يشارك المجلس الوطني الاتحادي في الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية الذي يصادف الثامن والعشرين من شهر أغسطس، ويقام تحت شعار «المرأة على نهج زايد»، بما يجسد الإنجازات التي تحصد المرأة الإماراتية ثمارها والتي تعكس رؤية القائد المؤسس المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث أثبتت المرأة حضورها القوي وعطاءها الفاعل والمتميز في خدمة وطنها في مختلف المجالات والقطاعات، ولا سيما على صعيد مشاركتها في عملية صنع القرار من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي.
ويقود صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مسيرة تمكين المرأة لتتبوأ أعلى المناصب في المجالات كافة، مستكملاً خطة الدولة الاستراتيجية التي استهدفت المرأة في بدايات تأسيس الدولة وركزت في حينها على تعليمها وتمكينها، بوصفها مربية الأجيال والشريك الفاعل في عملية البناء والتنمية، وتقلدت حقائب وزارية وحصلت على عضوية ورئاسة المجلس الوطني الاتحادي ومثلت بلادها كسفيرة في الخارج، كما سجلت حضورها في السلك القضائي.
وشهدت مسيرة الحياة البرلمانية محطات مهمة في عهد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، حظيت برعاية واهتمام وتوجيه من قبل سموه ترجمة للبرنامج السياسي الذي أعلنه سموه عام 2005م الذي يعد المجلس الوطني الاتحادي أحد مرتكزاته الأساسية، وما تضمنه من تنظيم انتخابات لنصف أعضاء المجلس خلال الأعوام 2006 و2011 و2015، والتي تم خلالها زيادة أعداد الهيئات الانتخابية من سبعة آلاف عام 2006م في أول تجربة انتخابية إلى ما يقارب من 224 ألف ناخب عام 2015، كما تم إجراء تعديل دستوري رقم «1» لسنة 2009م، ومشاركة المرأة ناخبة وعضوة.
وفي خطوة عززت من موقع الإمارات في مصاف الدول المتقدمة في دعم مشاركة المرأة في الحياة السياسية والعمل البرلماني، تضمن مرسوم صاحب السمو رئيس الدولة رقم «6» لسنة 2007 بتشكيل المجلس الوطني الاتحادي في الفصل التشريعي الرابع عشر تعيين تسع نساء تم انتخاب مرشحة واحدة منهن في انتخابات عام 2006 لعضوية المجلس في التجربة الانتخابية الأولى التي شهدتها الدولة لتشكل نسبة النساء في المجلس الوطني 22.2%.
وتضمن تشكيل المجلس في فصله التشريعي الخامس عشر الذي بدأ بتاريخ 15 نوفمبر 2011، سبع عضوات واحدة منهن فازت بالانتخابات، وحصلت المرأة على منصب النائب الأول لرئيس المجلس، كما تضمن مرسوم تشكيل المجلس الوطني الاتحادي في فصله التشريعي السادس عشر الذي بدأ في شهر نوفمبر 2015 تسع سيدات واحدة منهن فازت بالانتخاب، وأصبح عدد العضوات ثماني بعد تعيين وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي من عضوات المجلس.
وأكد صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، في خطاب افتتاح الدور الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر في 12 فبراير 2007 «أن ما يميز مجلسكم اليوم هو التواجد القوي للمرأة، الأمر الذي يعكس الثقة اللامحدودة بقدراتها، ودورها ومساهماتها الفاعلة في دفع مسيرة العمل الوطني نحو آفاق أرحب، وممارسة العمل التنفيذي والتشريعي بكل اقتدار».
وسجل المجلس الوطني الاتحادي ريادة لاقت كل الترحيب والتقدير على الصعيدين الداخلي والخارجي، بانتخاب معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيساً للمجلس للفصل التشريعي السادس عشر في الجلسة الأولى من دور انعقاده العادي الأول التي عقدها يوم الأربعاء بتاريخ 18 نوفمبر 2015، كأول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يعكس نجاح المرأة الإماراتية ومشاركتها الفاعلة في صناعة القرار في إطار حرص القيادة الحكيمة على تمكين المرأة وتسخير جميع الإمكانيات لتعزيز مشاركتها في مختلف مناحي الحياة.
المرأة الإماراتية تضطلع من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي بدور متميز على الصعيد الداخلي بمشاركتها في جميع مناقشات المجلس وبحرصها على المشاركة في الفعاليات البرلمانية الإقليمية والدولية.
وتضطلع المرأة الإماراتية من خلال عضويتها في المجلس الوطني الاتحادي بدور متميز على الصعيد الداخلي بمشاركتها في جميع مناقشات المجلس وبطرح الأسئلة على ممثلي الحكومة، ومناقشة الموضوعات العامة، وحازت منصب النائب الأول لرئيس المجلس في الفصل التشريعي الخامس عشر، وترأست عدداً من اللجان الدائمة والمؤقتة، وكان لها دور فاعل من خلال مشاركتها في المؤتمرات الخارجية على الصعيدين العربي والإقليمي والإسلامي والدولي.
وقد كرم المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات الذي استضافه مجلس النواب الأردني في شهر مايو 2016 وعقد تحت عنوان «المرأة في الحياة السياسية: التقدم بخطى حثيثة»، دولة الإمارات العربية المتحدة بمنحها شهادة تقدير المنتدى عن فئة «دعم المرأة في المناصب البرلمانية» لريادتها بانتخاب أول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط، حيث تم عرض مسيرة تمكين المرأة الإماراتية، وجهود دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة الحثيثة في تمكين المجتمع عن طريق المرأة، باعتباره أمراً حاسماً في تفعيل المشاركة السياسية في الدولة، وفي صناعة التغيير الإيجابي في المجتمع.
واستطاعت دولة الإمارات بما هيأته القيادة الرشيدة ومجتمع الإمارات من مواصلة رعاية مسيرة تمكين المرأة الإماراتية، ترسيخ ريادتها وقيادتها إقليمياً وعالمياً على صعيد تمكين المرأة والشباب ولا سيما في العمل البرلماني، وقد جاءت استضافة «القمة العالمية لرئيسات البرلمانات» التي نظمها «المجلس الوطني الاتحادي» بالتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي تحت شعار «متحدون لصياغة المستقبل»، برعاية كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسـة الاتحاد النسـائي العـام، الرئيـس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» التي عقدت في أبوظبي خلال الفترة 12-13 ديسمبر 2016م، تعزيزاً لهذه الريادة كونها قمة غير مسبوقة عالمياً وتعد الأولى من نوعها على صعيد العمل البرلماني الدولي بالنظر إلى عدد المشاركين فيها من قادة سياسيين ومسؤولين حكوميين وقطاع خاص ورؤساء منظمات دولية وعلماء ومخترعين وشباب.