نبيل الكثيري – ابوظبي
شعار اليوم الدولي للسلام لعام 2018 هو “الحق في السلام” الذي لن اخبركم الى اين ذهب ليعيش بسلام الا في اخر المقال، فقد مرت 70 عاما منذ إقرار الأعلان العالمي لحقوق الإنسان ومن بين تلك الحقوق حقه العيش في سلام ووئام في بيته وفي الشارع والمجتمع الذي ينتمي اليه ووطنه ومختلف أماكن توجده.
ان أي احتفالية بالسلام في مثل الظروف التي نراها في حياتنا اليومية وفي المنطقة العربية واغلبية دول العالم يعد ضحكا على اللحى فالعصابات الارهابية والحروب العنصرية والمذهبية تفتك بالإنسان يوما بيوم بل كل ساعة ودقيقة وربما كل ثانية.
اذا ارادت الأمم المتحدة منا ان نحتفل بيوم السلام العالمي والذي يصادف اول أيام الخريف حسب التقويم العالمي 21 سبتمبر من كل عام فعليها ان تقدم ما يوحي بذلك حتى تساعد على إرساء أسس السلام في المنطقة ومن بينها سوريا واليمن والتي تمثلان اخطر المناطق التي يحتدم فيها الصراع بين قوى الخير وقوى الشر وعلى راسها ايران التي تريد ان تفرض احتلالها على تلك الدولتان العربيتان.
مع الأسف الأمم المتحدة لا تساعد باي شكل على نشر السلام عندما تعين لجان تحري للحقائق جل ما تعمله هو تزوير الحقائق واضفاء الشرعية للأنظمة السلطوية والعصابات الإرهابية مثل الحوثيين في اليمن الذين انقلبوا على الحكومة الشرعية، عبر صنيعتها مجلس حقوق الانسان الذي شكل فريق غير محايد من الخبراء للتحقيق في احداث اليمن حيث كان تقريرهم المقدم يساعد على اشعال المزيد من المواجهات والحروب بعد ان اعطى للحوثببن املا بالاستمرار وتجاهل جرائمهم التي ارتكبوها في السنين الماضية بحق أبناء اليمن وقوات التحالف العربي التي أتت لليمن بناء على طلب رسمي من الحكومة الشرعية لليمن لاستعادة السلطة التي اغتصبها الحوثيين ومن معهم من الانقلابيين، كما تجاهل ارادة سبعة ملايين من ابناء الجنوب بحق تقرير المصير واقامة دولتهم المستقلة مثل ما كانت قبل عام 1990.
الى اين ذهب السلام؟ ومن هم الذين لهم الحق في السلام؟ وهل الحوثيون يرغبون في التفاهم والسلام؟ بالطبع كلا، فهم تجار حروب يستمدون قراراتهم وتوجهاتهم من ايران التي تريد التصعيد في المنطقة حتى تشغل المجتمع الدولي عن أمور أخرى تشكل أولويات لها والدليل مناوراتهم وعدم حضورهم الى جنيف للتشاور مع وفد الحكومة الشرعية حول وضع خطة للسلام لعلمهم بان حضورهم سيكشفهم امام المجتمع الدولي.
تأمل مننا المنظمة الدولية ومجلس حقوق الانسان المشاركة في الدفاع عن حقوق الآخرين سواء في العمل أو في المدرسة أو في المنزل بينما المنظمة والمجلس تهدر حقوق الملايين من السوريين واليمنيين وغيرها من الشعوب المستضعفة، ان حقوق الناس يجب ان تكون متساوية دون تفرقة مثل ما يحدث في دول الشمال كالدنمكارك والنمساء والنرويج والسويد وغيرها من الدول التي ذهب السلام ليعيش فيها بسعادة وهناء دون ان يعكر صفوه احد.