تلعب معارض الأندية الطلابية الجامعية دوراً مهمّاً في بناء خبرة تعليمية وحياتية لدى الطلبة، وتتيح لهم الفرصة لممارسة أنشطة غير أكاديمية تساعدهم على الاندماج في مجتمع الجامعة مع زملائهم الذين يتشاركون معهم الاهتمامات نفسها، وتدعم كذلك فرصاً تطويرية غنية تسهم في فهم كيفية العمل من خلال جماعات، كما تساعد على صقل المهارات الطلابية وتعزيزها بطريقة عملية، مثل التواصل والعمل الجماعي والقيادة بحيث يتم من خلاله اكتشاف واستثمار المواهب والطاقات لفائدة الطلبة، إضافة إلى أن أجنحة تلك المعارض التي تزدان بالتصاميم المبتكرة والألوان الجذابة والمجسمات والصور المعبرة التي بلورت المسميات والمجالات المختلفة للأندية، والتي توزعت ما بين الأندية العلمية والثقافية والمواهب والهوايات، كما تعزز قدرات الطلبة على إظهار ثقافات شعوبهم الحضارية والاجتماعية والفنية، وتعودهم على مهارات القيادة والتواصل المباشر مع جهات خارجية عن طريق شرح ما يحويه كل ركن من أركان المعارض التي تنظم، كما تصقل مواهبهم من خلال مشاركتهم ومساهمتهم في الفعاليات.
واكد مجموعة من الطلبة المشاركين في معرض الأندية الطلابية بجامعة عجمان، الذي نظمته مؤخراً على مدار يومين بمشاركة 80 جناحاً في قسمي الطلاب والطالبات، أن المعرض يعد بوابة لهم للعبور والتعرف على ثقافات وعادات جنسيات زملائهم الآخرين، كما يعتبرونه نقطة الانطلاق الرئيسية لعدد كبير من المبادرات والإنجازات التي تعبر عن اهتماماتهم، إضافة إلى كونه نافذة إلى زيادة الوعي، وكذلك تشجيع الطلبة على التسجيل والمشاركة الفعالة في تلك النوادي والجمعيات العلمية من أجل تنمية مهاراتهم العلمية والاجتماعية والثقافية، وغرس حب العمل التطوعي في نفوسهم.
تقول الطالبة أمينة حمد الشامسي تخصص علم اجتماع وخدمة اجتماعية بكلية الإعلام والعلوم الإنسانية بجامعة عجمان السنة الثانية، إن مشاركتها في معرض الأندية الطلابية من خلال الجناح الإماراتي أتت بهدف تعريف الطلبة المشاركين من مختلف كليات الجامعة بالتراث الإماراتي الضاربة جذوره منذ القدم، حيث ضم بين جنباته قاعات عديدة تعكس الحياة الاجتماعية في الماضي، لما لها من أهمية كبيرة، حيث العادات والتقاليد وأصالة الماضي وعبق التاريخ تتجسد في المطاوعة وعرض أدوات الكتابة والملبوسات التراثية، كما كان للمرأة أهمية كبيرة في حياة المجتمعات، حيث قاسمت الرجل شظف العيش وقساوة الصحراء، فقد عرضت أدوات الزينة والحلي الفضية التي كانت تتزين بها المرأة وعلى أنواعها منها الأقراط والقلائد والخلاخيل والأساور والخواتم المتعددة الأشكال، كما تلحظ لباس المرأة التقليدي والبرقع وغطاء الرأس والسروال، كما تجد قاعة السلاح، الذي تطور بتطور الحياة الاجتماعية والحاجة إلى حماية النفس والأرض برا وبحراً.
من جهتها قالت الطالبة زينب أحمد طالبة بكلية الإعلام بجامعة عجمان: إن الأندية الطلابية أفضل أساليب مساعدة الطلاب على إخراج مواهبهم وطاقاتهم، كما تجعلهم أكثر ارتباطاً بأجواء الدراسة والأنشطة والأحداث المتنوعة التي تجري في الجامعة طوال العام، إضافة إلى التركيز على دمج الطلاب في جماعات وتعزيز إبراز الهوية بطريقة مبتكرة وإبداعية، مبينة أنها عضو في مجلس التصوير بالجامعة وتعشقه كونه هواية، كما أن هناك فوائد عديدة يكتسبها الطلبة من تلك المعارض، منها اكتساب سمات شخصية أفضل عبر الاختلاط بالآخرين من خلال الفعاليات المختلفة داخل الجامعة.
ويقول الطالب حمزة الجهني، الذي يدرس الهندسة تخصص كمبيوتر آخر سنة دراسية: إن فائدة هذه الأندية تزداد حين تتناسب أهدافها مع المناهج الدراسية التي يتلقاها الطالب، وبالتالي يزداد مستواه العلمي وقدرته على التحصيل، ويستدل على ذلك بالأهمية العلمية الكبيرة لتلك المعارض، داعياً الطلبة للانضمام إلى هذه الأندية، لأنها أفضل الأنشطة التي يمكن ممارستها خلال هذه المرحلة في حياتهم كونها تسهم في بناء شخصية الطالب، إضافة إلى تكوين صداقات تبقى في الذاكرة وتعتبر أجمل ما في الحياة الجامعية .
وفي ذات السياق تقول الطالبة نور الشام عادل، تدرس الصيدلة بجامعة عجمان السنة الثالثة: إن التنوع الثقافي والحضاري يعتبر السمة الأبرز والأكثر حضوراً وأثراً في عصرنا الحديث، حيث يمثل المصدر الخصب لإثراء الثقافة البشرية عن طريق التلاقي المباشر والمستمر بين الثقافات المختلفة.
وتقول الدكتورة نهلة القاسمي عميد شؤون الطلبة بجامعة عجمان إن المعرض يهدف إلى تسليط الضوء على البرامج والخطط والأنشطة التي يعتزم كل ناد القيام بها خلال العام الأكاديمي الحالي لكي تكون عامل جذب واستقطاب للطلبة باعتبارها نافذة إلى زيادة الوعي، وكذلك تشجيع الطلبة على التسجيل والمشاركة الفعالة في تلك النوادي والجمعيات العلمية، من أجل تنمية مهاراتهم العلمية والاجتماعية والثقافية وغرس حب العمل التطوعي، كما يعكس المعرض اهتمام إدارة الجامعة وعمادة شؤون الطلبة بالأندية الطلابية، وما تمثله من نشاطات وجاليات وثقافات، باعتبارها نقطة الانطلاق الرئيسية لعدد كبير من المبادرات والإنجازات التي تعبر عن اهتمامات الطلبة من مختلف الجنسيات والكليات، مبينة أن أهم مصادر قوة الأوطان ومناعتها الحقيقية وثروتها التي لا تنضب بل تتجدد وتنمو وتتجذر هي عقول أبنائها المنتجة للمعرفة والممسكة بأدواتها والقادرة على توظيف مخرجاتها، في إطار بيئة إبداع علمي ومناخ مجتمعي يعتبرها ويقدرها، وأن جامعة عجمان حرصت دوماً على إقامة المعارض الفنية وخلافها لطلابها حتى تسمح بتفجير طاقاتهم من خلال رؤية محددة تضع خريطة طريق تنهض بأمتنا، وتستنفر طاقات أبنائها وتثق بها وتدفعها.