أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، أن الانتخابات تقود الشباب إلى وعي أشمل في طرح قضايا الوطن، وبين أن أهم التحديات التي تواجهنا في التجربة الانتخابية الحالية هي خلق ثقافة انتخابية والوصول إلى 224 ألف ناخب وناخبة وحثهم على المشاركة في التصويت وهذه مسؤولية مجتمعية تقع على جميع أبناء الإمارات ونجاح هذه التجربة يعزز مسار التنمية وبناء نموذج إماراتي متميز يحقق المشاركة السياسية ويحافظ على المنجزات والمكتسبات وتعزيز التنمية.
داعياً الشباب الإماراتي للمشاركة بشكل إيجابي وفاعل في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2015 خاصة أنهم يشكلون 40 % من قوائم الهيئات الانتخابية، منوهاً في الوقت ذاته بأن اللجنة الوطنية للانتخابات حريصة كل الحرص على التواصل مع الشباب والاستماع لآرائهم واقتراحاتهم والنقاش معهم وتثقيفهم وتوعيتهم بأهمية المشاركة، كون العملية الانتخابية محوراً رئيسياً في مسيرة التطوير والتنمية الشاملة.
جاء ذلك خلال محاضرة نظمها برنامج قيادات حكومة الإمارات حول انتخابات المجلس الوطني الاتحادي بالتعاون مع اللجنة الوطنية للانتخابات وألقاها معاليه، أمام خريجي ومنتسبي البرنامج، أشاد فيها بجهود الحكومة ودورها البارز في دفع عجلة التطوير على المستويات كافة، من خلال إتاحة الفرصة أمام شريحة الشباب للمساهمة في مسيرة التقدم عبر تعزيز قدراتهم وغرس الثقة في نفوسهم بأنهم بناة المستقبل المشرق.
وأشار إلى أن الإناث يشكلن 48 % من القوائم الانتخابية وبالتالي المرأة تستطيع الوصول إلى عضوية المجلس الوطني من دون تصويت الرجل لها، مشيراً إلى أن الكوتة أمر غير وارد والمرأة تسطيع الوصول إلى المجلس من خلال الانتخاب أو التعيين، وحظوظ المرأة كبيرة وتعتمد على قدرتها للوصول إلى المخزون الضخم من الأصوات النسائية، معبراً عن اعتقاده أن الانتخابات في الإمارات لا تزال تقوم على العلاقات الشخصية.
وقال إن مفتاح النجاح في الانتخابات للمرشح أو المرشحة على حد سواء هو العمل الشاق والجاد للوصول إلى الناخبين وبناء شبكة علاقات وطرح برنامج انتخابي غير تقليدي.
وقال معاليه إن نجاح دولة الإمارات وتميزها على مدار السنوات الماضية مصدرهما رؤيتها المستقبلية التي تعتمد على الشباب وتوظيف طاقاتهم وقدراتهم على الوجه الأمثل في تحقيق أهدافها التطويرية وتنفيذ خططها الاستراتيجية، مشيراً إلى أن الانتخابات في الإمارات تمت بكل تنظيم ورقي وعكست عمل حضري ومدني وانطباع إيجابي نريد تأصيله.
وفي هذه الانتخابات سوف نرى مرشحين كانوا أعضاء سابقين في المجلس الوطني، مبيناً أن انتخابات 2015 تتضمن الكثير من المستجدات منها التصويت المبكر والصوت الواحد والتصويت خارج الدولة والتوسع في المشاركة السياسية وعدد مراكز الانتخابات التي تصل إلى 36 مركزاً انتخابياً سيكون بينها خمسة مراكز في دبي تغطية الانتخابات في الإمارة، في حين أن عدد مراكز التصويت في 2011 بلغ 13 مركزاً في انتخابات 2006 كان 7 مراكز.
وأكد معاليه أن الشباب الإماراتي كان ولا يزال ركيزة أساسية لاستراتيجية الحكومة، إذ تحرص الجهات الحكومية على إشراكهم في مختلف مفاصل العمل نظراً لما تمثله هذه الشريحة من أهمية بالغة في رسم الخطط الاستراتيجية، ومن هنا تتجلى أهمية مشاركتهم في انتخاب من يمثلهم في المجلس الوطني الاتحادي، لينقل صوتهم ويعبر عن آمالهم وطموحاتهم، بما يقود إلى التطور ومتابعة مسيرة تقدم الإمارات في المجالات كافة.
وأشار معاليه إلى أن ما نطمح له هو مشاركة فاعلة في العملية الانتخابية لتعزيز نهج تمكين المواطنين من المساهمة في رسم مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
وأنه لا بد من ممارسة الهيئات الانتخابية وخاصة فئة الشباب لحقهم الانتخابي وإنجاح مسيرة التمكين باعتبارها أفضل أداة لدعم برنامج تعزيز المشاركة السياسية والسير به قدما، منوهاً بأن مشاركة الهيئات الانتخابية في الانتخابات المقبلة مسؤولية وطنية .
وأوضح معالي الدكتور أنور قرقاش أن المجلس الوطني الاتحادي دعم وساند على الدوام جميع الإجراءات التي تصب في خدمة الوطن وأمنه واستقراره، منطلقاً من إيمانه العميق بأن تحقيق متطلبات المواطنين في جميع المجالات الصحية والتعليمية والثقافية والاقتصادية هو الوسيلة الفعالة لبناء الشباب المؤمن بقضايا وطنه والقادر على تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه للارتقاء بالدولة إلى المراتب التي تستحقها إقليمياً وعالمياً.
وأضاف أن الإمارات حققت خلال الأعوام الماضية تراكماً نوعياً وتقدماً في خدماتها وطبيعة مواردها البشرية وجميع الجوانب محققة تنمية شاملة طالت الإنسان والمكان وأصبحت الدولة من أفضل الدول في التعليم ومعدلات العمر في الإمارات تعكس الوعي الصحي كذلك إقبال المرأة على العمل وتبوؤها للمناصب القيادية كشريك كامل للتنمية يعكس الصورة الحضارية للإمارات التي قدمت ولا تزال مختلف التسهيلات ورسخت وجود مجتمع متطور ومتميز.
ونوه بأننا نريد الوصول إلى المكان الأفضل للمواطن والوطن وهذا يحتم على الجميع مسؤولية المشاركة في مسيرة البناء والمحافظة على الإنجازات وهذه المسؤولية تتطلب التدريب والتعليم والسعي للأفضل تحت مظلة الاتحاد .
ولفت إلى أهمية تطوير المشاركة السياسية وكان البدء في المجلس الوطني الاتحادي إحدى المؤسسات الدستورية في الدولة بدأ مع بداية الاتحاد وكان التعيين في أعضائه يقتصر على الذكور ولعب دوراً مهماً في مناقشة التشريعات والقوانين، وفي 2005 كان خطاب التمكين لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، لتعزيز دور وصلاحيات المجلس الوطني الاتحادي ومشاركة وانتخاب نصف الأعضاء .
وشهدت التجربة الأولى للانتخابات دخول المرأة لعضوية المجلس الوطنية ونجاحاً عبر الانتخابات، منوهاً بأن دولة الإمارات سبقت الربيع العربي بست سنوات ومن هذا الواقع العقلاني رسمنا خارطة طريق التزمنا بها لتطوير عمل المجلس الوطني بالتدريج عبر استشراف المستقبل.
وأضاف أن تجربة الانتخابات في 2006 كانت مشاركة سياسة محدودة وصل عدد أعضاء الهيئات الانتخابية فيها إلى أقل من 7 آلاف وارتفع هذا العدد ليصل في انتخابات 2011 إلى أكثر من 134 ألف وفي انتخابات 2015 وصل العدد إلى 224 ألفاً وهذا العدد يمثل أقل بقليل من نصف مواطني الدولة ممن أعمارهم فوق 21 سنة.