أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، كانت حجر الأساس لمنهج عمل أساسه الابتكار والتميز والإبداع، وشكلت الدافع الأكبر وراء نجاح الناقلة والمكانة العالمية التي بلغتها في صناعة الطيران.
وقال سموه بمناسبة مرور 33 عاماً على انطلاق طيران الإمارات في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي»: «لا تزال مواقف صاحب السمو وتوجيهاته لفريق العمل المشرف على تأسيس طيران الإمارات في عام 1985 تحضرني، وخصوصاً أنها شكلت خريطة طريق ونقطة انطلاق طيران الإمارات نحو العالمية وذلك على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية التي تتمثل في قوة المنافسة والظروف الاقتصادية ومختلف الاضطرابات التي توالت على المنطقة والعالم منذ ذلك الحين».
وأضاف سموه: «نحتفل هذه الأيام بمرور 33 عاماً على انطلاق أول رحلة في 25 أكتوبر من عام 1985، التي أسست لمسار نمو تصاعدي غير مسبوق في صناعة النقل الجوي، بحيث باتت طيران الإمارات اليوم واحدة من أكبر وأشهر الناقلات الدولية في العالم، وتمكنت خلال مدة زمنية قصيرة من تغطية قارات العالم الست وباتت تعد من أسرع الناقلات نمواً ونالت العديد من الجوائز المحلية والإقليمية والعالمية بفضل تميز منتجاتها وجودة خدماتها».
ونوه سموه إلى أن طيران الإمارات واصلت على مدى العقود الماضية ومن خلال الاعتماد على مواردها الذاتية، معاكسة اتجاهات صناعة الطيران العالمية وتحقيق أرباح متنامية عاماً بعد عام. كما واصلت استثماراتها لدعم النمو المستقبلي، وقال: «نتوقع وفقاً لمعدلات النمو الحالية أن تنقل طيران الإمارات نحو 70 مليون مسافر على أكثر من 300 طائرة في عام 2020، ونحن نعمل على تطوير القوى العاملة لدينا، وبناء مرافق متطورة لدعم عمليات بهذا الحجم، كما نتابع تعزيز حضورنا العالمي، بحيث نتمكن من خدمة وربط مختلف مدن العالم الرئيسة مع بعضها بعضاً بتوقف واحد في دبي».
وأضاف سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: «على الرغم من أن طيران الإمارات مملوكة بالكامل لحكومة دبي، إلا أنها تطورت من حيث الإمكانيات والمكانة بمواردها الذاتية، وليس من خلال الحماية الحكومية، وعملت في بيئة من المنافسة مع الناقلات العالمية والإقليمية التي تستفيد أيضاً من سياسة الأجواء المفتوحة التي تنتهجها دبي».
وأشار سموه إلى أن ريادة طيران الإمارات شملت نواحي عدة، منها التقنيات الحديثة في الطائرات وأنظمة الترفيه الجوي، التي وفرت خيارات متنوعة للمسافرين وعززت ولاءهم، وجعلت منها خياراً مفضلاً للسفر. بالإضافة إلى الخدمات الأرضية المتميزة، ومنها الصالات الخاصة في العديد من مطارات العالم الرئيسة، وغيرها. وقال سموه: «أحدثت مبادرات طيران الإمارات تغييرات جذرية في صناعة الطيران وأصبحت مثالاً يحتذى. وسوف نواصل تقديم إسهامات مؤثرة تدعم مسيرة نجاح دولة الإمارات وتفتح آفاقاً جديدة لمستقبل تواصل فيه دبي إضافة المزيد إلى قائمة إنجازاتها، ذلك أن سعينا الدؤوب نحو ارتقاء أعلى درجات التميز والاستدامة، يعكس القيم الأساسية التي قامت عليها مسيرة التنمية في دبي».
ووجه سموه عظيم الشكر والعرفان إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، على متابعته الدائمة ورعايته الكريمة لطيران الإمارات ولصناعة الطيران في الدولة عامة. كما أشاد سموه بالجهود التي يبذلها جميع العاملين في طيران الإمارات منذ مرحلة التأسيس، مؤكداً العزم على المضي قدماً في العمل على مواصلة الريادة في صناعة الطيران.
وترجع بداية قصة طيران الإمارات إلى تاريخ 25 أكتوبر 1985 حيث كانت الانطلاقة بطائرتين مستأجرتين من الخطوط الباكستانية، واحدة من طراز ايرباص A300 والأخرى بوينغ طراز 737، وكانت أبعد مسافة هي 4 ساعات طيران. وتوالت الوجهات بعد ذلك، إذ حصلت الناقلة على حقوق الطيران إلى العاصمة الأردنية عمّان ومدينة كولومبو والقاهرة ودكا، وجميعها كانت في عام 1986. واستمر نمو طيران الإمارات منذ تلك الفترة جنباً إلى جنب مع النمو المذهل الذي تشهده دبي في مختلف الميادين، لتصبح ناقلة عالمية حديثة، تضم تحت جناحها أكثر من 80 شركة متخصصة في صناعة السياحة والسفر تسير وفق رؤية القيادة الحكيمة والتخطيط المحكم لسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة.
يرتكز نجاح طيران الإمارات ومنذ البداية على الابتكار ومعايير الخدمة العالية التي انتهجتها، والتي جعلت منها نموذجاً فريداً، مع الاستمرار في تطوير هذه المنتجات والابتكار والاستثمار في مختلف العمليات والمنتجات والخدمات، فكانت مبادرة سباقة في العديد من المبتكرات، سواء في الأجواء أو على الأرض، وهي منجزات عززت نجاحها على الصعيد العالمي، ومكنتها من مواصلة الربحية.
ولم تقتصر ريادة طيران الإمارات على جانب واحد، بل شملت نواحي عدة، منها التقنيات الحديثة في الطائرات وأنظمة الترفيه الجوي، التي وفرت خيارات متنوعة للمسافرين وعززت ولاءهم، وجعلت منها خياراً مفضلاً للسفر.
بلغ حجم الإيرادات المجمعة لطيران الإمارات خلال العقود الثلاثة الماضية نحو 884 مليار درهم بمعدل نمو تراكمي يصل إلى نحو 18.53%، حيث وصلت الإيرادات مع نهاية السنة المالية الماضية إلى نحو 92.322 مليار درهم مقارنة مع 698 مليون درهم إجمالي الإيرادات خلال السنة المالية 1989 ـ 1990 الامر الذي يشير الى حجم نمو الناقلة.
وتجاوزت أرباح مجموعة طيران الإمارات المجمعة منذ تأسيسها في 25 أكتوبر 1985 نحو 58 مليار درهم. ويتفق خبراء الطيران على أنه وعلى الرغم من أن طيران الإمارات مملوكة بالكامل لحكومة دبي، إلا أنها تطورت من حيث الإمكانات والمكانة من خلال المنافسة مع شركات النقل العالمية التي تستفيد من سياسة الأجواء المفتوحة التي تتبناها دبي. وتعامل حكومة دبي طيران الإمارات ككيان تجاري مستقل بالكامل، وهو ما أدى إلى نجاحها، ولم تتوقف خطوط الطيران عن تحقيق الأرباح السنوية منذ العام الثالث من بدء التشغيل، وذلك على الرغم من التحديات الإقليمية والعالمية.
كما بلغت السعة الإجمالية لطيران الإمارات من الركاب والشحن 61.4 مليار طن كيلومتري متاح ATKM خلال السنة المالية 2017/ 2018، ما عزز مكانتها كأكبر ناقلة دولية في العالم. وقد زادت السعة خلال السنة المالية بنسبة 2% مع التركيز على تحسين العائد. وتسلمت طيران الإمارات 17 طائرة جديدة، منها 8 إيرباص A380 و9 من طراز بوينغ 777-300ER، وخلال السنة المالية أيضاً، خرجت 8 طائرات من الخدمة.