نظم فريق استشراف المستقبل التابع لمسرعات الموارد البشرية، تحت إشراف دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، ورشة عمل استشراف المستقبل، شارك فيها 36 شاباً وشابة من الفئة العمرية 15- 35 عاماً، من الخريجين وطلبة الجامعات والمرحلة الثانوية والموظفين من مختلف القطاعات الحكومية والخاصة، بهدف التعرف إلى أفكارهم حول مستقبل الموارد البشرية في حكومة دبي بشكل خاص وحكومة دولة الإمارات بشكل عام.
وأكد معالي محمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، في كلمة وجهها للمشاركين خلال زيارته للورشة، أن الإمارات من بين الدول التي استعدت للمستقبل مثلها مثل اليابان والصين والولايات المتحدة الأميركية. وقال إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يؤكد أن المستقبل يبدأ بعد لحظة، وبعد ساعة، ويبدأ غداً، وأن لا شيء مستحيل أمام الإنسان فدولة الإمارات أعدت أبناءها من الشباب للوصول إلى الفضاء، وتمكن أبناء الإمارات من بناء قمر اصطناعي، مشيراً إلى أن التكنولوجيا حققت تطورات مذهلة على مدى السنوات الماضية، وأحدثت تغييراً جذرياً في مسار البشرية، وهذا التقدم التقني مستمر في السنوات المقبلة ويعد بجيل جديد من الابتكارات التي ستؤثر على حياة الملايين من البشر حول العالم.
وأضاف أن 50% من إنتاج الروبوتات في العالم تم صنعها في اليابان، حيث بدأت في إنتاج الروبوتات في سبعينات القرن الماضي استعداداً للمستقبل، وأن شركات التقنية هي التي تقود التطور في العالم وأن المبرمجين هم قادة المستقبل ولهم الأفضلية في بناء الأنظمة الجديدة، فالبرمجة هي الأساس حتى تتمكن الدول من فهم التـــطور الاقتـــصادي المستقبلي.
ومن جانبه أكد عبد الله علي بن زايد الفلاسي، مدير عام دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، حرص الدائرة على استشراف المستقبل والاستعداد له في مجال الموارد البشرية، والتعرف إلى وظائف المستقبل التي ستحتاجها دوائر حكومة دبي، وتأتي ورشة استشراف المستقبل اليوم بمشاركة مجموعة من الطلاب والموظفين، في إطار جهود الدائرة لأخذ آراء مختلف الفئات حول وظائف المستقبل، كما تقوم الدائرة كذلك ومن خلال كوادرها المختصة بتوجيه أبناء الإمارات إلى تخصصات يحتاجها سوق العمل مستقبلاً، وذلك من خلال الإرشاد المهني للطلبة والتركيز على بناء قدرات مواطنة شابة توازن بين ميول الطلبة وتوجهات وحاجة سوق العمل المستقبلي.
وقال إن دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي تحرص على استلهام رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للشباب، حيث يؤمن سموه بقدرتهم على إحداث الفرق، فسموه القائل: ثقتنا بالشباب وقدراتهم ليس لها حدود لأننا نؤمن أنهم الطاقة الإيجابية التي تمكنت عبر التاريخ من صناعة الأمجاد والتقدم لمجتمعاتها، وتسير الدائرة وفقاً لنهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتركيز على فئة الشباب، إدراكاً منها لقيمة هذه الشريحة من المجتمع في صناعة المستقبل، بما تمتلكه هذه الفئة من طاقات وإمكانات متميزة، قادرة على مواكبة التطورات والتعامل مع التقنيات الحديثة وتوظيفها في خدمة أهداف مجتمعها، إذ تعمل إدارة بناء القدرات الوطنية في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي على توجيه الطلاب لاختيار التخصصات التي يحتاجها سوق العمل، خاصة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والفني والتخصصي في ضوء التطور التقني السريع الذي يشهده سوق العمل من خلال استحداث وظائف جديدة وانقراض وظائف أخرى.
وأضاف عبد الله علي بن زايد الفلاسي، أن الشباب سيكون لهم دور مهم وأساسي في الارتقاء بالعمل الحكومي والارتقاء بالأداء الوظيفي في دولة الإمارات، وتعمل دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي على تعزيز الثقة بقدرات الشباب، ومنحهم الفرصة لأخذ زمام المبادرة لرسم شكل العمل في مختلف القطاعات، نحو تحقيق الأهداف الوطنية العليا للإمارات، ومن هذا المنطلق فإن الدائرة توجه طاقات الشباب وإبداعاتهم إلى المسارات الدراسية المناسبة في المرحلة الثانوية، بما ينسجم مع التخصصات الجامعية والمهنية الملائمة لهم في مرحلة ما بعد التخرج، وبما يتوافق مع متطلبات سوق العمل، وبما يعود بالنفع على المسيرة التنموية في دولة الإمارات.
وتضمنت ورشة عمل استشراف المستقبل والتي تم تنظيمها في مركز الشباب بمبنى أبراج الإمارات، ثلاث جلسات عمل، استغرقت كل جلسة نحو ساعتين من الزمن، تخللها استراحة قصيرة، وذلك في إطار مختبر مسرعات الموارد البشرية الذي يرعاه فريق استشراف المستقبل، والذي يهدف لمناقشة مبادرات وخطط الموارد البشرية لوضع رؤية مستقبلية في الموارد البشرية الحكومية لإمارة دبي تتماشى مع استراتيجية دبي 2021.
وتركز النقاش خلال ورشة العمل حول مستقبل الوظائف، والتخصصات المطلوبة في المستقبل، إلى جانب التعرف إلى أنظمة الموارد البشرية المستقبلية، مع التركيز على القطاع الحكومي في إمارة دبي، حيث تم تقسيم المشاركين إلى فرق عمل لبحث الموضوعات المطروحة والخروج بنتائج تقدم لمتخذي القرار للإسهام في مسيرة الموارد البشرية في دبي.
هذا وتعمل دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي على تعزيز دور الموارد البشرية في القطاع الحكومي بإمارة دبي، ودعم جهود الشركاء لتطوير الأداء وخدمة المجتمع، عبر سياسات ونظم وتطبيقات داعمة للأداء والنتائج، وإقامة علاقات عمل إيجابية، وبيئة عمل محفزة وجاذبة للكفاءات والمواهب، والحرص على التوطين النوعي وبناء القدرات الوطنية المؤهلة معرفياً وعملياً، وإعداد قيادات حكومية تفي بمتطلبات الحاضر والمستقبل، وفق أساليب عمل حديثة تشجع الإبداع والابتكار، مع الحرص على استدامة وحوكمة أنشطة وممارسات الموارد البشرية الحكومية.