أعلنت اللجنة المنظمة لجائزة دبى الدولية للقران الكريم اختيار “جمعة الماجد” الشخصية الإسلامية للجائزة في الدورة الـ ٢٣ تقديراً لخدماته الاجتماعية والتعليمية والتراثية.
جمعة الماجد رجل أعمال إماراتي ، يعتبر أحد رجالات الثقافة والفكر والعمل الخيري في دولة الإمارات والعالم العربي. أسس المدارس الأهلية الخيرية، وكلية الدراسات العربية والإسلامية لأبناء دول الخليج والدول الأخرى وهو أحد مؤسسي جمعية بيت الخير. حصل على جائزة الملك فيصل في عام 1999 م لخدمة الإسلام.
ولد جمعة الماجد سنة 1930م في منطقة الشندغة عندما كانت هي واجهة دبي وسوقها وميناءها ومركزها التجاري العتيد وكانت نشأته الأولى مع أسرته وكان ترتيبه الثاني بين أخوته.
وكان والده يعمل بالغوص وهي المهنة الأكثر انتشاراً بين أهل الخليج، وكان نوخذه يملك محملين يخرج بهما إلى الغوص مع بدء كل صيف ولما بلغ ابنه جمعة السابعة من عمره اصطحبه إلى رحلات الغوص وبقي يرافق والده نحو أربع سنوات بينما يذهب بقية أيام السنة إلى المدرسة. بدأ جمعة الماجد دراسته عند المطوع ثم انتقل إلى مدرسة حديثة (المدرسة الأهلية) وبقي في المدرسة مدة قصيرة.
انتقل بعدها إلى العمل بالتجارة التي استهوته أكثر من متابعة الدراسة، وهي من أعمال مدينة دبي، وهناك نشأ مع عائلته، وهو من عائلة بن قريبان’ من قبيلة آل بومهير بدأ جمعة الماجد دراسته عند المطوع ثم انتقل إلى مدرسة حديثة (المدرسة الأهلية) وبقي في المدرسة مدة قصيرة، انتقل بعدها إلى العمل بالتجارة التي استهوته أكثر من متابعة الدراسة. ‘ الياسية، حيث كان يصطحبه والده منذ الصغر معه إلى رحلات الغوص في فصل الصيف، وكانت رحلات شاقة تعلم منها الصبر والمثابرة على العمل. تعلم القراءة والكتابة وشيئاً من علوم الدين والقرآن الكريم واللغة العربية في الكتاتيب على يد المطوع، وكان منذ صغره يشعر بقيمة الكتاب، حيث لم يكن متوافراً بسهولة في تلك الأيام.
مطلع الستينات قام مع زملاء له بتأسيس لجنة بمباركة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم, وتتألف اللجنة من السادة : حميد الطاير، عبد الله الغرير، جمعة الماجد، ناصر راشد لوتاه، وقد قامت هذه اللجنة بجمع التبرعات من المحسنين بدبي، حيث شيدت بها ثانويتين، واحدة للذكور في بر دبي, واسمها ثانوية جمال عبد الناصر، وأخرى للبنات في ديرة, واسمها ثانوية آمنة، كما سعى في المدة نفسها إلى تأسيس المكتبة العامة بدبي.
في عام 1983 وبسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي حالت دون قبول أبناء الوافدين من الدول العربية والإسلامية في المدارس الرسمية، أنشأ المدارس الأهلية الخيرية. ولما تكاثر عدد التلاميذ حتى وصل في الآونة الأخيرة إلى 9000 تلميذ وتلميذة، في عام 1987 شعر السيد جمعة الماجد بحاجة المرأة إلى العلم وصعوبة وصولها إلى جامعة الدولة في مدينة العين، أو السفر إلى الخارج، أنشأ كلية الدراسات الإسلامية والعربية، وشهاداتها معادلة من جامعة الأزهر الشريف، ومن كلية دار العلوم، ومن قبل وزارة التعليم العالي بدولة الإمارات العربية المتحدة, وهي مخصصة لأبناء الوطن وإخوانهم من دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يدرس بها الآن نحو 3700 طالب؛ منهم 2500 من الإناث، و1200 من الذكور، وقد تخرج منها حتى الآن؛ 4119 طالب؛ منهم 3302 طالبة – 817 طالب، كما يوجد بها قسم للدراسات العليا في العلوم الإسلامية, واللغة العربية, حيث يمنح المنتسبين إليه شهادة الماجستير والدكتوراه في الفقه وأصوله، واللغة العربية, ويبلغ عدد المسجلين به حتى الآن 132 طالبة، وقد نال 23 طالبة منهن حتى الآن شهادة الماجستير.
وفي عام 1991 م شعر بحاجة الطلاب والباحثين إلى الكتب والمراجع, وأكثرهم من الفقراء, كما أن طلاب الدراسات العليا يضطرون إلى السفر من بلد إلى بلد ليحصلوا على بغيتهم من صور المخطوطات, ولكنهم يرجعون غلباً بخف حنين، وذلك نظرا للصعوبات التي تعترضهم, فأنشأ مكتبة عامة, تطورت المكتبة فيما بعد لتصبح مركزاً ثقافياً يقدم الخدمات لطلاب العلم بيسر وسهولة, ألا وهو مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي.
وقد قام سيادته مرات عديدة برحلات علمية إلى دول عربية وإسلامية, رفقة موظفين متخصصين بالمركز، وذلك لجمع صور المخطوطات، أو تصويرها إن أمكن, قصد تقريبها من طلاب العلم والباحثين عنها، كما مكنته هذه الرحلات من الاطلاع على أوضاع المخطوطات في العالم العربي والإسلامي، فوجد من الضروري تطوير جهاز لمعالجتها وإنقاذها من التلف والتآكل, وقد نجحت جهوده في هذا المجال بحمد الله, فتم تطوير جهاز الماجد للترميم الآلي، وذلك بالاعتماد على خبرات من المركز نفسه، وتم إهداء الجهاز إلى 14 دولة حتى الآن.