تعد المرأة الإماراتية شريكا حيويا فاعلا و أساسيا في مسيرة التنمية المستدامة الشاملة التي تشهدها الدولة.. متسلحة بالعلم والمعرفة و بالإرادة الصلبة والإصرار على الإنجاز.
وتقديرا لما حققته المرأة الإماراتية من إنجازات تحتفل الإمارات بعد غد بـ”يوم المرأة الإماراتية” الذي يصادف 28 أغسطس من كل عام وهو اليوم الذي كانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة “أم الإمارات” قد أعلنته خلال شهر نوفمبر عام 2014 ليكون مناسبة وطنية وذلك تزامنا مع ذكرى تأسيس الاتحاد النسائي العام في الـ 28 من أغسطس عام 1975.
و يقام الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية في دورته الرابعة هذا العام تحت شعار / المرأة على نهج زايد/ الذي أطلقته سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بهدف تسليط الضوء على إنجازات المرأة التي سلكت الطريق الذي وضعه لها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه.
وقد استهل الاحتفال بيوم المرأة الإماراتية في عام 2015 وأقيم تحت شعار “المرأة الجندية” فيما أقيم احتفال عام 2016 تحت شعار / المرأة والابتكار/ و حمل احتفال العام 2017 شعار “المرأة شريك في الخير والعطاء”.
وتقول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إن الاحتفال بـ”يوم المرأة الإماراتية ” يعتبر فرصة للاعتزاز بإنجازاتها على الصعيدين المحلي والدولي ووسام تكريم وتقدير للمرأة الإماراتية الحاضرة والغائبة حيث كان للمرأة إسهامات كبيرة وكثيرة في آن واحد في مسيرة مجتمع الإمارات عبر العصور ومن حق المرأة أن يحتفي بها جميع أفراد المجتمع.
وجاء اختيار يوم 28 اغسطس للاحتفال بإنجازات المرأة ترسيخا للدور المتميز الذي لعبه الاتحاد النسائي العام والجمعيات المنضوية تحته منذ قيام الدولة في الدفع بمسيرة تقدم وتمكين وريادة المرأة في الدولة إذ يعتبر 28 أغسطس اليوم الذي باشر فيه الاتحاد النسائي العام عمله ورسم فيه خريطة عمل موحدة لجهود تمكين المرأة الإماراتية.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة سباقة في تقدير المرأة فمنذ تأسيس الاتحاد، والمرأة تحقق مكاسب متتالية بفضل الدعم من القيادة الرشيدة التي لم تدخر جهدا لخدمة الإنسان الإماراتي بشكل عام والمرأة بشكل خاص حيث أظهرت مؤشرات التنافسية العالمية تطورا مذهلا للمرأة في المجالات كافة.
وعملت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “أم الإمارات” منذ بداية سبعينات القرن الماضي على استثمار الفرص المتاحة للمرأة في الدولة وعلى توحيد جهودها في إمارات الدولة كافة في منظومة واحدة ومظلة واحدة وهو الاتحاد النسائي العام الذي تأسس عام 1975 ليكون الممثل الرسمي للمرأة بمباركة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وباني نهضة الإمارات حيث كان حريصا على إزالة جميع المعوقات التي تقف حائلا أمام تقدم المرأة والاعتراف بحقوقها.
وقد سارت على خطى زايد في تمكين المرأة القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
ويؤكد إعلان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تخصيص يوم للاحتفال بإنجازات المرأة في الإمارات واختيار يوم 28 أغسطس من كل عام لهذا الاحتفال مدى حرص سموها على توحيد جهود المرأة وعلى اعتماد النهج التشاركي في العمل وهذه خاصية ميزت العمل النسائي في الدولة.. حيث أصبح الاتحاد النسائي العام شريكا استراتيجيا للحكومة في دولة الإمارات وداعما لجميع السياسات العامة التي تخدم المرأة.
وتقول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إن المرأة الإماراتية تستحق من جميع فئات المجتمع الاطلاع على ما حققته من إنجازات أثبتت من خلالها أنها مؤهلة لأن تشارك أخيها الرجل في مسيرة التنمية في البلاد وكذلك بأن تكون قادرة على رعاية أسرتها وأطفالها ومؤدية لدورها بكل ثقة واقتدار.
وحظيت المرأة الإماراتية بدعم ومساعدة فعلية ومساواة كاملة بينها وبين الرجل من جانب القيادة الرشيدة لذلك فقد تحقق في الإمارات التوازن بين الجنسين وأصبحت المرأة متواجدة في كل الوظائف الفنية والمهنية وفي كل القطاعات الحكومية والخاصة وأثبتت جدارتها في الدفع بمسيرة التنمية في البلاد إلى مستويات متقدمة.
كما وصلت المرأة الإماراتية إلى أعلى المناصب حيث تولت رئاسة المجلس الوطني الاتحادي بالإضافة إلى عضويته وتشكل المرأة في المجلس نسبة تبلغ حالياً 20 % كما و صلت إلى مجلس الوزراء حيث تحتل المرأة 9 مقاعد فيه وهي أيضا تشغل مناصب مهمة في مختلف القطاعات فهي المهندسة والطبيبة والمحامية والدبلوماسية وتشكل نسبة 66 % من الوظائف الحكومية 30 % منها في مواقع اتخاذ القرار.
وتظهر قاعدة بيانات النوع الاجتماعي بالاتحاد النسائي العام مدى التقدم الذي أحرزته المرأة الإماراتية في مجالات مختلفة.. و على صعيد السلك الدبلوماسي تم تعيين 6 سفيرات في بعثات الدولة في نيويورك وإسبانيا والدنمارك ولاتفيا والبرازيل وفنلندا بالإضافة إلى قنصل في الصين كما توجد امرأة واحدة بدرجة وزير مفوض من الدرجة الأولى و 3 سيدات بدرجة وزير مفوض و8 سيدات بدرجة مستشار و30 سيدة بدرجة سكرتير أول و62 سيدة بدرجة سكرتير ثاني و61 سيدة بدرجة سكرتير ثالث و63 ملحق حيث يبلغ عدد الموظفات الدبلوماسيات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي 234 من إجمالي 741 موظف.
كما تتواجد المرأة الإماراتية في سلك القضاء والنيابة العامة حيث توجد قاضيتان في المحكمة الابتدائية وقاضيتان في المحكمة العسكرية ووكيلتا نيابة بالإضافة إلى 17 مساعد وكيلة نيابة والمأذونة الشرعية.
أما بالنسبة للمؤشرات العالمية الخاصة بالمرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة تعد الإمارات الأولى عالمياً في مؤشر معدل التحاق المرأة بالتعليم العالي.. وحققت المركز الأول عالمياً في مؤشر إلمام المرأة بالقراءة والكتابة وكل من مؤشري مشاركة المرأة في التعليم الإعدادي والتعليم الثانوي.
وفي عام 2014 تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤشر احترام المرأة عالمياً في الحفاظ على كرامتها وتعزيز مكانتها، كما احتلت المرتبة الأولى عربياً في تمكين المرأة قيادياً وبرلمانياً.
وفي القطاع الاقتصادي قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من المبادرات لدعم المرأة في المجال الاقتصادي من خلال تنمية الكوادر النسائية وبناء قدراتها حيث بلغ عدد سيدات الأعمال الإماراتيات نحو 23 ألف سيدة يدرن مشروعات تزيد قيمتها على 50 مليار درهم ويشغلن 15% من مجالس إدارات غرف التجارة والصناعة في الدولة فيما استحوذت المرأة على نحو 66 % من القوة العاملة في القطاع الحكومي و 30 % منهن في مراكز قيادية مرتبطة باتخاذ القرار وتشكل النساء الإماراتيات 25 % من القوى العاملة وتشارك المرأة الإماراتية نسبة 30 % من العاملين في المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتتمتع المرأة الإماراتية بمشاركة اقتصادية نشطة في الدولة.
و تقول سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك إن الأهم من ذلك أن المرأة الإماراتية هي أم للشهيد وزوجة له فهي قدمت وما تزال أغلى ما يكون لديها دفاعا عن الوطن وحماية مكتسباته وإنجازاته وتزاول حاليا كل المهن الأكاديمية والعلمية وهي بذلك لم يسبقها أحد في مسيرتها من النساء الأخريات وما زالت جادة في عملها وتواصل النجاح تلو النجاح.
كما أعربت سموها عن تقديرها للدور الذي تضطلع به المرأة الإماراتية في مجالات العمل الخيري والإنساني وتضحياتها من أجل تحسين ظروف وإغاثة المنكوبين وحشد التأييد لقضايا المرأة ومحو الأمية ورعاية الطفولة وأصحاب الهمم والأيتام ومناصرة أوضاع المرأة التي تعاني من العديد من المناطق.
وأضافت أن المرأة الإماراتية سجلت حضورا فاعلا في العديد من المناطق المتاثرة بالكوارث فكانت الأولى وصولا للضحايا خاصة من النساء والأطفال في مختلف مناطق العالم وقدمت الدعم والمساندة للأيتام والأرامل والمشردين دون مأوى أو غذاء.
من جانبها قالت نورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام إن المرأة الإماراتية أثبتت أنها أهل للثقة بتحقيقها إنجازات مهمة بوصولها إلى أرقى المناصب ودخولها إلى مجالات العمل المتعددة في الدولة بكل ثقة واقتدار.. مضيفة أن المرأة الإماراتية هي حقا على نهج باني نهضة البلاد ومؤسسها و لولا ذلك لما وصلت إلى هذا الرقي في العمل والتقدم المذهل في كافة مجالاته.
وترى السويدي أن المرأة الإماراتية يكفيها فخرا أنها استوعبت الدرس ولبت نداء المغفور له الشيخ زايد في التقدم إلى استغلال فرص التعليم والعمل التي أتاحها لها.. وجاءت القيادة الرشيدة من بعده وسارت على نهج دعم المرأة وتمكينها من كافة فرص العمل.. فبفضل نشاطها وتفوقها باتت المرأة شريكا أساسيا في مسيرة التنمية في البلاد.
وأشارت إلى أن الاتحاد النسائي العام وبتوجيهات من سمو “أم الإمارات” يعمل بجهد مكثف لوضع البرامج والخطط التي تنهض بالمرأة وتساعدها في الوصول إلى الأهداف الوطنية التي تسعى إليها وهي الحصول على حقها في العلم والعمل وقد تحقق لها ذلك.
وذكرت أن الكثير من المحاضرات والورش التدريبية التي ينظمها الاتحاد للمرأة تهدف إلى توعية المرأة واطلاعها على كل الأمور التي تهمها ومجتمعها وكذلك أسرتها لتكون على بينة من أمرها في خطواتها نحو التقدم.
وأكدت نورة السويدي أن المرأة الإماراتية محظوظة بقيادة واعية وحكيمة تسعى دائما إلى توفير كل التسهيلات لها لتأخذ نصيبها في المجتمع ولتثبت أنها أهل للمسؤولية.
وقالت السويدي إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك كانت منذ البداية الداعم الأول للمرأة الإماراتية والمواكبة لمسيرتها لذلك تقدمت المرأة ووصلت إلى أعلى المراتب والمناصب بفعل هذا الدعم اللامحدود لها في جميع المناسبات.. كما ساهمت الرعاية الكريمة من سمو “أم الإمارات” للمرأة الإماراتية في الارتقاء بمكانتها في المجتمع و بفكرها وعملها من أجل صالح الوطن والمجتمع والأسرة خاصة و أن المرأة الإماراتية حققت تقدما ملفتا في جميع المجالات وخاصة التمكين الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
وحسب تقارير الأمم المتحدة فإن دولة الإمارات تعد الأولى خليجيا والثانية عربيا في المساواة بين الجنسين وفقا لتقرير المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2017 بموضوع الفجوة بين الجنسين.
وقد أعربت الأمم المتحدة عن اعتزازها بهذه الإنجازات التي تمت في مجال تمكين المرأة الإماراتية وهذا كله جاء نتيجة الدعم والجهد الكبير الذي تبذله سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لتمكين المرأة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وغيرها من محاور التمكين الأساسية.