أكد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، برئاسة الشاعر والكاتب الصحفي حبيب الصايغ، على رفضه التام، واستنكاره البالغ، للدور المشبوه الذي تقوم به “قناة الجزيرة”، تجاه التطبيع الإعلامي والسياسي والثقافي مع العدو الصهيوني، وذلك من خلال استضافة وجوه إسرائيلية معروفة بعدائها للعرب، ورفضها للحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني في وطنه وأرضه وتراثه وتاريخيه، وآخرها استضافة المتحدث باسم جيش الاحتلال “أفيخاي أدرعي” ضمن برنامج الاتجاه المعاكس يوم الثلاثاء الماضي، بادعاء الحياد وعرض كل وجهات النظر في الظاهر، ولكنها في العمق تهدف إلى تمرير الرواية الإسرائيلية للمشاهد العربي.
وفي تعليقه على هذه الخطوة الخطيرة التي أقدمت عليها قناة الجزيرة، قال الصايغ، إنه في الوقت الذي تتم خطوات متسارعة على الأرض للاعتراف بالقدس الشريف عاصمة للكيان الصهيوني المحتل، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في هذا الشأن، وما ووجه به من غضب عربي على المستويات كافة: الحكومات والشعوب والأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والثقافية والأهلية، تأتي خطوة “قناة الجزيرة” لتسويق الرواية الصهيونية، باعتبار أنها “وجهة نظر” مقابل “وجهة النظر” العربية والفلسطينية.
واستنكر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب وضع وجهتي النظر -العربية والصهيونية- على قدم المساواة، لأن من يفعل ذلك، كما تفعله قناة الجزيرة بإصرار شديد، يتغافل عن الحقوق العربية التاريخية في الأرض، وأن عصابات صهيونية نزحت من كل دول العالم لتستوطن أرض فلسطين تحت غطاء ديني هزيل وهزلي، وأن الشعب الفلسطيني صاحب الأرض تم تخويفه وقتله وتهجيره قسرًا، وتشتيته في المنافي، ومن يفعل ذلك تكون عروبته ووطنيته وانتماءاته وولاءاته محل شك.
وأكد حبيب الصايغ، فيما يخص قضية التطبيع، أن الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب ملتزم بمبدأ المقاطعة الثقافية مع العدو الصهيوني، بآراء أعضائه جميعًا، دون استثناء، واستجابة للتوجه الثقافي العربي العام، الذي لا يقبل التعامل ولا التعاون ولا التواصل مع مغتصبي الأرض العربية، سواء في فلسطين أو الجولان السوري أو مزارع شبعا في لبنان، وذلك تنفيذًا لنظامه الأساس، ولكل المواثيق والقرارات التي صدرت عن المكتب الدائم والمؤتمر العام. وقال: إن الشعوب العربية جميعًا تقف خلف الشعب الفلسطيني في مطالبته بحقه في أرضه ومياهه وتراثه، فمهما غيَّر المحتل طبيعة الأرض التي يحتلها، فإن ذلك لا يعطيه الحق في البقاء.
وطالب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، كل المنظمات والاتحادات والجمعيات الثقافية في الوطن العربي بمقاطعة “قناة الجزيرة”، والحذر من أنها تسعى دائمًا إلى استغلال المثقفين العرب لتمرير رسالة خبيثة ضد كل الحقوق العربية والتاريخ العربي، وتساند المغتصب وتعينه على هضم الأرض التي لا يملكها، بل هي حق تاريخي للشعب العربي الفلسطيني الحر المقاوم.