لم تفلح محاولات حكومة الدوحة وتنظيم الحمدين في التشديد على الحجاج القطريين وفرض قيود لمنعهم من أداء فريضة الحج، في إطار مساعي تميم بن حمد وحلفائه الإيرانيين لإثارة الشائعات كذباً حول منع المملكة العربية السعودية للحجاج القطريين من أداء شعائر الحج.
بعض المواطنين القطريين فضلوا عدم الخضوع لسياسة تميم بن حمد آل ثاني المتعنّتة معهم، ومضوا في إجراءات الحج، وذهبوا بالفعل لأداء الفريضة، ولقوا حفاوة الاستقبال من السعودية مثلهم مثل باقي حجاج بيت الله الحرام من باقي الدول الإسلامية والعربية، إلا أن هم العودة أصبح كابوساً يؤرقهم مع مخاوف الاعتقال، بعد مخالفتهم لسياسات الدوحة المعادية للدول العربية والمملكة بصفة خاصة.
لم تكن المخاوف بعيدة عن أذهان الحجاج القطريين حتى أثناء أدائهم للشعائر المقدسة، إذ رفضوا التصوير بمكة المكرمة خوفاً من بطش النظام بعد عودتهم إلى ديارهم، لافتين إلى أنهم اضطروا لدخول المملكة عبر الكويت وعُمان.
ووصف موقع «العرب مباشر»، المتخصص في الشأن القطري، رحلة الحجاج القطريين الذين اضطروا للمكوث بضعة أيام في الكويت وعُمان بعد إنهائهم لفريضة الحج لنفي شكوك نظام الحمدين عنهم بذهابهم إلى المملكة العربية السعودية، لا سيما وأن الدوحة سخرت أمنها وسلطاتها للحيلولة دون خروج حجاج إلى بيت الله الحرام منها، في محاولة لإثبات مزاعمها حول ما دعت إليه سلفاً بشأن «تدويل الأماكن المقدسة بالسعودية»، بذريعة منع الحجاج من أداء المناسك.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل أجبرت السلطات القطرية المواطنين القطريين على التوقيع على تعهدات بعدم الذهاب إلى السعودية لأداء الحج والعمرة قبل مغادرتهم للدوحة، حسبما أفادت المصادر المطلعة بالداخل القطري، ما أثار حالة من الرعب لدى الراغبين في أداء منسك الحج.
وقد سخر الإرهابي يوسف القرضاوي، وهو من تأويه قطر مع قائمة طويلة من إرهابيي الإخوان، تغريداته لتقديم فتاوى للناس بعدم الحاجة للحج، في مخالفة فادحة لأركان الدين الإسلامي الخمس. قال القرضاوي عبر حسابه الشخصي بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «هذا الحج ليس لله تعالى حاجة فيه.. الله غني عن العباد».
وعلق حاج يدعى الخليل ولد اجدود، على مجهود المملكة في موسم الحج لخدمة الحجاج وحرصها على تقديم الرعاية الصحية لهم. وقال الحاج عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: تعرضت لوعكة صحية تم على أثرها نقلي في سيارة إسعاف إلى مستشفى الملك فهد في جدة وبقيت فيه لساعات عدة.
وأضاف: عندما أخرجت بطاقة الضمان الصحي الدولية قال لي الموظف بهدوء أنت حاج والخدمات الصحية تقدم للحجيج مجاناً بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي. وتابع: الأموال الهائلة التي تصرفها السعودية على الرعاية الصحية لمليوني مسلم صرفت قطر ضعفها بشهادة رئيس وزراء الجزائر في سنوات لقتل وتشريد الملايين، عبر رعايتها مالياً وإعلامياً لخريف العرب.
«أخبار الساعة»: قطر فشلت في تسييس الحج
ألقت نشرة «أخبار الساعة» الضوء على فشل تنظيم الحمدين الحاكم في قطر في تسييس فريضة الحج هذا العام، وإخفاق مساعيها في إحراج المملكة العربية السعودية بمزاعم عرقلة مواطنيها من أداء الفريضة. وأشارت إلى أن المملكة بتخصيصها موقعاً لاستقبال طلبات الحجاج القطريين للتسجيل مباشرة لأداء هذه الفريضة من دون اللجوء إلى السلطات القطرية التي تجاهلت عن عمد التنسيق مع الجانب السعودي في هذا الشأن، أحبطت المخطط القطري.
وأضافت نشرة «أخبار الساعة» إن الرهان القطري فشل، «ليس فقط بسبب انكشاف زيف ما تروجه من معلومات، وإنما أيضاً لأن المملكة العربية السعودية أظهرت نجاحاً منقطع النظير هذا العام في إدارة موسم الحج هذا العام وتنظيمه بشهادة جميع دول المنطقة والعالم». واعتبرت أن النجاح السعودي في إدارة موسم الحج أربك قطر مجدداً، وجعلها تلجأ إلى مفتيها الخاص المدعو يوسف القرضاوي، ليصدر فتوى جديدة وشاذة تنال من مكانة فريضة الحج.
كما وعدت النشرة أن فتوى القرضاوي تؤكد أنه «ليس سوى أداة في أيدي قطر توظفه لخدمة أجندتها السياسية، حتى ولو من خلال هذه النوعية من الفتاوى الغريبة التي تشكك في أحد الأركان الرئيسية للإسلام، بل وتثير الجدل حول أحد الثوابت الإسلامية التي لا يمكن لأحد النيل منها أو التشكيك فيها».
وقالت «لقد انكشف قناع قطر الحقيقي وتأكد للجميع أنها دولة غير مسؤولة لا تأخذ في الاعتبار مصالح شعبها من ناحية، ولا تلتزم بمقتضيات ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى من ناحية ثانية، فمواقفها السياسية الشاذة، وإعلامها الذي يحرض على الفتنة ويثير العداوات بين الأشقاء تؤكد أنها تشكل بالفعل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار دول المنطقة». وخلصت إلى أن قطر أصبحت مكشوفة الآن أكثر من أي وقت مضى.