ألقى عبيد سالم الزعابي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى للأمم المتحدة في جنيف، كلمة الإمارات أمام الدورة السابعة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان، وذلك في إطار الحوار التفاعلي مع المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب.
وتقدم الزعابي، في مستهل كلمته، بالشكر للمقرر الخاص على تقريره، مؤكداً أنه يشاطره القلق لما تشكّله مسألة حالات الطوارئ من تحدٍّ لممارسات حقوق الإنسان في سياق مكافحة الإرهاب، لا سيما الآثار الضارة المترتبة على الحريات الأساسية للأشخاص.
وشدد على أن حالة الطوارئ إجراء سيادي تتخذه كل دولة لفترة مؤقتة بهدف التصدي لحالات استثنائية، وفقاً لما تقره قوانينها الوطنية، واستناداً إلى أسباب تخص كل دولة، كما أن القانون الدولي لحقوق الإنسان يسمح للدول في مثل هذه الحالات بتقييد الممارسة الكاملة لحقوق الإنسان، بشرط أن تراعي كل دولة التوازن بين التدابير المتخذة من جهة، وخطورة الفعل أو العمل الطارئ من جهة أخرى كما جاء في تقرير المقرر الخاص.
وقال إنه في مثل هذه الظروف كثيراً ما تتناقض عملية البحث عن التوازن مع اعتبارات أمنية تعود أساساً إلى سيادة الدول، باعتبارها الجهة الوحيدة التي تملك سلطة التقدير للخطر الذي يهددها، وذلك وفقاً لمعايير تخصها ودون أي تقدير خارجي.
وأكد الزعابي أن دولة الإمارات تدين بشدة الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، وهي على قناعة بأن المتطرفين العنيفين لن يهزموا بالقوة العسكرية وحدها، وأن هناك حاجة إلى اتباع نهج أكثر شمولية، بما في ذلك قطع التمويل وفضح الدول والمنظمات الداعمة للإرهاب، ووقف انتشار الكراهية، وتفشي العنف عن طريق وسائل الإعلام، ومنع استخدام المراكز الدينية لنشر الفكر المتطرف والتجنيد.
ونوه الزعابي بأن دولة الإمارات وضعت في خدمة المجتمع الدولي مركز «هداية» للتميز لمكافحة التطرف العنيف للبحث في جذور الإرهاب وسبل استئصاله، إضافة إلى مساهمتها المالية في محاربة الإرهاب، وكان آخرها تبرع الدولة الذي قدمته بمبلغ 350 ألف دولار، لدعم مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب في مايو الماضي.
من جهة أخرى أكدت الإمارات، أن استتباب الأمن والسلم في أفغانستان ووسط آسيا، يشكل عنصراً أساسياً للاستقرار في العالم، ويمثّل إحدى أولويات سياسة الإمارات التي تستمد مبادئها من ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.
جاء ذلك في بيان الدولة الذي ألقاه يعقوب الحوسني، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون المنظمات الدولية أمام مؤتمر مسار كابول الذي دعت إليه أفغانستان – عملية كابول من أجل السلام والأمن والتعاون.
وجدد الحوسني في بيان الدولة، إدانة الإمارات ونبذها للإرهاب بكل أشكاله وصوره غض النظر عن مصدره ومكانه ومرتكبيه، مشدداً على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب، وحضّ الجميع على المستويين الداخلي والخارجي لاستغلال الفرص والمبادرات التي تنبثق وتصدر عن المنظمات والمؤتمرات الدولية والإقليمية، لتنشيط استراتيجية الأمم المتحدة العالمية، للمصالحة الوطنية وعملية السلام وتفعيل قراراتها والأخذ بتوصياتها.
وترأس وفد الدولة أمام المؤتمر يعقوب الحوسني وضم أيضاً أحمد الهاملي مدير إدارة غرب آسيا، وسيف الشامسي القائم بأعمال سفارة الدولة لدى أفغانستان، وعبدالعزيز الهاشمي رئيس قسم جنوب غرب آسيا.
واستعرض يعقوب الحوسني، جهود دولة الإمارات المكثفة وتحركها النشط من أجل العمل على استقرار أفغانستان وتنميتها وازدهارها، واحتواء العديد من حالات التوتر والأزمات سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، مؤكداً وقوف دولة الإمارات الدائم مع الحكومة الأفغانية، ودعمها في كل الخطوات التي تتخذها لإحلال السلام والأمن والمصالحة بين جميع مكونات المجتمع الأفغاني.
ولفت الحوسني في ختام كلمته، إلى أنّ دولة الإمارات ومن خلال سياستها الدولية تدعم وتشجع جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة الحوار، واغتنام الفرص المتاحة للتوصل إلى حل يحقق لأفغانستان الاستقرار والأمن والسلام الدائم، وتؤكّد على التزامها الراسخ نحو أفغانستان لما فيه استقرارها واستتباب الأمن فيها.