|  آخر تحديث أغسطس 9, 2015 , 22:31 م

« أنقذوا ما تبقى من أطفال سورية » !!


بقلم الكاتبة: خديجة المرعي – ( سوريا )

« أنقذوا ما تبقى من أطفال سورية » !!



أطفال سوريا ضحايا الحرب في بطون أمهاتهم وأماكن كثيرة أخرى منها المخيمات يلخص آخر تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة ” اليونيسيف” حول أوضاع الأطفال السوريين فيقول “إن أطفال الحرب اليوم هم قادة المستقبل”. وتنطبق هذه الملاحظة عموما على أوضاع كل أطفال الحروب . ولكن التقرير الذي وضع عن أطفال سوريا والحرب التي تشهدها بلادهم تدخل عامها الرابع يؤكد أن مأساتهم فاقت كل الحدود التي كانت متوقعة عند بداية هذه الحرب. ومن أوجه هذه المأساة أن كثيرين منهم يولدون إذا كتبت لهم الولادة مشوهين بسبب أشكال العنف القصوى التي تطال أمهاتهم خلال فترة الحمل. ويفيد التقرير أن عدد الأطفال السوريين الذين يعيشون اليوم في أوضاع إنسانية مزرية على أكثر من صعيد يبلغ خمسة ملايين ونصف مليون طفل، وأن ما يزيد عن مليون منهم غير قادرين على الحصول على الحدود الدنيا من الخدمات الصحية والاجتماعية الضرورية لأنهم محاصرون في مدن أو أحياء أو مناطق منذ أشهر عديدة. وإذا كان جزء قليل جدا من أطفال سوريا لا يزال يؤم المدارس، فإن مليونين ونصف مليون طفل انقطعوا فعلا عن الدراسة، أو أنهم غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة لأن مدارسهم دمرت أو لأن معلميهم قتلوا أو هجروا أو هربوا أو لأن مجموعات من المقاتلين أرغمت كثيرا من الذين تتراوح سنهم بين الثانية عشرة والخامسة عشرة على الانخراط في القتال واستخدمتهم أحيانا بمثابة دروع بشرية. ويؤكد التقرير أيضا أن كثيرا من الأطفال السوريين الذين فروا بمفردهم من بلدهم بسبب الحرب، أصبحوا ضحية شبكات تستخدمهم للاتجار بالمخدرات أو لجمع النفايات أو تشغيلهم في المزارع والمعامل والمقاهي والمطاعم بأجور بخسة لا تسمح لهم أحيانا حتى بسد الرمق. وبقدر ضخامة هذا الرقم بقدر ما تكون المأساة التى يعيشها هؤلاء الأطفال فى بلاد اللجوء أو المنفى وهم الذين دُمرت بيوتهم أو قـُتل أو شُرد أهلهم تحت نيران القصف المستمر، الذى يطول القرى والأحياء الفقيرة فى ربوع سوريا،. كما أن بعض منهم فقدوا صحتهم وانتشرت بينهم الأمراض الجسدية والنفسية، وعانوا من قلة الغذاء والدواء والكساء، وعاشوا ومازالو في ظروف غير إنسانية، وصلت إلى العيش في مغارات الجبال، ولم تقتصر معاناة الأطفال على ما سبق فقط، فقد تم استغلالهم وتجنيدهم في الصراع الدموي الدائر في سوريا، وتم استخدامهم كدروع بشرية، في أنواع القتال المشتعل هناك، وتعرض الكثير منهم للقتل والاختطاف والاغتصاب، ولم يرحم براءتهم أحد، وحاول بعض المتاجرين بالثورة وبمعاناة السوريين أن يستغل مأساة الاطفال، ويجمع تبرعات بالغش والتدليس لهم، وفي ظل تواصل تلك المأساة الإنسانية المروعة، ترفع المنظمات الدولية المعنية بالأطفال النداء من أجل مساعدة أطفال سوريا ودعمهم بكافة أشكال الدعم، وأبرزها مالي، لإنقاذ أجيال سوريا القادمة من الضياع. لأن أطفال سوريا هم الضحايا المنسيون، يواجهون القتل والصدمة والمعاناة، ويحرمون من المساعدات الإنسانية الأساسية”. لأن المخاطر التي تحيق بالأطفال تبدأ قبل مولدهم؛ إذ تتعرض المستشفيات والعاملين في مجال الرعاية الصحية للهجمات، وتحجم النساء عن الذهاب للمستشفيات أن المخاطر التي تحيق بالأطفال تبدأ قبل مولدهم؛ “يعني هذا أن المزيد من حالات الولادة، تتم في المنزل في غياب قابلة ماهرة”، كما أن الحصول على الغذاء مشكلة خطيرة أيضا تعاني منها العائلات.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com