|  آخر تحديث يونيو 27, 2018 , 1:30 ص

جواهر القاسمي: حل قضية اللاجئين يرسي الاستقرار والسلام العالميين


مؤسسة القلب الكبير تختتم عاماً من العطاء المتواصل للاجئين والمحتاجين حول العالم

جواهر القاسمي: حل قضية اللاجئين يرسي الاستقرار والسلام العالميين



دعت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير والمناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، دول العالم ومنظماته إلى وضع قضية اللاجئين في جوهر اهتماماتها باعتبارها قضية مركزية تتفوق في أهميتها على أي قضية إنسانية أخرى، نظراً لتأثيرها الكبير على الاستقرار والسلام العالميين، وعلى مستقبل أجيال كاملة من الأطفال والشباب في الدول التي تعاني مرارة الهجرة واللجوء.   

 

وقالت سموها: “إن الوصول إلى مستقبل يحفظ للإنسان كرامته ويتسم بالتنمية والتطور يبدأ من معالجة أسباب اللجوء والحد من الظروف التي أدت إليها، فنحن نتعامل مع أزمات إنسانية تتطلب جهوداً فعالة ومستمرة لمواجهتها، ومحاولة توفير البيئة المناسبة للاجئين من أجل مواصلة حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان، كي يظلوا على أمل بقرب العودة إلى ديارهم، ويتمتعوا بالقدرة على المشاركة في مسيرة التنمية المستدامة”.  

 

جاءت تصريحات سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي في ذكرى تأسيس مؤسسة القلب الكبير، وبمناسبة اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف يوم 20 يونيو ويأتي هذا العام في ظل استمرار الصراعات والنزاعات التي مزقت الأوطان وتسببت في الكثير من المعاناة للملايين من البشر، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى الرحيل عن بلدانهم، ليمضوا في رحلة لجوء طويلة تاركين خلفهم كل ما يملكون، سعياً وراء مأوى آمن لهم ولأطفالهم، حاملين معهم ذكريات الوطن وأحلامهم إلى ما وراء الحدود.

 

ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أُجبر65.6 مليون شخص في كافة أنحاء العالم على الفرار من ديارهم، وهو رقم لم يسبق له مثيل. من بين هؤلاء حوالي 21.3 مليون لاجئ أكثر من نصفهم دون سن الـ18 عاماً. ففي كل يوم، ينزح حوالي 34,000 شخص قسراً نتيجة النزاعات أو الاضطهاد، معظم هؤلاء النازحين محرومون من أبسط الحقوق الأساسية، مثل الغذاء، والرعاية الصحية، والتعليم.

 

وفي رد فعل إنساني على هذه المأساة، بادرت العديد من المنظمات الإغاثية الدولية إلى تقديم المساعدات الضرورية والعاجلة للاجئين، لتخفيف وطأة اللجوء ومرارته عنهم، وبرز من بين هذه الجهود ما تقدمه مؤسسة القلب الكبير، المؤسسة الإنسانية العالمية المعنية بمساعدة اللاجئين والمحتاجين حول العالم، والتي أطلقتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رسمياً في يونيو 2015 تزامناً مع اليوم العالمي للاجئين، في إمارة الشارقة التي تقف دائماً إلى جانب اللاجئين والمحرومين في مختلف الدول والمناطق.

 

شهد العام الماضي، إنجازات كبيرة لـ”القلب الكبير” على الصعيد الإغاثي، حيث نفذت الكثير من المشاريع الإنسانية وقدمت تبرعات سخية في قطاعات خدمية وصحية وتعليمية، وأطلقت للمرة الأولى مبادرتين فريدتين في العمل الإنساني، أولهما جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين، وصندوق تمكين الفتيات، الهادف إلى مناصرة حقوق الفتيات القاصرات حول العالم، واختتمت إنجازاتها الكبرى للعام 2017 باختيارها الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، مبعوثاً إنسانياً لها.

 

وشملت مشاريع المؤسسة ومبادراتها الخيرية اللاجئين في أماكن وجودهم في العديد من الدول، وهي: سوريا، والأردن، ولبنان، وفلسطين، ومصر، وبنغلاديش.

 

مشاريع وزيارات

مع دخول الأزمة السورية عامها السابع، نظمت مؤسسة القلب الكبير زيارة إلى مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، لممثلي وسائل الإعلام الإماراتية، في مايو 2017،لاطلاعهم على جهودها في دعم اللاجئين، وتسهيل حياتهم، والتعرف إلى الخدمات التي تقدمها “عيادة القلب الكبير”، التي أطلقتها المؤسسة في العام 2015، كما أعلنت خلال الزيارة أن حجم إنفاقها على مشاريعها في المخيم، بلغ نحو 30 مليون درهم من العام2013 إلى 2016، توزعت على عدة مبادرات خدمية وصحية.

 

وتمكنت المؤسسة في الفترة من يوليو إلى ديسمبر من 2017، من تقديم 108 آلاف استشارة صحية أولية للاجئين السوريين القاطنين في مخيم الزعتري، كما قدمت خدمات التغذية إلى 13 ألف لاجئ، متجاوزة بكثير الرقم المستهدف البالغ ثمانية آلاف لاجىء، فيما استفاد نحو 28 ألف لاجىء من خدمات الرعاية الصحية الإنجابية، بما يتجاوز ضعف الرقم المستهدف.

 

وفي سبتمبر 2017، خصصت مؤسسة القلب الكبير مليوني دولار أمريكي (7.3 ملايين درهم)، لدعم عدد من المؤسسات والجهات الشريكة لها في جمهورية مصر العربية، لتنفيذ ثلاث مبادرات خيرية تستفيد منها شريحة واسعة من المصريين، وتشمل المعهد القومي للأورام، ومستشفى العباسية للصحة النفسية في القاهرة، بالإضافة إلى إنشاء وحدات صحية وتقديم مجموعة من الخدمات التنموية لسكان صعيد مصر بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

 

من جانب آخر، نظمت المؤسسة، بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلال نوفمبر الماضي، زيارة لوفد ضم مسؤولين حكوميين ورؤساء شركات خاصة من دولة الإمارات، إلى مخيم كوتوبالونغ للاجئي الروهينغا المسلمين بمنطقة كوكس بازار في بنغلاديش، للاطلاع عن كثب على أوضاعهم الإنسانية، ومساعدتهم في تأمين احتياجاتهم الضرورية والتخفيف من معاناتهم.

 

واطلع الوفد خلال هذه الزيارة، على حاجات اللاجئين، وحدد القطاعات الإغاثية الأكثر احتياجاً لتقديم الدعم والمساعدة، مثل الغذاء، واللباس، والصحة، والتعليم، على أن تتكفل مؤسسة القلب الكبير بالعمل مع مختلف الجهات التي شارك ممثلوها ضمن الوفد، لجمع المساعدات منها وإيصالها إلى مستحقيها وفق المعايير العالمية المتبعة لدى المؤسسة.

 

منح وتبرعات

شهد العام الماضي تنوعاً في منهجية العمل الخيري لدى “القلب الكبير” بشكل كبير، لتغطي بمجملها العديد من الأهداف الإغاثية والإنسانية. ففي مستهل 2017، حققت المؤسسة أمنية 21 لاجئاً سورياً بلبنان من خلال تبرعها بمبلغ مليون دولار أمريكي (ما يعادل 3.67 مليون درهم) لصالح تغطية تكاليف تعليمهم الجامعي ونفقاتهم المعيشية.

 

وتوفر المنحة، التي تنفذ على مدى أربعة أعوام، بالتعاون مع “جمعية توحيد شبيبة لبنان”، للطلاب السوريين اللاجئين المقيمين بلبنان، إمكانية الالتحاق بدورات الإعداد الجامعي، وتلقي الإرشاد والتوجيه حول البرامج والمسارات الوظيفية، وستساعدهم في عملية اختيار التخصصات التي يرغبون بالالتحاق بها في الجامعة، بالإضافة إلى منحهم رواتب شهرية لمساعدتهم على تغطية نفقات المعيشة طوال فترة دراستهم.

 

 

وخلال يناير 2017 أيضاً، أطلقت “القلب الكبير”، حملة إغاثية بعنوان “قلوب دافئة” جمعت خلالها تبرعات عاجلة لدعم ومناصرة أكثر من 2500 عائلة من العائلات السورية والعراقية النازحة نتيجة الأحداث والنزاعات الأخيرة التي تشهدها مدينتا حلب والموصل. ووفرت الحملة مستلزمات التدفئة اللازمة للحماية من موجات البرد الشديدة التي تتعرض  لها المدن المستضيفة للنازحين.

 

وأبرمت المؤسسة في مارس 2017، اتفاقية منحة مع مؤسسة “التعاون” في فلسطين، بقيمة تصل إلى 400 ألف درهم، بهدف توفير ملابس شتوية لـ2200 من الأطفال الأيتام وأمهاتهم في قطاع غزة، تخفيفاً من معاناتهم نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وتوقف وسائل التدفئة التقليدية.

 

صندوق تمكين الفتيات

 

أطلقت “القلب الكبير” في يونيو 2017، “صندوق تمكين الفتيات”، الهادف إلى مناصرة حقوق الفتيات القاصرات في مختلف مناطق تواجدهن حول العالم، ودعم حقوقهن في الحصول على التعليم، والرعاية الصحية، والأمن، والدعم الاجتماعي والنفسي، وحمايتهن من جميع أشكال العنف والتمييز والاستغلال  الجسدي، بما في ذلك معالجة قضية زواج القاصرات والإتجار بالفتيات.

 

ويعمل صندوق تمكين الفتيات، الأول من نوعه في المنطقة، على حماية الحقوق الأساسية للفتيات، ومنع زواج القاصرات، والاتجار بهن، ومنع عمالة الصغيرات من بينهن من خلال العمل على زيادة الوعي بحقوقهن والدعوة إلى تبني وتفعيل السياسات التي توفر لهنَ الحماية الكافية، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية داخل دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية.

 

ووفقاً لإحصاءات هيئة الأمم المتحدة للمرأة، تشكّل النساء والفتيات حوالي 70٪ من مجموع الحالات المعروفة لضحايا الإتجار بالبشر حول العالم، في حين تشير أرقام مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى أن نحو 700 مليون فتاة في جميع أنحاء العالم يتزوجن حالياً قبل بلوغهن سن الرشد، وإذا استمر ذلك وفق المعدل الحالي، فإن الرقم سيرتفع إلى حوالي 950 مليوناً، بحلول عام 2030.

 

وتشرف مؤسسة القلب الكبير على إدارة المبادرات والمشاريع التي ينفذها الصندوق، إلى جانب فتح باب الدعم المؤسسي والمجتمعي عبر حملات التبرع، لتحقيق أهداف الصندوق، وتفعيل دوره في معالجة القضايا محل الاهتمام على النطاق العالمي.

 

سلطان بن أحمد مبعوثاً إنسانياً

في نقلة نوعية عززت جهود المؤسسة في مجال التوعية الإعلامية بقضايا اللاجئين، أعلنت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، في أكتوبر الماضي، عن اختيار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، مبعوثاً إنسانيا لمؤسسة القلب الكبير، تقديراً لمكانته الإعلامية وجهوده المجتمعية، ولما يتمتع به من قدرات في التوعية والتأثير بأهمية العمل الإنساني.

 

وسيسهم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي في حشد الدعم المجتمعي على الصعيدين المحلي والدولي لدعم قضايا المحتاجين واللاجئين، ونشر رسالة مؤسسة القلب الكبير، ورؤيتها وأهدافها، إلى جانب تمثيل المؤسسة في الفعاليات والمؤتمرات والاجتماعات، إضافة إلى الزيارات الميدانية لمشاريعها في جميع أنحاء العالم.

 

ويسلط المبعوث الإنساني للمؤسسة الضوء بشكل أكبر على القضايا الإنسانية التي تستحق مزيداً من الاهتمام والمساندة على الصعيدين المجتمعي والإعلامي، ليس لتوفير الحاجات الأساسية للمحتاجين واللاجئين فحسب، وإنما لضمان استدامة الدعم المقدم لهم إلى حين انتهاء الظروف التي يمرون بها، إضافة إلى منحهم الثقة بأن المجتمع الدولي يعمل بشكل جدي لإنهاء معاناتهم وأن المستقبل سيكون أفضل لهم.

 

جائزة دولية للاجئين

أطلقت مؤسسة القلب الكبير في شهر يناير 2017، “جائزة الشارقة الدولية لمناصرة ودعم اللاجئين”، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وذلك بالتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وتقدم الجائزة سنوياً للأفراد والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذين أثمرت جهودهم عن تخفيف معاناة ومساعدة اللاجئين والنازحين بالمنطقة.

 

مزيد من الإنجازات في العام الجاري

 

وقالت مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير: “جسدت مبادرات المؤسسة على مدار العام 2017، امتداداً لمشاريعها ومبادراتها الخيرية في الأعوام السابقة، وبالوقت نفسه شكلت جسراً للمشاريع الجديدة خلال العام الجاري، ولعل الاتفاقية التي أعلنا عنها في يناير 2018، لبناء مدرسة تتسع لـ1000 فتاة في باكستان بالتعاون بين “صندوق تمكين الفتيات” و”صندوق ملالا”، هي خير دليل على ذلك”.

 

وأضافت الحمادي: “استطاعت مؤسسة القلب الكبير بتوجيهات مباشرة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المؤسسة، التخفيف من معاناة الآلاف من اللاجئين، ووفرت لهم جزءاً من احتياجاتهم الأساسية التي تعينهم على مواجهة محنة اللجوء، ونتطلع إلى أن يعم الأمن والاستقرار جميع بقاع الأرض، حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى ديارهم، ويعيدوا بناء أوطانهم، وستواصل المؤسسة التزامها بالوقوف إلى جانبهم حتى يأتي اليوم الذي ينعمون فيه بالاستقرار”.

 

 

يشار إلى أن مؤسسة القلب الكبير هي مؤسسة خيرية تأسست رسمياً في مايو 2015، بعد جملة من المبادرات والحملات المختلفة التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وتهدف المؤسسة إلى حماية الأطفال المحتاجين وعائلاتهم، وتمكينهم، وعلى الرغم من أن جهود المؤسسة تركز على العالم العربي بشكل أساسي، إلا أنها تقدم الدعم إلى المناطق المتضررة في جميع أنحاء العالم.

 

وتتمثل رؤى المؤسسة بحماية الفقراء والمستضعفين والمحتاجين، وتمكينهم، بهدف توفير سبل العيش الكريم، ولتحقيق أهدافها، تشرف المؤسسة حالياً على خمسة صناديق، وهي: “حملة سلام يا صغار لمناصرة أطفال فلسطين“، و”صندوق اللاجئين”، و”صندوق تمكين الفتيات”و”صندوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com