبة واللحظة لهم،كي تحملها لنا الرياح، وتأتي بها في رقصة روحيّة،تُذيبُ ارتعاش النفس، وتدعوا حروفها البهيّة.

 

 

بقلم: سمر الديب – (مصر)


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com