ات للشباب العربي مركز يحتضن أفكارهم ومشاريعهم وحتى مجالسهم تحت سقف واحد، وهو مركز الشباب العربي الذي يترأسه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، ومعالي شما بنت سهيل المزروعي، وزيرة دولة لشؤون الشباب الذي أعلن عنه في 2017، ليوجه رسالة فريدة من خلال رؤيته بـ«أن يصنع الشباب العربي نموذجاً عالمياً في بناء الإنسان والأوطان والتنمية بإحسان».

وتصميم المركز المستوحى من رؤية الشباب بأنفسهم، يحمل هوية مختلفة عن مراكز الشباب على مستوى الدولة، إذ يضم أكثر من 20 زاوية تخدم تطلعات الشباب، ومنذ افتتاحه في فبراير الماضي، تسلم المركز عدداً من الطلبات التي تضمنت خطة لزوايا جديدة تساهم في تطوير مهارات الشباب.

ومن هذه الزوايا، شاشة تفاعلية لعقد الاجتماعات الدورية مع عدد من الحكومات العربية في أرجاء الوطن العربي، إضافة إلى جداريات مختلفة لنشر أفكارهم وملاحظاتهم، ومن خلالها وضع مبادرات تتناسب مع هذه المقترحات.

وأفاد عمر عبدالعزيز القرناس، محلل بحوث أول، في مركز الشباب العربي، بأن المركز نفّذ مبادرة جديدة بطلب من زوّار المركز، وهي توفير زاوية خاصة لطلب الكتب الجديدة، والاطلاع عليها، كما سيخصص زاوية لعرض الكتاب الأسبوعي وقراءة لهذا الكتاب، بحيث تذكر الزاوية أهم النقاط التي تطرق لها الكتاب، ليتمكن الشباب من قراءة الملخص ويشارك فيها الشباب.

وأضاف إن المركز يوفر إحدى أكبر الشاشات التفاعلية للتواصل مع أنحاء الوطن العربي، سواء مع الشركاء من مختلف الدول، والجامعات العربية، وإجراء اللقاءات المباشرة معهم.

وتابع: «يحوي المركز حائط الأفكار الذي يقوم على جمع أفكار الشباب وملاحظاتهم بشكل أسبوعي للاطلاع عليها وتنفيذ المناسب منها»، موضحاً أنه من خلال الحائط تمكنوا من وضع عدد من المبادرات الجديدة التي ستطبق خلال الفترة المقبلة، والجدار الإعلامي الذي يحوي أهم الأخبار التي تناولت قضايا الشباب العربي.

وأضاف إن المركز يوفر كذلك حائطاً كاملاً للفعاليات والأنشطة العديدة التي ينظمها المركز أو يحتضنها بالتعاون مع الجهات المختلفة على مستوى الدولة والوطن العربي، مثل الحلقات الشبابية العالمية في عدد من دول الوطن العربي، ويمكن لزوار المركز الاطلاع عليها والمشاركة فيها في حال رغبوا بذلك.

والقرناس الذي انضم إلى مركز الشباب العربي، من المملكة العربية السعودية، في يوليو الماضي، عهد إليه تصميم المركز ليضم زوايا عديدة تهدف إلى خدمة الشباب العربي، وتوفير مساحة إبداعية تساعدهم في أعمالهم اليومية ومشروعاتهم المختلفة.

وأوضح أن المركز الذي استغرق تجهيزه 6 أشهر مصمم 100% من قبل الشباب العربي، على مساحة 1800 إلى 2000 متر مربع، ويحوي 3 مناطق رئيسية و20 مساحة إبداعية لاستغلال طاقات الشباب وهواياتهم ومواهبهم.

وبيّن أن المنطقة الأولى هي عبارة عن مساحة شاسعة يستطيع الشباب استغلال الفراغات فيها، بما فيها غرف الاجتماعات، بهدف تسهيل أعمالهم، لافتا إلى أن المركز يضم مكتبة واسعة مفتوحة تحوي عناوين متعددة لكتب عربية، يمكن للشباب الاطلاع عليها مباشرة، فيها أكثر من 300 كتاب باللغتين العربية والانجليزية.

كما تشكل زاوية «بيت الحكمة» امتداداً آخر للمكتبة بحيث تم تصميمها في أكثر الزوايا هدوءاً ليتمكن الشباب من القراءة، كما يستطيعون التأليف وكتابة المقالات المختلفة.

وفي المنطقة الأولى، صمم الشباب عدداً من الزوايا التي تساعد في تخفيف الضغوطات عنهم، بما فيها «الصالون»، و«المتنفس» التي توفر مختلف ألعاب الفيديو وألعاب الطاولة التي تساهم في تطوير المهارات العديدة للشباب.

كما توفر المنطقة الأولى مساحات للتصميم وجلسات العصف الذهني في زاوية «المختبر» ليتمكن الشباب من تطويع التقنيات الحديثة لتطوير محتوى مرئي، أو البرمجة، كما وفر المركز وبطلب من الشباب «القمرة» وهو استوديو معزول يهدف إلى صنع محتوى إعلامي عربي هادف.

وتم تخصيص قاعات اجتماعات عديدة للشباب العربي وأعضاء مركز الشباب، في المنطقة الثانية ليتمكنوا من عرض أفكارهم ومشروعاتهم الخاصة ليتمكنوا من تطويرها في مجموعات مختلفة، أبرز هذه القاعات هي «الديوان» و«المجلس»، وهي القاعة المخصصة لكبار الشخصيات، و«الإيوان» التي تحتوي على أقسام للعمل المشترك والاجتماعات، وبعدها تأتي مساحة خاصة لقادة المركز ليتمكنوا من عقد اجتماعات خاصة بالمركز، وتحديد المبادرات الجديدة.

أطلق مركز الشباب العربي منذ الإعلان عنه عدداً من المبادرات النوعية التي تهدف إلى إشراك الشباب العربي في وضع تصورات مستقبلية في عدد من المجالات والتخصصات، من بينها الحلقات الشبابية على مستوى الوطن العربي، إذ نظم المركز حلقات في المملكة العربية السعودية، والمملكة الأردنية، إضافة إلى حلقة شبابية في السودان، وعدد من الدول.

كما احتضن المركز مبادرة القيادات الإعلامية العربية الشابة، التي تهدف إلى خلق جيل من الإعلاميين المتمكنين في عملهم، وعدداً من المبادرات التي تخص أصحاب الهمم، كالأولمبياد الخاص، وعدد من الجلسات النقاشية بحضور صناع القرار ومجالس الشباب في الدولة.