رحّب قادة العالم بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أمس خلال قمة العشرين ببوينس آيرس، حيث ترأس وفد المملكة في القمة التي تخللتها مصافحة حارة بين بن سلمان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتبادل للأحاديث الودية مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب وعدد من الرؤساء.
وفور وصول الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى مقر انعقاد القمة كان في استقباله الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري. وشوهد بن سلمان وهو يتحدث إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب وابنته إيفانكا، حيث أكد ترامب إنه تبادل عبارات ودية مع ولي عهد السعودية.
وتصافح ولي العهد السعودي مع الرئيس الروسي بقوة وتبادلا الابتسامات العريضة والشد على الأيدي خلال التقاط الصورة الجماعية لزعماء أكبر الاقتصادات في العالم. وأظهر مقطع فيديو حديثاً ودياً دار بين بن سلمان وبوتين، انتهى بمصافحة غير متقيدة بقواعد البروتوكول الرسمي، فضلاً عن تبادل الابتسامات، حيث واصل الزعيمان أحاديثهما الجانبية بعد أخذ مقعديهما. فيما أعلن الكرملين أن التحضير لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية ما زال مستمراً ، فيما اعلنت مصادر ان محمد بن سلمان سيزور الجزائر غدا.
ودارت أحاديث ودية بين ولى العهد السعودي ورئيس فرنسا مانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن ورئيس المكسيك إنريكي بينيا نييتو على هامش القمة.
كما ذكرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أيضا أنها ستلتقي محمد بن سلمان.
والتقى ولي العهد السعودي في مقر إقامته في بيونس أيرس رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وبحثا آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاستثمارية والزراعية والطاقة والثقافة والتقنية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال اللقاء مناقشة فرص الاستثمار في مجال البنية التحتية من خلال صندوق الاستثمارات العامة، وكذلك فرص الاستثمار في المجال الزراعي بهدف إحلال الواردات الهندية الزراعية محل الواردات الزراعية من دول أخرى إلى المملكة.
وفي مجال الطاقة تمّ بحث استعداد المملكة لإمداد الهند بكل ما تحتاجه من النفط والمنتجات البترولية واستثمار شركة أرامكو السعودية في قطاع تكرير النفط في الهند .
واتفق الجانبان على الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية من خلال صندوق «رؤية سوفت بانك» ومن خلال الشركات السعودية التي ستقوم بتنفيذ مشاريع الطاقة الشمسية.
في الاثناء، أشاد وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، بمشاركة ولي العهد السعودي، في قمة العشرين التي تستضيفها الأرجنتين. وقال وزير الخارجية البحريني، عبر حسابه على موقع «تويتر»: «نفخر بك يا أسد الجزيرة، فأنت خير من يمثلنا».
وانطلقت قمة مجموعة العشرين أمس في بوينوس ايرس التي تختتم أعمالها اليوم السبت في جو من الانقسام العميق بين دولها وبعيداً عن إعلان الالتزام بتعددية الأطراف الذي صدر في نسختها الأولى قبل عشر سنوات.
وأكد الرئيس الأرجنتيني ماوريسيو ماكري خلال ترؤسه جلسة افتتاح القمة، على الحاجة إلى «مناقشات صريحة، معرباً عن أمله في أن تتمكن الأطراف من «التوصل إلى توافق في الآراء لمواجهة التغيرات الاقتصادية والاجتماعية العالمية السريعة».
وبعد تأخرها لأكثر من ساعتين عن البرنامج المحدد، التقطت الصورة التذكارية للقادة المشاركين في القمة ثم بدأت الاجتماعات.
ويناقش القادة قضايا اقتصادية منها التجارة الدولية ونمو الاقتصاد العالمي وتنظيم أسواق المال العالمية وتقوية النظام المالي العالمي وتعزير آليات الرقابة عليه إضافة إلى التغير المناخي والهجرة واللجوء ومحاربة الإرهاب. وتأتي القمة بعد يوم من تصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب قال فيه إنه يقترب من إبرام اتفاق تجاري مع الصين، مضيفاً أنه منفتح على إبرام اتفاق تجاري مع نظيره الصيني شي جينبينغ.
ومن المتوقع أن يناقش ترامب مع نظيره الصيني التجارة على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين، حيث من المتوقع أن تهيمن التوترات التجارية العالمية على الأجندة. بيد أن ترامب أرسل إشارات متباينة بشأن الاتفاق التجاري لدى توجهه إلى الأرجنتين، أول من أمس، حيث قال إن اتفاقاً قد بات وشيكاً، لكنه غير متأكد إن كان يريد مثل هذا الاتفاق.
وفي إطار القضايا الاقتصادية للقمة، من المقرر أن يناقش وزراء مالية فرنسا وألمانيا وبريطانيا الآلية التجارية «المحددة الغرض» بين الاتحاد الأوروبي وإيران لتقليص مخاطر العقوبات الأميركية إلى أقل مستوى ممكن.
لكن لا يعتقد الكثيرون الآن أنها ستشمل مبيعات النفط، مما يسلط الضوء على المخاوف المتعقلة بمصير الاتفاق النووي العالمي مع إيران.
ويقول دبلوماسيون إن المناورة الفرنسية الألمانية هي أسلوب من أساليب استراتيجية «الأمان في الكثرة العددية» – التي ترى أماناً أكبر في تولي أكثر من دولة لإدارة الآلية منه في تولي دولة واحدة لها – وذلك بهدف التغلب على رفض دول الاتحاد الأوروبي فرادى لاستضافة الآلية، تجنباً لاستهدافها بالعقوبات الأميركية التي أعيد فرضها على إيران.
ومن أهم القضايا غير الاقتصادية التي ستركز عليها قمة العشرين في منتدياتها: التغير المناخي والهجرة واللجوء ومحاربة الإرهاب. وكان ترامب رفض، الثلاثاء الماضي، نتائج تقرير حكومته بشأن «الضرر الخطير» الذي سيسببه تغير المناخ على اقتصاد بلاده.
وأعلن ترامب العام الماضي نيته الانسحاب من اتفاق باريس لمكافحة التغير المناخي الذي تم التوصل إليه في 2015، لتصيح الولايات المتحدة أول دولة تقدم على ذلك الفعل.
ويخيم التصعيد الروسي ضد أوكرانيا في بحر آزوف على الأجواء في قمة العشرين، حيث نفذ الرئيس الأميركي تهديده بإلغاء اللقاء الذي كان مقرراً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بسبب اعتراض خفر السواحل الروس سفناً أوكرانية واحتجاز عدد من البحارة الأوكرانيين، الأحد الماضي.
إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن ترامب ألغى أيضاً لقاءين رسميين له مع كل من رئيسي تركيا وكوريا الجنوبية، رجب طيب أردوغان ومون جاي إن، على هامش القمة.