بدأت هيئة الطرق والمواصلات مؤخراً التشغيل التجريبي للمرحلة الرابعة من مشروع المركبات ذاتية القيادة داخل المدينة المستدامة الواقعة في منطقة “دبي لاند” بشارع القدرة وذلك بمسار يبلغ طوله 1250 متراً، والذي يأتي في إطار حرص الهيئة على تعزيز استراتيجية حكومة دبي الرامية إلى جعل 25% من النقل الجماعي تتم بمواصلات ذاتية القيادة بحلول عام 2030 .
وأوضح أحمد بهروزيان المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة ورئيس لجنة المواصلات الذكية والمستدامة بالهيئة، أن التشغيل التجريبي للمركبة الذكية في المدينة المستدامة يأتي بعد التجارب الناجحة لتشغيل المركبة الذكية في مراحلها الثلاث الأولى، حيث يعتبر هذا التشغيل الذي يستمر حتى نهاية شهر سبتمبر الحالي، جزءاً رئيساً من خطة هيئة الطرق والمواصلات لاختبار التقنيات الخاصة بوسائل النقل ذاتية الحركة في بيئة دبي المناخية، مشيراً إلى أن الهيئة تهدف من التشغيل التجريبي للمركبة الذكية إلى توعية السكان بتقنية المركبات ذاتية القيادة، والتعريف باستراتيجية حكومة دبي للتنقل الذكي ذاتي القيادة .
وأضاف: لقد تم تصميم المركبة الذكية التي أنتجتها “شركة إيزي مايل”، بحيث تتسع لـ 8 ركّاب، ولقطع مسافات قصيرة ومسارات مبرمجة سلفا وفي بيئات متعددة الاستخدامات، وهي تسير على مسارات افتراضية يمكن برمجتها بسهولة لإجراء انتقالات مفاجئة حسب الطلب، ومجهّزة بجميع متطلبات وضوابط السلامة لتحديد مسارها حسب ما هو مخطط له، ويمكن لنظام الاستشعار والنظام الذكي للمركبة التعامل مع أية عوائق في طريقها ويجنبها التصادم.
وأشار بهروزيان، إلى أن هذا التشغيل يأتي في إطار مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مؤخراً، مع شركة “دايموند ديفيلوبرز” المطوّر لمشروع المدينة المستدامة والتي تؤكد حرص الهيئة على عقد شراكات مع القطاعين الحكومي والخاص، بما يخدم أهدافها الاستراتيجية في التنقل الذكي.
ومن جانبه، قال فارس سعيد: الرئيس التنفيذي لشركة “دايموند ديفيلوبرز” مطوّر مشروع المدينة المستدامة: “تعتبر المواصلات أحد أكبر القطاعات المسببة لانبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم. وإدراكًا منا لهذه الحقيقة، فقد اعتمدت المدينة المستدامة العربات الكهربائية الصديقة للبيئة في جميع وسائل نقل المدينة ومركبات الخدمات، ويمثل تشغيل المركبة ذاتية القيادة في المدينة المستدامة خطوة جديدة في رحلتنا نحو استخدام وسائل النقل العام الأذكى، لدعم مبادرة مدينة دبي الذكية، والتناغم مع توجيهات واستراتيجيات الحكومة في ما يخص التنقل ذاتي القيادة، وبالتالي توفير حلول اكثر استدامة في مجال النقل”
يذكر أن المركبة الذكية تعد صديقة للبيئة بنسبة 100%، وتسير بالطاقة الكهربائية لمدة زمنية تقدر بثماني ساعات، و 8 ركّاب ” 6 مقاعد للجلوس ومكانان للوقوف” و بمتوسط سرعة 20 كيلو متراً في الساعة. وهي مصممة للتحرك في الشوارع الداخلية المغلقة مثل المجمعات السكنية وأماكن الترفيه، وتتسم بمعايير عالية من السلامة والأمان، لأنها تراقب المسار الذي تتحرك فيه من أربع جهات عبر نظام “جي بي إس”، ومن خلال حسّاسات الليزر المزودة بها، ما يمكنها رصد أي جسم على بعد 40 مترا، ويمكنها إبطاء سرعتها تلقائيا حال ظهور جسم على مترين، بينما تتوقف تماما حال اقتراب الجسم من مسافة أقل من مترين.