تتميز الدورة الـ28 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب المستمر لغاية 1 مايو المقبل في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، بأن «المغفور له» الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شخصية محورية.
وذلك بالتزامن مع الإعلان عن عام 2018 «عام زايد» ومن هذا المنطلق تستعرض العديد من الفعاليات والندوات المقامة جوانب متنوعة من فكر ونهج ورؤية الشيخ زايد.
وفي هذا الإطار نظمت مؤسسة المباركة ندوة بعنوان «علمني زايد» بحضور الشيخ ذياب بن خليفة بن حمدان آل نهيان، تحدث المشاركون فيها عن جوانب مختلفة من شخصية ومسيرة الشيخ زايد، وذلك مساء أول من أمس في جناح المؤسسة في المعرض.
شارك في الأمسية أحمد شبيب الظاهري الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي، وفتحية النظاري أول متطوعة في الهلال الأحمر، والأديب والمخرج ناصر الظاهري وقدم لها الدكتور أحمد الزامل الذي قال، «نحن محظوظون، بأن العام 2018 هو «عام زايد» لما له من دلالة على تواصل الخير والعطاء والمحبة احتفاء بالذكرى المئوية لميلاد الشيخ زايد»طيب الله ثراه».
ومن ثم تحدث أحمد شبيب الظاهري الأمين العام للمجلس الوطني الاتحادي متناولاً كيف كان يحث الشيخ التبادل التجاري، إذ قال «كان يشجع أصحاب (الحلال) أن يشكلوا ثروات حيوانية، ويحافظوا على وجود الخيول، وعدم الخلط بين السلالات، كما شجع على سباقات الإبل».
وأضاف الظاهري أن زايد شجع أهل البحر على إقامة سباقات بحرية، وعلى الاهتمام ببناء السفن وتطويرها. وذكر الظاهري كيف حافظ الشيخ زايد على العادات والتقاليد الإرث الوطني، وحرص في كل زيارته الخارجية على الظهور بالزي الوطني.
وقال: هناك مجتمعات أخرى انسلخت عن تاريخها وتراثها، لكن المجتمع في الإمارات حافظ على أصالته وعادته و«السنع». وأشار إلى أن ما تتبناه اليوم الإمارات من تسامح وسعادة جاءت نتيجة لما أوجده وأسسه الأب المربي والمؤسس الشيخ زايد.
مسيرة تطوعية
وتعتبر فتحية النظاري أول متطوعة في الهلال الإماراتي عاصرت كل أحداث الهلال الأحمر، وكانت رفيقة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» في مشوار التطوع والعمل الخيري، وكان لها جولات مع الشيخ زايد، وعن هذا قالت، «عملت في الهلال الأحمر الإماراتي منذ تأسيسه، وكان لنا جهد متواضع في عملية محو الأمية وتعليم الكبار في المناطق النائية».
وأضافت، «كنا نعمل في السلع وبدع زايد والعين، وكان لي الشرف العظيم أن أستمع لتوجيهات الشيخ زايد شخصياً». وأوضحت: «كان الشيخ زايد يؤكد دائماً على العطاء الوطني والاستدامة، والآن بدأ الناس أو الاستراتيجيون يتحدثون عن الاستدامة».
وقالت النظاري، «كان الشيخ زايد يتحدث عن استدامة العمل الوطني في مرات عدة منها في جزيرة دلما، التي كنا نذهب إليها في الحوامات أو المراكب لاستقطاب الفتيات للتعليم. كان زايد يجمعنا في قصره في دلما ويحدث الأخوات القياديات من المتطوعات، ونذهب إلى البيوت ونستقطب الأهالي ونحفزهم على طلب العلم».
وذكرت: «كان زايد شخصيا يشجع التلاميذ على الاستمرارية ويحث على عدم الغياب عن المدرسة، وكان يجتمع في جمعية المرأة الظبيانية في دلما بالأمهات والأسر ويحثهم على طلب العلم، كما كان يشجع على إنتاجية المرأة، ويستشعر احتياجات المواطنين».
وذهب الأديب والسينمائي ناصر الظاهري إلى طفولته في العين ليتحدث عن العديد من المشاهد التي بقيت في ذاكرته إذ قال، «ساهم الشيخ زايد ساهم في تعليمي وساهم في علاجي وسلمني شهادة التخرج في جامعة الإمارات». وأوضح، «كان الشيخ زايد يعرف أهالي العين بيتاً بيتاً ويزورهم بشكل شبه يومي، وتابع: ذات مرة دخل البيت لدينا وكان المطر شديداً وهذه الصور ما زالت في ذاكرتي إلى الآن».
وقال الظاهري، «كان والدي يعمل مع الشيخ زايد منذ العام 1946 وأتذكر مرة ذهبت معه في رحلة صيد في العين»، وأضاف «كان حلم الشيخ دولة من الماء إلى الماء، ولهذا أول ما حكم العين بدأ بتنظيم المياه وأعاد حفر الآبار وأصلح الأفلاج». وذكر، «لم يكتف بهذا بل كان يستدين من التجار لأجل أن يشتري حاجيات الناس ويوزعها عليهم».
وتابع «في العام 1960 أسس المدرسة النهيانية وكان منزلنا قريباً من المدرسة». وقال الظاهري، «في الصف الرابع تعرضت إلى كسر في قدمي وكان وجهي شبه مهشم، فأمر الشيخ زايد بنقلي إلى أبوظبي ومن ثم للبحرين، وكتب حينها رسالة إلى الشيخ عيسى بن سلمان، أوصاه بالاهتمام بإتمام علاجي وبقيت في البحرين ستة أشهر أتلقى العلاج».
وأكدت الشيخة موزة بنت مبارك بن محمد آل نهيان رئيسة مجلس إدارة مؤسسة «المباركة»، على أهمية معرض أبوظبي الدولي للكتاب، باعتباره نافذة ثقافية تعزز من مكانة وريادة إمارة أبوظبي إقليمياً ودولياً باعتبارها منارة فكرية من خلال ما تترجمه من رؤية وفكر القيادة الرشيدة في هذا الصدد.
وقالت الشيخة موزة بنت مبارك، إن مؤسسة المباركة حرصت على المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية من خلال تدشين برنامج ثقافي شامل بهدف توسيع قاعدة استقطاب الأجيال من النشء والشباب، كما نظمت منذ انطلاق المعرض جلسات حوارية، من بينها، جلسة بعنوان «الوطن في عيون الأجيال» أدارتها ريم الجابري، كما قدمت الشيخة عائشة بنت خالد القاسمي محاضرة حول تجربة «سجايا».