|  آخر تحديث يونيو 29, 2015 , 17:09 م

« رحلات عبر النفس والمكان » .. دروس في الحياة


الدبلوماسي المصري هادي التونسي يروي عصارات تجربته

« رحلات عبر النفس والمكان » .. دروس في الحياة



يروي كتاب «رحلات عبر النفس والمكان» الصادر، أخيراً، عن مركز الحضارة العربية، درساً من أعظم دروس الحياة، حيث إنه ثمرة تجربة وفكر د. هادي التونسي الذي التحق بالعمل الدبلوماسي سفيراً لمصر في العديد من دول العالم، ويقدم رؤية شاملة في مختلف جوانب النشاط الإنساني، وذلك من خلال تجربته الذاتية وحصيلته الفكرية التي تسهم في تعزيز سياحة القارئ الإبداعية التي تقوم على حقيقة وجوهر أنه استفاد فأفاد، وذلك خاصة، عبر أسلوب للكاتب تتبدى بلاغته في بساطته.

 

ثلاثة محاور

يمكن تصنيف موضوعات الكتاب إلى ثلاثة، وهي: من أدب الرحلة في العالم الخارجي، أدب الرحلة في العالم الداخلي، من أدب الرحلة في عوالم أخرى. وجميعها تحفز القارئ إلى إبراز حصيلة خبرته في الحياة ضمن تخصصه.

 

فينيسيا

السفير د. هادي التونسي، هجر الطب البشري ووهب نفسه لما يمكن أن نطلق عليه الطب الإنساني (الأدب والكتابة الفكرية)، وبدأ كتابه بالحديث عن فينيسيا التي تظهرها هوليوود، كجزيرة للعشاق ولقضاء شهر العسل، حيث يتحرك قائد (الجندول) بالزوجين ويجدف واقفاً، ليمر في قنوات مائية، ترتفع فوقها «كبار» مقوسة، وعلى ضفافها أبنية رائعة الألوان وتحف معمارية أثرية تجمع بين العمارة البيزنطية والقوطية والإسلامية والنيوكلاسيكية، وملامح عصور النهضة والباروك والروكوكو.

وتحت عنوان «لغة الجسد»، يتساءل التونسي عن انطلاق عواطف محترفي الرقص المعاصر والباليه والفلامنغو والتانغو والجاز والعزف بدقات الأقدام، وما السبب الذي شحن دوافعهم على نحو الدقة، وكيف يحرك اللاوعي هذا المخزون النفسي الغامض والغالب والكامن بهذا الاندفاع والجموح.

 

الحب

يقولون تارة، إن الحب يصنع المعجزات، وتارة أخرى إن زمن المعجزات انتهى، أما التونسي فيقول في «رحلات عبر النفس والمكان»: «إذا كانت المقولتان صحيحتين، فهل يعنون بذلك أن زمن الحب انقضى، وذلك في ظني اختيار فردي، فالحياة من أجل المغزى والجهد الخلاق بدافع الحب تدفع برؤية الحلم من خلال التفاني والانغماس إلى تحقيق المعجزات على أرض الواقع».

 

مواطن صالح

ويختم التونسي كتابه بالحديث عن مواطن صالح اختار أن يتحلى بالقدوة والمسؤولية الجماعية، وبذلك يكون قد تناول قضايا تتحدى الفكر، بعضها كتبها من خلال قصص من واقع الحياة، لتكون هدية للقارئ المتعمق، ولتحقق التواصل من أجل المشاركة الاجتماعية البناءة.

 

نصيحة

ينصح التونسي القارئ، أن يلجأ إلى الوحدة بل العزلة، وأن يتمسك بما يهرب منه، وأن يستغني عما يسعى إليه. ويقول: «اجعل الوحدة ملاذك، أعط نفسك فسحة للتواصل مع نفسك، واجه ما تهرب منه، فألمك الصغير المؤقت الصادق محرك الفهم والاستيعاب والتطور، وطريقك لسلام النفس وسكينة وصفاء الروح، إنه منبع السعادة والرقي والإلهام».

 

نبذة

د. محمد هادي مصطفى التونسي وشهرته هادي التونسي، طبيب بشري التحق بالعمل الدبلوماسي سفيراً لمصر في العديد من دول العالم، وصدر له كتاب «بين الدبلوماسية والنفس»، 2009، عن دارة الكرز، القاهرة.


أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

WP Facebook Auto Publish Powered By : XYZScripts.com