|  آخر تحديث أغسطس 9, 2015 , 22:37 م

« فشلك مرة دليل على نجاحك ألف مرة  »


بقلم الكـاتبة: روان سالم أبو شيته - ( مصر )

« فشلك مرة دليل على نجاحك ألف مرة »



في البداية لابد لنا من تحديد معنى النجاح , ما هو النجاح ؟ وما هي انواعه ؟ وكيف للإنسان أن يكون ناجحا في هذه الحياة ؟ في البداية عزيزي القارئ لابد من تحديد معنى النجاح , وإن حاولنا تحديد مفهوم النجاح فمن الصعب إيجاد تعريف محدد له, ذلك لأن كل شخص ينظر للنجاح من منظور مختلف عن الآخر , فالإنسان الذي يصب إهتمامه على العلم والتفوق ,يكون النجاح بالنسبة له الوصول لأعلى مراتب العلم, ومن يكون إهتمامه بعلاقاته الإجتماعية, يكون النجاح بالنسبة له تكوين أكبر عد من العلاقات مع الناس والنجاح في تلك العلاقات , أما من يصب إهتمامه على المال و الغنى , يكون النجاح بالنسبة له تجميع الأموال والمجوهرات و ما إلى ذلك . يمكننا أن نقول أن النجاح هو الوصول للهدف أيا كان , هو تحقيق ما تريده , وهو أيضا الإستفادة من قدراتك و إمكانياتك لتعيش حياة أفضل . هناك العديد من أنواع النجاح , ومن أهمها : النجاح المادي , النجاح الفكري , الديني , الإجتماعي وغيرها . والسؤال المطروح حاليا هو كيفية تحقيق النجاح , وكيف أن يصبح الشخص ناجحا في حياته العملية والعلمية . الجواب هو مجموعة من الخطوات التي سأقوم بطرحها ومناقشتها واحدا تلو الآخر . المفتاح الأولى : التفاؤل وعدم التشاؤم , فقد قال رسولنا الكريم: ( تفاءلوا بالخير تجدوه ), فالتفاؤل من أهم أسرار النجاح, وتوقع حدوث الأفضل هو المغناطيس الذي يجذب لنا ما نريد, فكما ذكرت في مقالتي السابقة, أن العقل هو أعظم مغناطيس في هذا الوجود , يجذب ما يريده مهما كان.

المفتاح الثاني: هو النظام , والإبتعاد عن الفوضى , فالشخص الناجح هو الشخص المنظم لوقته , ولكل خطوات حياته, أما الهمجية والفوضى فهي أول خطوات الفشل وهي الحواجز التي لابد من إجتيازها للوصول إلى الهدف المنشود, حاول عزيزي القارئ أن تقوم بتنظيم حياتك قدر المستطاع وتنظيم وقتك والقيام بتأجيل الأعمال الغير مهمة لوقت الإجازة. المفتاح الثالث في نظري هو الفعل , فالكلام دون فعل ما هو إلا مضيعة للوقت والحماسة , إبدأ من هذه اللحظة بكتابة أهدافك التي تحلم بها , مع وضع خطة لكلا منها , ثم قرر أيا منها هو الأقرب لك في هذه المرحلة , وأبدأ فورا في تنفيذ أول خطوة وعدم تأجيلها, فالتأجيل والمماطلة هي مفاتيح الفشل , فكما قال جيم رون : المعرفة بدون تنفيذ تؤدي للفشل والإحباط , فالفعل هو الجسر الذي نعبر من خلاله من الحلم إلى الحقيقة, فعليك عزيزي القارئ أن لا تقول ” أنا لا أجيد العمل ” بل قل دائما ” أنا إنسان , إذن أنا أسنطيع القيام بأي شئ ” , وتذكر دائما قول الله تعالى ” أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ” صدق الله العظيم .المفتاح الرابع للنجاح هو الدافع , فالدوافع نوعان , إما دوافع داخلية نابعة من داخل الإنسان , أو دوافع خارجية نابعة من خارج الإنسان أي من البيئة المحيطة به , فيجب أن يكون هناك دافع قوي يدفع الإنسان للتمسك بطموحه وحلمه, لأن الدافع هو ذلك الوقود الذي يحركنا للقيام بالأفضل , فما عليك عزيزي القارئ إلا أن تقوم بتنشيط ذلك الدافع وذلك عبر عدة وسائل أهمها : الإحتفاظ بحلمك أمام عينيك وذلك عن طريق قراءة سير الشخصيات التي طالما حلمت أن تصبح مثلها , أو أن تضع أمام عينيك دوما صورا لحلمك الذي ترغب به , ذلك سيقوم بإعطائك دافع قوي للمثابرة من أجل ذلك الحلم.. من جهة أخرى يعتبر التنفس الصحيح والطويل من أهم الوسائل التي تساعد على استرخاء الأعصاب وإزالة التوتر  وأن تتخيل أنك تخرج كل التوتر والضغط مع زفيرك ,فالتنفس االصحيح أيضا من أهم طرق الحفاظ على الدافع القوي , فهو يقوم بإرسال إشارات للمخ تقوم بتنشيط خالاياه وإعطائها الطاقة اللازمة للعمل بجد . من أهم الامور أيضا التي تساعد على الحصول على الدافع هم الأشخاص الذين يشكلون محيطك الإجتماعي , فمن المهم جدا ان تبتعد عن الأشخاص السلبيين في حياتك , ولا أقصد هنا الإبتعاد عنهم جسديا , ولكن عقليا قدر المستطاع  وذلك عن طريق الإيمان بنفسك وعدم الإستماع لهم , واعلم جيدا أن الناجح هو من يضحك أخيرا ،فقط آمن للنفسك وبقدراتك تضاعف مجهودك ولا تأبه بكلام الأشخاص السلبيين حولك. إن اهم مفاتيح النجاح من وجهة نظري أخيرا هي الإنضباط والإلتزام , فمن السهل جدا البدء بأولى خطوات النجاح , ولكن من الصعب الإستمرار والإلتزام والإنضباط, وهذا هو سر فشل العديد من مشروعات النجاح . يقول إحدى الفلاسفة :: الناجحون لا يتراجعون, والمتراجعون لا ينجحون. لذلك حاول عدم المماطلة والتراجع , وسأقوم  بشرح استراتيجية هامة تساعدك على تحقيق النجاح وتحقيق حلمك, عليك دائما عزيزي القارئ الجلوس في مكان مريح وهادئ لمدة خمسة عشر دقيقة والتنفس بعمق شديد , ثم تغمض عينيك لتتخيل نفسك داخل حلمك وأنك تعيشه حقا وتشعر به كأنه حقيقة, وتكرار هذه التجربة عدة مرات, ذلك بدوره سيجعل العقل الباطن يصدق ما فكرت به وقمت بتخيله , ووفقا لقانون السر الذي تحدثت عنه سابقا , سيؤدي لتحقق ما تريد بحسب درجة إيمانك وتصديقك لقدراتك, وإيمانك ويقينك بقدرة الله تعالى . عليك أن تعلم عزيزي القارئ أن الفشل غالبا ما يكون بداية النجاح, فوالت ديزني قاموا بفصله من الجريدة لأنه ليس مبدعا , وتوماس أديسون فصلوه من مدرسته لانه كان غبيا , فأعلم وكن على يقين عزيزي القارئ ان فشلك في إحدى التجارب ليس معناه فشلك في حياتك ، فلا تقم بتعميم فشلك على حياتك ابدا واعلم جيدا أن الحياة تجارب ولا يمكن أن ينجح الإنسان إلا إذا حاول عدة مرات والدليل على ذلك أن أحد نظريات التعلم تنص على أن الإنسان يتعلم عن طريق المحاولة والخطأ. عزيزي القارئ حدد رسالتك من هذه الحياة, وحاول تنفيذها, فمجرد محاولتك تحقيق هذه الرسالة هذه بحد ذاته متعة , فلا تكن إنسانا عاديا يحيا دون هدف, ثابر, حاول, ضاعف جهدك وستضمر ثمار عملك لتجني منها ذات يوم أحلامك وآمالك البعيدة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com