أعدّت مؤسسة وطني الإمارات تقريراً خاصاً عن أهداف وطرق تدريس المواطَنة، بعنوان «أهداف وطرق تدريس المواطنة في نظم التعليم العالمية»، يعرض ويحلل نماذج وطرق تدريس المواطنة الصالحة في إطار منهج التربية المدنية والتربية الوطنية في دول حاصلة على مراكز متقدمة في تصنيفات نظم التعليم، منها اليابان، وبريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية.
وتناولت الدكتورة أمل بالهول الفلاسي مستشارة الشؤون المجتمعية في مؤسسة وطني الإمارات هذا الموضوع باستفاضة في كتابها «الهوية الوطنية والمواطنة الصالحة»، وكشفت خلاله عن التجارب العالمية في تدريس المواطنة، حيث أشارت في هذا المحور إلى مقارنة بين ثلاث دول هي: بريطانيا، والولايات المتحدة، واليابان، في مؤشرين الأول: الهدف من تدريس مقررات المواطنة، والثاني: الطرق المساهمة في تدريس مقررات المواطنة.
وأوضحت الفلاسي أن الهدف من تدريس مقررات المواطنة في بريطانيا هو تمكين الطلبة من القيام بأدوارهم على المستوى الوطني والدولي وأن يكونوا مواطنين ذوي معرفة، ولأجل فهم النظم الاقتصادية، واحترام الاختلافات، بالإضافة لتنمية شعورهم بالمسؤولية وتزويدهم بالوعي الكافي بواجباتهم وحقوقهم، لافتة إلى طرق المساهمة في تدريس مقررات المواطنة، حيث عرض التقرير أبرز 3 طرق مصنفة حسب الأهمية، ضمت الأولى رفع مستوى التنمية الاجتماعية والثقافية، من خلال مساعدة التلاميذ على اكتساب الفهم والمهارات اللازمة ليصبحوا أعضاء مسؤولين وفاعلين في المجتمع، ورفع مستوى التنمية الثقافية من خلال مساعدة التلاميذ على فهم طبيعة الجماعات المختلفة وإكسابهم قيمة احترام التنوع.
أما الطريقة الثانية فهي تنمية مهارات الاتصال وفحص الإحصائيات ومعرفة طرق الاستفادة منها في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ومهارة استخدام تكنولوجيا المعلومات في تحليل الأحداث والمشكلات ورفع مستوى التحصيل والأداء ووضع أهداف لتنمية الذات، بالإضافة إلى الطريقة الثالثة وهي الاهتمام بالتفكير المنطقي لرفع مستوى التفاعل مع القضايا الاجتماعية والمالية، ومهارات إدارة الأعمال لتنمية إدراك التلاميذ لأهمية تلك المهارات من أجل إثراء الاقتصاد المحلي.
وشرح التقرير خمسة أهداف من تدريس مقررات المواطنة في مدارس الولايات المتحدة الأميركية، وهي الارتقاء بالمجتمع سياسياً وديمقراطياً، وفهم مبادئ حقوق الأفراد، وفهم المشكلات والقضايا المحلية والدولية، ومعرفة وسائل المشاركة السياسية واكتساب مهاراتها، وتحسين حقوق الإنسان.
وقالت: «من طرق تدريس المواطنة في الولايات المتحدة مدّ برامج تربية المواطنة ضمن المناهج الدراسية من خلال الدراسات الاجتماعية التي تتضمن التربية الوطنية والمواطنة، ومادة التاريخ التي تعلّم الطلبة التاريخ الأميركي، ونظام الحكم، والقيم الديمقراطية، كما تركز مادة التربية الوطنية على تدريس الطلبة مواضيع الحقوق والواجبات، والقانون، والمسؤولية، ودور المواطن في البناء والإنتاج، والاهتمام بالقضايا التي تواجه المجتمع الأميركي مثل «الجريمة، والهجرة»، والقضايا العالمية مثل «الطاقة، والسلام»، ويمكن أن تساهم المعسكرات والأنشطة المدرسية في تدريس المواطنة، حيث يستطيع الطالب أن يتعرف ويتوافق مع العرقيات الأخرى من خلال أنشطة المعسكرات المدرسية».
اليابان
وأشارت الفلاسي إلى أن الهدف من تدريس مقررات المواطنة في اليابان تثبيت قيمة احترام الذات والآخرين والإنسانية عند الطلبة، بالإضافة إلى فهم الثقافات والشعوب المختلفة، وتنمية تحمل المسؤولية تجاه المجتمع، وزيادة الوعي بالقضايا المحلية والعالمية، مبينة أن اليابان تستفيد من برامج الأنشطة المدرسية، والأنشطة التطوعية، وأندية اليونسكو في مدارس اليابان الثانوية من أجل تدريس المواطنة، حيث يعقد مؤتمر سنوي لمناقشة الطلاب في مجال التربية الدولية، حيث يقدم الطلبة اليابانيون بحوثاً في مجالات الأنظمة التعليمية الآسيوية، والمشكلات العنصرية في العالم، والبيئة، وحقوق الإنسان.
وتشير الإحصائيات العالمية حول التنمية المستدامة والمواطنة العالمية في المناهج حسب الإحصائيات الواردة في نسخة «التقرير العالمي لرصد التعليم 2018/2017»، الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، إلى أن الفترة من 2000 إلى 2008، ذكرت 25% من الكتب المدرسية في كل أنحاء العالم موضوع المواطنة العالمية التي تهدف إلى غرس مجموعة من المبادئ في عقول ونفوس الطلبة مثل العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان، و10% من الكتب الدراسية احتوت على بيانات عن مواضيع التنوع والتسامح والسلام.