شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي، ولي العهد نائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي، نائب حاكم الشارقة، مساء أمس، احتفالات شرطة الشارقة باليوبيل الذهبي التي نظمتها القيادة العامة لشرطة الشارقة في مبنى حصن الشارقة، كما كرّم سموه القادة والضباط من الرعيل الأول الذين عاصروا مرحلة تأسيس قوة شرطة الشارقة، وعددهم 21 ضابطاً.
بدأت وقائع الاحتفال بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أعقبها عرض بانورامي مصور يجسد تطور مفهوم الأمن عبر مختلف المراحل التاريخية في إمارة الشارقة، بدءاً من مرحلة أمن القوافل والتجارة بين مناطقها المختلفة، وصولاً إلى ما هي عليه اليوم من تطور وازدهار، مع سرد صوتي يعبّر عن محتوى العرض.
ثم ألقى العميد سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، كلمة رحب في بدايتها بصاحب السمو حاكم الشارقة راعي الحفل والحضور الكريم، وقال: «باسم القيادة العامة لشرطة الشارقة، يسعدنا أن نرحب بكم، وبحضوركم ومشاركتكم لنا، ونحن نحتفل باليوبيل الذهبي لشرطة الشارقة، في حضرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد شرفنا وأسعدنا حضور سموه ورعايته الكريمة لهذا الحفل، الذي نتوّج من خلاله مسيرة خمسين عاماً، بدأت مع صدور مرسوم تأسيس قوة شرطة الشارقة في عام 1967 من المغفور له بإذن الله الشيخ خالد بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، في ذلك الوقت، حيث انطلقت من هذا المكان (حصن الشارقة) الذي نجتمع فيه اليوم، والذي مثل على مر التاريخ رمزاً للأمن والأمان، وملاذاً لأهل الشارقة يكنهم من عوارض الزمن، ويدثرهم بغطاء المحبة والتآلف والوئام».
وأضاف العميد الزري: «بحمد الله، فإن كثيرين ممن عاصروا تلك الحقبة، وعملوا بقوة الشرطة في بداية عهدها، ما زالوا بيننا – متعهم الله بالصحة والعافية ومديد العمر – شهوداً على الماضي والحاضر، في حين رحل آخرون وقد صدقوا ما عاهدوا الله عليه من ولاء للوطن، ووفاء لقيادته، والتزام بحماية أمنه، والذود عن حياضه، فالتحية لهم جميعاً، والرحمة والمغفرة لمن ترجّلوا عن الركب، ومن أكرمهم الله بالشهادة».
واستطرد القائد العام لشرطة الشارقة قائلاً: «عبر خمسة عقود من مسيرتها، كانت شرطة الشارقة جزءاً من حركة المجتمع، تتطور بتطوره، وتتقدم بتقدمه، ويتسع صدرها لتحمل تبعات المحافظة على الأمن والاستقرار، وحماية المجتمع ومقدراته، بقدر ما تتسع حركة الحياة حولها، من نمو سكاني، وتمدد عمراني، وانتشار لخريطة النشاط الإنساني بجميع فروعه ومجالاته، فتوسع من مرافقها، وتضاعف من خدماتها، وتزيد مواردها المادية والتقنية والبشرية، وتعمل على الارتقاء بكفاءتها وقدراتها، مرتكزة في ذلك على الرعاية الكريمة والدعم غير المحدود الذي تجده من سيدي صاحب السمو حاكم الشارقة، وملتزمة برؤاه وتوجيهاته الحكيمة التي بقيت منارة هادية، ومرجعاً ثابتاً يحتكم إليه الضمير الشرطي، في الموازنة بين متطلبات إنفاذ القانون، ومقتضيات المحافظة على كرامة الإنسان وحماية حقوقه».
بعدها تابع الحضور عرضاً عسكرياً حياً يجسد نظام حفظ الأمن ما قبل تأسيس شرطة الشارقة، ومراحل تطور جهاز الشرطة والأمن إلى يومنا هذا.
عقب ذلك، تفضّل صاحب السمو حاكم الشارقة راعي الحفل بتكريم القادة والضباط من الرعيل الأول الذين عاصروا مرحلة تأسيس قوة شرطة الشارقة، وعددهم 21 ضابطاً، والقادة والمديرين العامين لشرطة الشارقة المتعاقبين حسب التسلسل الزمني، وفي مقدمتهم المغفور له بإذن الله الشيخ صقر بن محمد القاسمي، أول رئيس لدوائر الشرطة والأمن العام في إمارة الشارقة، إذ تسلّم التكريم الشيخ فيصل بن خالد القاسمي، واللواء صالح علي أحمد المطوع، والفريق حميد محمد علي الهديدي، كما تم تكريم الشهيد الملازم أول سيف راشد الطنيجي، من مركز شرطة الذيد، الذي استشهد أثناء تأدية واجبه، وحضر التكريم والد الشهيد، وتم تكريم الجهات الداعمة والراعية لحفل اليوبيل الذهبي لشرطة الشارقة.
وتعبيراً عن الامتنان والعرفان لدعمه ورعايته الكريمة لمسيرة شرطة الشارقة في جميع مراحل تطورها، تسلّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هدية تذكارية قدمها العميد سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، تمثلت في مجسم مذهب لحصن الشارقة.
حضر الاحتفال بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيس شرطة الشارقة، كل من الشيخ فيصل بن خالد بن سلطان القاسمي، والشيخ عبد الله بن محمد آل ثاني، المستشار بمكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن سعود القاسمي، رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبد الله القاسمي، رئيس دائرة الجمارك والموانئ البحرية، والشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخ محمد بن عبد الله آل ثاني، رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ صقر بن محمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة الرياضي، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمي، مدير دائرة شؤون الضواحي والقرى، وعدد من الشيوخ.
كما حضر الحفل راشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميري، وعدد من رؤساء الدوائر الحكومية أعضاء المجلس التنفيذي، والعميد سيف الزري الشامسي، القائد العام لشرطة الشارقة، والعميد عبد الله مبارك بن عامر، نائب القائد العام، وعدد من مديري وممثلي الدوائر الحكومية في الشارقة، وكبار الضباط بالقيادة العامة لشرطة الشارقة.
تم خلال الحفل الإعلان عن مشروع «الشارقة إمارة آمنة» الذي أطلقته القيادة العامة لشرطة الشارقة، بدعم ومباركة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبمشاركة كل القطاعات الحيوية في إمارة الشارقة، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة وإداراتها الأمنية، بهدف تعزيز الأمن والأمان، ودعم السياسات الوقائية في مواجهة الجريمة، ودرء المخاطر على مستوى إمارة الشارقة.