شهدت الأيام الثلاثة الأولى من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، الذي يقام في مركز أبوظبي للمعارض ويختتم فعالياته اليوم توافد 60 ألف زائر، قدموا من داخل الدولة وخارجها، بينما تجاوزت مبيعات الأسلحة في المعرض حاجز الـ27 مليون درهم.
وزار الشيخ زايد بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان، أمس، جناح نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد بالمعرض، وذلك خلال جولته في الحدث التي تفقد فيها الأجنحة والأقسام التي يضمها وتقدم الأدوات واللوازم المستخدمة في الصيد والفروسية، إلى جانب أجنحة التراث والحفاظ على الهوية الوطنية.
واطلع الشيخ زايد بن محمد بن خليفة آل نهيان، بجناح النادي، على أقسامه المختلفة وطبيعة مشاركتها والنشاطات التراثية التي تزخر بها وتعرف على معرض إصدارات ومقتنيات مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد، وشاهد الصور التي يضمها وعددا من الفعاليات التي تقام داخل الجناح كالغزل والسدو والخياطة والأكلات الشعبية وصناعة الفخار والعديد من الفقرات التراثية المميزة.
كما تفقد منصور المنصوري نائب سمو مدير عام مركز سلطان بن زايد، وعدد من مسؤولي النادي، جناح نادي تراث الإمارات ومركز سلطان بن زايد بالمعرض الدولي للصيد والفروسية، وتابعوا سير العمل وأداء الفريق المتواجد به.
كما زار كل من عوض بن الشيخ مجرن رئيس فريق جوالة الإمارات وحرم السفير السعودي لدى الدولة وعدد من الزوار جناح نادي تراث الإمارات الذي حظي بإقبال جماهيري كبير في يومه الثالث.
وحرص المعرض كعادته وفي كل دورة على إبراز الجانب التراثي الإماراتي من خلال مشاركة العديد من الجهات التراثية والثقافية في المعرض، حيث تستقبل الزوار في كل ركن وجناح رائحة القهوة العربية الأصيلة والبخور، ويتسابق المستقبلون لتقديم فناجين القهوة العربية للزائر كتعبير حقيقي عن الترحيب به والاحتفاء بزيارته.
أجنحة عبرت بواقعية عن الحياة البرية
ويجتذب ركن الحرف التقليدية في جناح دائرة السياحة والثقافة في المعرض الدولي للصيد والفروسية اهتمام زوار المعرض، حيث يستمتعون بمشاهدة النسوة وهن يصنعن السدو «غزل الصوف» ومنتجات متنوعة من الخوص «سعف النخيل المجفف» والتلي «التطريز» وفنون نقش الحناء، وغيرها من الحرف التقليدية التي بإمكان الزائر تعلُّم عملها.
التراث في المعرض لا يقتصر فقط على البخور والقهوة وبعض الصناعات التراثية التي حرصت الجهات المعنية بتقديمها، بل إن هنالك شركات حرصت على عرض مقتنياتها الخاصة بالصيد التي تميزة برسوم ونحت يعكس تراث الإمارات.
وتعرض شركة بلازر مجموعة من بنادق الصيد مزينة بمعالم التراث الإماراتي، إلى جانب أخرى مزينة بنحت مستوحى من أبراج الاتحاد، وتترواح أسعار البنادق بين 21 ألف درهم لتصل إلى 370 ألفاً.
وأكد محمد المنياوي، ممثل شركة بلازر في الشرق الأوسط، أن جميع البنادق مصنعة من أجود أنواع خشب الجوز التركي، وتمتاز بدقتها وصناعة الذخائر بعيارات مختلفة بما يتناسب مع نوع الحيوان المراد صيده.
وتعد العروض الحية الأكثر جذباً للجمهور في المعرض، خاصة من محبي عروض الخيول وعروض الجمال، بالإضافة إلى عروض الكلاب البوليسية K9، وعروض الطيور والصقور. كما يزخر معرض 2018 بالعديد من الأنشطة والورش التراثية الخاصة بالبر والبحر، وجدار الأطفال الفني للصيد والفروسية.
ولهواة اقتناء الحيوانات، تشهد الدورة السادسة عشرة من المعرض مزاداً للإبل، بالإضافة للمزاد الإلكتروني. كما يشهد جدول المعرض أنشطة متعددة للتشجيع على رياضات الصيد مثل ميدان الرماية بالسهام ومحاكاة رياضة صيد الأسماك، وجهاز محاكاة رياضة الرماية، وميدان الرماية بالكرات الملونة. وتخصص دورة 2018 من المعرض العديد من الفعاليات للأطفال مثل ورش العمل والألعاب التي من شأنها نشر الوعي البيئي بين الأطفال، وربطهم بهدف المعرض الرامي للتعريف بالتراث والعادات التاريخية.
وتقام أنشطة الأطفال بالتعاون مع مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، ونادي ظبيان للفروسية، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى.
كتاب تفصيلي
وكُشف أمس عن أول كتاب تفصيلي عن طائر الحبارى الآسيوي وبيئته الطبيعية وذلك خلال المعرض، ألفه اثنان من الخبراء المعروفين في هذا المجال هما محمد صالح البيضاني المدير العام للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، والدكتور أوليفييه كمبرو المدير السابق للمركز الوطني لبحوث الطيور التابع للصندوق.
ويضم الكتاب بين دفتيه البيانات التي تم جمعها على مدى عدة عقود من خلال برنامج أبوظبي للحفاظ على الحبارى، إضافة إلى العديد من الأبحاث التي أجريت في هذا المجال عبر نطاق الانتشار الجغرافي الواسع لهذا الطائر الذي يمتد من منغوليا في الشرق إلى منطقة الخليج في الغرب «التاريخ الطبيعي لطائر الحبارى الآسيوي» هو القصة الكاملة لهذا النوع المتفرد.
واستعرضت لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي وضمن مبادرة «ألهمني زايد» مبادرات وطنية مستلهمة من نهج المغفور له الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» خلال مشاركة اللجنة في معرض أبوظبي للصيد والفروسية 2018.
ووفرت شرطة أبوظبي خدمة طلب تراخيص شراء الأسلحة النارية إلكترونياً بالمعرض الدولي للصيد والفروسية أبوظبي 2018.
وأكد العميد سالم حمود البلوشي، مدير إدارة الأسلحة والمتفجرات بقطاع شؤون الأمن والمنافذ، أن الخدمة تعكس جهود شرطة أبوظبي في مجال تقديم أفضل الخدمات للمتعاملين، مشيراً إلى تخصيص مواقع لاستقبال الراغبين في تقديم طلبات رخص حيازة الأسلحة ومساعدتهم على تعبئة استمارات تقديمها إلكترونياً، والتأكد من توفر جميع الوثائق والشهادات المطلوبة قبل تحميلها على البرنامج الإلكتروني، وإرسالها إلى اللجان الأمنية المختصة للبتّ في الطلبات. أيضاً، اطلع زوار المعرض على أهداف دورية السعادة في شرطة أبوظبي وجهودها في نشر الثقافة المرورية، كما تعرفوا على مبادرات تعزيز وتحسين مؤشرات السلامة المرورية في الإمارة، واهتمام الدورية بترسيخ قيم الإيجابية والسعادة.
وبرزت في معرض الصيد هذا العام أجنحة الشركات المتخصصة برحلات السفاري إلى البرية وشركات تحنيط الحيوانات، حيث تقوم العديد من الأجنحة المشاركة بعرض حيوانات مفترسة محنطة مثل الأسد وغيره لجذب انتباه أكبر نسبة من الزوار.
وأكد أحد المشاركين في المعرض من جنوب أفريقيا أن هواية اصطياد الحيوانات المفترسة في ازدياد، حيث يأتي الهواة من جميع أنحاء العالم ومنها الدول العربية.
وعرضت شركة بينونة الإماراتية لمعدات الصيد والرماية خلال مشاركتها في المعرض، بندقية قنص يعود تاريخ صنعها إلى العام 1930.
وقال سعيد الغفلي مدير عام الشركة، إن هذه البندقية صناعة إنجليزية تعرض لأول مرة في معرض الصيد والفروسية في الإمارات، وتتميز بدقة الصنعة ومزودة بمنظار عالي الجودة وحازت على إعجاب هواة الصيد والمهتمين.
وعرضت شركة هارت مان أرابيا مركبة فاخرة لمراقبة سباقات الجمال والخيول، سعرها يصل إلى مليون درهم.
وأوضح مارك هالار، المدير التنفيذي لشركة هارت مان أرابيا، أن السيارة مصنوعة في ألمانيا من قبل شركة مرسيدس، وتمتاز بتوفيرها الشعور بالرفاهية لكن من يقتنيها، حيث يوجد فيها من الداخل كافة وسائل الراحة، وقادرة على السير بالصحراء ساعات طويلة، وفيها سقف زجاجي يمكّن مقتنيها من متابعة رحلات القنص.