أكد الدكتور مصطفى الفقي أن مكتبة الإسكندرية تولى اهتماما كبيرا لتوثيق ذاكرة العرب خاصة في ضوء الدمار الذي ألم بالتراث الحضاري والثقافي لعدد من الدول العربية في السنوات الأخيرة، وأيضا لدعم الذاكرة الجمعية للشباب العربي. جاء ذلك في حفل توقيع اتفاقية المنحة المخصصة لدعم البوابة الالكترونية “ذاكرة العرب” بين مكتبة الإسكندرية وصندوق الأوبيك للتنمية الدولية (أوفيد).
وأضاف مدير مكتبة الإسكندرية أنه يرحب بشكل خاص بالدكتور سليمان حربش المدير العام لمنظمة (أوفيد)، فهو يقدم نموذجا للمثقف العربي الذي يدعم التنمية الثقافية في العالم العربي، ويحمل ودا خاصا لمصر، التي تعلم فيها، وكان وما يزال يعتبرها وطنه الثاني.
من جانبه قال الدكتور سليمان حربش أن مصر لها مودة خاصة في قلبه، فقد عاش فيها في قلوب كل من كانوا حوله سواء من زملاء وجيران أثناء فترة دراسته، وهي بلد موجود في كل التفاعلات في المنطقة العربية، حتي أن النواة الأولي لمنظمة الأوبيك ظهرت في المؤتمر الأول للبترول العربي عام 1959م الذي عقد بالقاهرة، وقد ألهمت مصر الدول النامية بقضايا التنمية.
وتابع أن منظمة (أوفيد) تعمل مع الشركاء في البلدان النامية من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية، وتخفيف حدة الفقر، ودعم مشروعات البنية التحتية، فضلا عن الاهتمام بالتنمية الثقافية بوصفها الركن الرابع من أركان التنمية المستدامة إلي جانب الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ونتطلع إلي أن تكون هذه المبادرة المشتركة مع مكتبة الإسكندرية أكبر بوابة الكترونية لتوثيق تراث الشعوب العربية، والحفاظ على الهوية الثقافية والذاكرة الجماعية للعالم العربي، وحماية التراث الإنساني.
يُذكر أن المشروع الذي أطلقته مكتبة الإسكندرية لتوثيق ذاكرة العرب يشمل بوابة الكترونية، ومطبوعات، وندوات علمية، وشبكة بحثية تجمع الباحثين المهتمين بتوثيق التراث في أرجاء المنطقة العربية.